ذكرى 11 سبتمبر.. ذا هيل: الهجوم كان شرارة للحروب الأمريكية المفتوحة فى الخارج.. أفغانستان والعراق أكثر المتضررين.. "جنون الحرب" سيطر على بوش وإدارته رغم الدعوات لضبط النفس.. و5 ملايين مدنى يدفعون حياتهم ثمنا

الأربعاء، 06 سبتمبر 2023 02:00 ص
ذكرى 11 سبتمبر.. ذا هيل: الهجوم كان شرارة للحروب الأمريكية المفتوحة فى الخارج.. أفغانستان والعراق أكثر المتضررين.. "جنون الحرب" سيطر على بوش وإدارته رغم الدعوات لضبط النفس.. و5 ملايين مدنى يدفعون حياتهم ثمنا بوش
كتبت نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هجوم إرهابى هو الأعلى كلفة فى التاريخ.. بهذه العبارة يمكن إيجاز مشهد هجمات 11 سبتمبر ضد برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك، قبل 22 عاما، والتى كانت نقطة بداية للحرب الأمريكية على الإرهاب، والتى قادتها الولايات المتحدة بعد بضعة أسابيع فقط.

ومع اقتراب الذكرى الـ22 لهجمات 11 سبتمبر، سلطت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية الضوء على تلك الهجمات وآثارها والتداعيات المادية والبشرية التى كلفتها حتى الآن.

وفى تقرير لها، قالت صحيفة ذا هيل الأمريكية أن التوقعات التى سادت خلال الفترة التى أعقبت الهجوم الذى راح ضحيته كثيرين مهد الطريق أمام كوارث تاريخية فى العراق وافغانستان بسبب التصريحات الرسمية والمعارضة التى لم يلتفت اليها أحد وسط ذروة الأحداث.

وبعد ثلاثة أيام من مقتل ما يقرب من 3000 شخص قال الرئيس آنذاك جورج دبليو بوش فى خطاب ألقاه فى كاتدرائية واشنطن الوطنية: "إن مسؤوليتنا تجاه التاريخ واضحة بالفعل - للرد على هذه الهجمات وتخليص العالم من الشر"، وبعد أسبوع، قال أمام جلسة مشتركة للكونجرس أن الحرب الوشيكة لن تنتهى حتى يتم العثور على كل جماعة إرهابية ذات امتداد عالمى وإيقافها وهزيمتها.

ووفقا للصحيفة، تعهد بوش بتخليص العالم من الشر كان بمثابة اعلان "سخيف" وإعلان حرب لا نهاية لها. ففى بداية شهر أكتوبر، قبل أسبوع من بدء الهجوم الأمريكى على أفغانستان، حذر أسقف ديترويت الكاثوليكى توماس جومبلتون من أن "أولئك الذين قد يسارعون إلى الحرب ويصعدون دائرة العنف هم منفصلون تمامًا عن الواقع وعن دروس التاريخ".

كما قدم بعض الذين فقدوا أحباءهم فى 11 سبتمبر مناشدات لضبط النفس. وقالت جودى كين، التى توفى زوجها ريتشارد فى مركز التجارة العالمي: "إن قصف أفغانستان لن يؤدى إلا إلى خلق المزيد من الأرامل، والمزيد من المشردين، والأطفال اليتامى".

وقد عانت النائبة باربرا لى (ديمقراطية من كاليفورنيا)، العضوة الوحيدة فى الكونجرس التى صوتت ضد شيك على بياض للحرب، من التشهير على نطاق واسع والتهديدات بالقتل بعد أن وقفت فى قاعة مجلس النواب فى 14 سبتمبر وقالت: "البعض منا يجب أن الحث على استخدام ضبط النفس. بلادنا فى حالة حداد. يجب على البعض منا أن يقول، دعونا نتراجع للحظة، دعونا نتوقف لدقيقة واحدة فقط، ونفكر فى الآثار المترتبة على تصرفاتنا اليوم، حتى لا يخرج الأمر عن نطاق السيطرة".

