يبدأ الأقباط الأرثوذكس الاحتفال بعيد النيروز، يوم 11 سبتمبر الجارى، حيث يستمر حتى عيد الصليب الذى يوافق يوم 27 سبتمبر الجارى لتستمر الصلوات والقداسات، حيث يعتبر رأس السنة القبطية الجديدة 1736 ( 6262 بحسب التقويم المصرى القديم)، وفقاً للتقويم القبطى، وهو امتداد للتقويم المصرى القديم، الذى يعد من بين الأقدم فى تاريخ البشرية.
طقوس العيد
وقال الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، إن الأقباط الكاثوليك فى صعيد مصر يحتفلون بعيد النيروز مع إخوانهم الأرثوذكس يوم 12 سبتمبر المقبل، فيما بدأ الأقباط الكاثوليك فى القاهرة والجيزة ومحافظات الدلتا 29 أغسطس الماضى.
وتابع مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، لـ"اليوم السابع" أن الطقس المتبع فى قداسات الكنيسة خلال فترة الاحتفال هو الطقس الفرايحى، ويتناول فيه الأقباط البلح والجوافة وذلك لأن هذا العيد يرمز لبداية العام القبطى.
وأوضح أن البلح يرمز اللون الأحمر فيه إلى لون الشهداء الذين صمدوا فى وجه الطغيان واللون الأبيض يرمز لنقاء قلب الشهداء ونواه البلح ترمز لصمودهم، فيما يرمز نبات الجوافة من الداخل إلى اللون الأبيض دليل على نقاء الشهداء.
الأصل التاريخى لعيد النيروز
ويعتبر عيد النيروز عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم فى السنة الزراعية الجديدة، حيث أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية nii`arwou (نى - يارؤو) = الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو موعد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة فى مصر، ولما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السى للأعراب كعادتهم (مثل أنطونى وأنطونيوس) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية، ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء بالأم فصارت نيلوس ومنها أشتق العرب لفظة النيل العربية.
شهر توت
ويعتبر شهر توت أول شهور السنة القبطية فهو مشتق من الإله تحوت إله المعرفة وهو حكيم مصرى عاش أيام الفرعون مينا الأول وهو مخترع الكتابة ومقسم الزمن، وأختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعرى اليمينية تبرق فى السماء بوضوح فى هذا الوقت من العام، مما يعنى أن السنة القبطية، سنة نجمية وليس شمسية، وبالتالى لم تتأثر بهذا التعديل وذلك لأن الشمس تكبر الأرض بمليون وثلث مليون مرة والشعرى اليمينية تكبر الشمس بـ200 مرة، مما يعنى أنها أكبر من الأرض بـ260 مليون مرة مما يجعل السنة النجمية أدق عند المقارنة بالشمسية.
ومع عصر دقلديانوس احتفظ المصريين بمواقيت وشهور السنة التى يعتمد الفلاح عليها فى الزراعة مع تغيير إعداد السنوات لجعله السنة الأولى لحكم دقلديانوس والتى تساوى 82 ميلادية و1 قبطية و4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء، حيث كان فى تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين فى هذا التوقيت إلى الأماكن التى دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم، وأحتفظ الأقباط بهذه العادة حتى أيامنا فيما يسمونه بالطلعة، وهى أن عيد النيروز هو أقدم عيد لأقدم أمة.
البابا تواضروس الثانى
قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الكنيسة تحتفل ببداية السنة القبطية أو التقويم القبطى أو سنة الشهداء فى العام الجديد 1739 حيث يعتبر من الأعياد الثابتة فى الكنيسة بداية شهر توت، مؤكدا أن الكنائس سوف تحتفل بهذا العام لمدة 17 يوما حتى عيد الصليب فالكنائس سوف تستعد له عن طريق تنظيم سهرة تسبحة.
وأكد قداسة البابا خلال عظته الأسبوعية بالمقر الباباوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن الإمبراطور الرومانى دقلديانوس فى عهده استشهد إعداد كبيرة من الأقباط، فبكل براعة حول الأقباط هذا التقويم إلى السنة القبطية وأصبحت السنة القبطية التى يحتفلون بها كل عام.
وأشار قداسته، إلى أن الأقباط أستطاعوا أن يستخدموا نتاج الأرض فى هذا التوقيت من شهر سبتمبر وأكثر الفواكة الموجودة به البلح والجوافة، موضحا أنه منالمهارة والبراعة أن يكون هناك خلط بين الإيمان والطعام بالمناسبات، فالكنائس الموجودة فى المهجر يستوردون من مصر الجوافة والبلح لأنها فاكهة مصرية صميمة ويوزعونها على الأطفال فى مدارس الأحد ليعطون معانى روحية للطلاب فى مدارس الأحد.