كلفت حرائق الغابات أوروبا نحو 4.1 مليار يورو (4.43 مليار دولار) من الأضرار حتى الآن هذا العام، حيث اجتاحت الحرارة الشديدة البحر الأبيض المتوسط من اليونان إلى إسبانيا هذا الصيف.
ووفقا لتقرير صادر عن شركة Distrelec، أحد الموزعين الرئيسيين لمكونات قطاع الكهرباء، فقد دمرت حرائق الغابات ما يقرب من 400 ألف هكتار من الأراضى فى جميع أنحاء القارة حتى الآن، بما فى ذلك أجهزة الاستشعار التى توفر الإنذار المبكر لحرائق الغابات المحتملة. واستند التحقيق إلى بيانات من نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبى.
واليونان هى الدولة التى عانت من أكبر قدر من الأضرار، بتكلفة تقدر بـ 1.66 مليار يورو (1.8 مليار دولار) وتدمير أكثر من 161 ألف هكتار حتى 30 أغسطس، وشهدت البلاد حرائق الغابات الأكثر تدميرا فى السنوات الـ 16 الماضية، وهى فى حالة تأهب قصوى تحسبا لمزيد من الدمار منذ أن اندلعت النيران الأخيرة فى 19 أغسطس وأودت بحياة 19 شخصا على الأقل.
وحلت إسبانيا فى المرتبة الثانية بين الدول الأكثر تضررا، حيث أحرقت نحو 84315 هكتارا، بتكلفة تقدر بـ 871 مليون يورو (941 مليون دولار)، تليها إيطاليا والبرتغال، ووفقا للتقرير، فإن تقديرات التأثير الاقتصادى تشمل تكاليف الانقراض وإعادة التشجير والأضرار والتنظيف.
كما أثرت الحرائق الناجمة عن تغير المناخ على أجزاء أخرى من العالم، من الإنتاج الزراعى إلى السياحة.
كان شهر يوليو رسميًا هو الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، وشهدت أوروبا، مثل أجزاء أخرى كثيرة من العالم، ارتفاعًا كبيرًا فى درجات الحرارة فى الصيف أعلى بكثير من المعتاد هذا العام.
وتسبب مزيج خطير من درجات الحرارة الحارقة والرياح الشديدة والرياح الشديدة فى اشتعال النيران فى عشرات الغابات فى جنوب أوروبا،و تتأثر مساحات شاسعة من النباتات والأراضى فى فرنسا وإسبانيا والبرتغال بشكل خاص بالحرائق، كما تواجه كلا من ألمانيا وبولندا تواجه نفوقا هائلا للأسماك فى نهر يتدفق بينهما.
تعانى أوروبا من موجة حرارة شديدة وجفاف أسفر عن عواقب مأساوية للمزارعين والنظم البيئية التى كانت بالفعل مهددة من تغير المناخ والتلوث، وتسبب الجفاف فى خسارة المنتجات الزراعية والغذائية فى وقت أدى فيه نقص الإمدادات والحرب فى أوكرانيا إلى حدوث تضخم.
فى فرنسا، التى تشهد أسوأ موجة جفاف مسجلة، اجتاحت النيران غابات الصنوبر بين عشية وضحاها، وأضاءت السماء بضوء برتقالى كثيف فى منطقة جيرونا المجاورة، والتى كانت قد حاصرتها بالفعل الحرائق الشهر الماضى. أكثر من 68 كيلومترا مربعا (26 ميلا مربعا) احترقت منذ يوم الثلاثاء.
وأجبرت الحرائق فى فرنسا على إجلاء نحو 10 آلاف شخص، ودمرت ما لا يقل عن 16 منزلًا.
كما اثرت حرائق الغابات إلى عواقب وخيمة تلحق أضرارا كبيرة بالطبيعة، بل تلقى بظلالها على مقومات الاقتصاد وسبل عيش الكثيرين من سكان هذه البلدان.
وقالت سارة ماير، الباحثة فى ظواهر الطقس المتطرفة والآثار الاقتصادية لحرائق الغابات فى جامعة برمنجهام "عندما تتعرض الغابات لحرائق، يرافق ذلك انخفاض فى الناتج المحلى الإجمالى، وأضافت بأن "بيانات التوظيف فى قطاع السياحة تُظهر انخفاض العمالة بعد اندلاع حرائق الغابات".
وعلى طول نهر أودر، الذى ينبع من جمهورية التشيك ويصب فى بحر البلطيق، كان المتطوعون يجمعون الأسماك الميتة التى تجرفها المياه فى بولندا وألمانيا، وقال بيوتر نيثنانكى، مدير الصندوق العالمى للطبيعى فى بولندا، أن الصناعة ألقت على ما يبدو أن ما يبدو وجود مادة سامة فى الماء، كما أن انخفاض مستويات الأنهار بسبب الجفاف وجعل الظروف أكثر خطورة على الأسماك.
الجدير بالذكر أنه يحق لبلدان الاتحاد الأوروبى المتضررة من حرائق الغابات تقديم طلب إلى المفوضية الأوروبية لمساعدتها فى إخماد الحرائق، حيث جرى نشر أكثر من 500 من رجال الإطفاء من دول أخرى لدعم جهود اليونان فى السيطرة على الحرائق فيما أرسل الاتحاد الأوروبى تسع طائرات إضافية.
ويتم تغطية تكاليف ذلك من خلال الآلية الأوروبية للإغاثة فى حالات الكوارث، فيما يوفر صندوق التضامن الأوروبى مساعدات مالية يمكن اللجوء إليها فى دعم عمليات إعادة الإعمار.
فى رومانيا، حيث أدت درجات الحرارة القياسية والجفاف إلى تجفيف الأنهار من المياه، احتج نشطاء منظمة السلام الأخضر على ضفاف نهر الدانوب للفت الانتباه إلى ظاهرة الاحتباس الحرارى وحث الحكومة على خفض الانبعاثات.