لكن مثل هذه المناشدات لم تجدى نفعا، وعندما ضربت الصواريخ الأمريكية الأولى أفغانستان، وجد استطلاع للرأى أجرته مؤسسة جالوب أن 90% من الأمريكيين يوافقون على قيام الولايات المتحدة بمثل هذا العمل العسكرى، فى حين يعارض 5% فقط،

وساد جنون الحرب فى محاولات للقضاء على القاعدة التى اتخذت من أفغانستان مقرا لها، وعرض وزير الدفاع دونالد رامسفيلد العفو عن أى عملية قتل على يد القوات المسلحة الأمريكية. وقال فى مؤتمر صحفي: “لم نبدأ هذه الحرب”. وأضاف "لذا افهموا أن المسؤولية عن كل ضحية فى هذه الحرب، سواء كانوا أفغان أبرياء أو أمريكيين أبرياء، تقع على عاتق تنظيم القاعدة ".

وقبل بضعة أشهر من غزو العراق فى مارس 2003، لخصت الكاتبة جوان ديديون فى جملة واحدة جوهر مجموعة من الافتراضات بسرعة: "لقد رأينا، والأهم من ذلك، الإصرار على استخدام أحداث 11 سبتمبر لتبرير إعادة تصور الدور الصحيح لأمريكا فى العالم باعتبارها واحدة من الدول التى تبدأ وتشن حربًا دائمة".

وقالت ذا هيل أنه بعد مرور اكثر من 20 عاما على احداث 11 سبتمبر التى كانت بمثابة شرارة للحروب الأمريكية طويلة الأمد فى الخارج لاتزال الخسائر البشرية الناجمة عن الحرب على الإرهاب مستمرة ولم يتم حصرها كليا، حيث كشفت دراسة لجامعة براون أن ما يقرب من 5 ملايين شخص من المدنيين لقوا حتفهم بسبب الحروب منذ هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.

وصلت الخسائر البشرية فى حروب أمريكا المفتوحة بعد احداث 11 سبتمبر فى أفغانستان والعراق وأماكن اخرى إلى ارقام هائلة، فوفقا للدراسة بحلول سبتمبر 2021 لقى ما يقدر بنحو 432 ألف مدنى فى هذه البلدان حتفهم نتيجة أعمال العنف.

ومن مايو 2023، مات ما يقدر بنحو 3.6 إلى 3.8 مليون شخص بشكل غير مباشر فى مناطق حروب ما بعد 11 سبتمبر، ويمكن أن يصل إجمالى عدد القتلى فى مناطق الحرب هذه إلى ما لا يقل عن 4.5 إلى 4.7 مليون شخص، وما زال العدد فى ازدياد.

وأشارت الدراسة الجامعية إلى أن الأشخاص الذين يعيشون فى مناطق الحرب لقوا مصرعهم فى منازلهم وفى الأسواق وعلى الطرق بالقنابل والرصاص والنيران والعبوات الناسفة والطائرات بدون طيار، وعند نقاط التفتيش، عندما تخرجهم المركبات العسكرية عن الطريق، أو عند التعرض لألغام أو قنابل عنقودية، على غارات أمريكية او عنف مسلح من المتمردين والإرهابيين.

ومات عدد أكبر بكثير من الأشخاص فى مناطق الحرب نتيجة للبنية التحتية المدمرة والظروف الصحية السيئة الناجمة عن الحروب مقارنة بالعنف المباشر.

وأشار التقرير، إلى دور الولايات المتحدة فى هذه الصراعات الخارجية بعد الهجمات الإرهابية عام 2001 على الأراضى الأمريكية وقالت ستيفانى سافيل، المديرة المشاركة لتقرير تكاليف الحرب ومؤلفة التقرير، أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية إصلاح الضرر الذى سببته جهودها الحربية.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة