تتنافس الشركات والمجموعات الأمنية فى روسيا إلى جانب طبقة رجال الأعمال المقربين من الكرملين للسيطرة على آلالاف من مرتزقة فاجنر التى ما يزال مصيرها يكتنفه الكثير من الغموض منذ إعلان مصرع زعيمها فى حادث تحطم طائرة.
وحازت المجموعة الأمنية الأشهر فى العالم على ثقة الكرملين أولا وأرصدة بنكية كبيرة مقابل خدماتهم الأمنية بعد مقتل قائدها فى حادث تحطم طائرة، وذلك بحسب مصادر تحدثت لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
وكشفت الصحيفة فى تقرير لها الأربعاء أن عدد من المجموعات الأمنية على علاقة بالكرملين وقوات الأمن الروسية والاوليجارش المقربين من القيادة الروسية، بالسعى لوضع الآلاف من جنود فاجنر، والأصول العسكرية القيمة لتلك الشركة التى تضم العديد من الجنود المهرة الذين تم اختبارهم فى أرض المعركة بأوكرانى، تحت سيطرتهم.
وقالت مصادر للصحيفة، إن الكرملين يهدف عبر شركات المرتزقة هذه إلى السيطرة على قواعد فاجنر فى 6 بلدان تضم حوالى 6000 مقاتل، يوفرون الأمن لقادة سياسيين محليين، مقابل الوصول إلى موارد قيمة فى الكثير من الأحيان، مشيرين إلى أن سبب تسابق تلك الشركات والاوليجارش للسيطرة على "ارث بريجوجين" هو كسب ود الكرملين والرئيس الروسى فلادمير بوتين.
وأرسل عدد من المجموعات العسكرية الخاصة التى لها علاقات بالكرملين، بالفعل جنود للقتال فى أوكرانيا خلال الأشهر الأخيرة، كوسيلة للترقب من بوتين.
وشملت تلك المجموعات فرق أسسها ضباط مخابرات، وتم تمويلها من قبل قلة أثرياء مقربين من بوتين، وتقوم احدى الشركات وتدعى " Redut " بتجنيد عناصر فاجنر الذين قاتلوا فى أوكرانيا.
وفقا لوول ستريت، تأسست ريدوت، وهى شركة أمنية للشركات الروسية العاملة فى الشرق الأوسط، على يد مظليين روس سابقين وضباط فى المخابرات العسكرية عام 2008، وأكدت الحكومة الأمريكية، التى فرضت عقوبات على المجموعة فى فبراير الماضى، أنها لا تزال لها علاقات بالمخابرات العسكرية الروسية.
وقال أحد المنشقين عن فاجنر فى شهادة أمام البرلمان البريطانى يوليو الماضى، إن مصدر تمويل تلك الشركة، فيعود إلى "جينادى تيمشينكو"، وهو أحد الاوليجاش الذين تربطهم علاقات وثيقة ببوتين، واكد أن بعض من جنود فاجنر يتلقون ذخائر من الجيش الروسي
كما كشف شخص مقرب من وزارة الدفاع الروسية أن Redut تعمل كوسيلة تجنيد لوزارة الدفاع، من أجل جذب مقاتلى فاجنر السابقين الذين لم يرغبوا فى توقيع عقود مع الجيش النظامى، بسبب عدائه السابق مع فاجنر.
ويعتقد رسلان بوخوف، مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات ومقره موسكو أن الدفاع الروسية تستغل كل فرصة لجذب الناس إلى صفوفها.
وقالت الصحيفة، إن الشركات تحاول بشتى الطرق لاستمالة المقاتلين لاسيما مرتزقة فاجنر السابقين، ففى أحد تلك الإعلانات المنشورة على موقع فكونتاكتى، الذى يعد كفيس بوك بنسخة روسية، فى 15 أغسطس الماضى، اعتبرت الشركة أن فاجنر أصبحت من الماضي.
وتوجه الإعلان إلى كل مهتم قائلا: "إذا كنت مهتمًا حقًا بالعمل فعليًا، فإن وزارة الدفاع وRedut هما خيارك! ".
وإلى جانب ريدوت، تعمل مجموعة مرتزقة أخرى لها علاقات مع وزارة الدفاع والكرملين، واسمها convoy لتحل مكان فاجنر فى عملياتها بالخارج، وفقًا لمسؤولين ومنافذ إعلامية روسية.
وأوضح نائب قائد المجموعة فاسيلى ياششيك، أن بعض مقاتلى بريجوجين انضموا فعلا إلى كونفوى، على الرغم من أنها لم تحاول السعى لتوظيفهم.
تأتى التفاصيل عن الشركتين، بعد أن رجح العديد من الخبراء ألا تترك موسكو "فاجنر" على ما هى عليه، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التى نفذها قائدها قبل شهرين من مقتله الغامض بتحطم طائرته الخاصة قرب موسكو.