يمر اليوم ثلاثون عاما على رحيل الفيلسوف والكاتب زكي نجيب محمود الذى كان فيلسوفا وكاتبا فقد ولد الراحل في أول فبراير 1905 وتوفى في 8 سبتمبر 1993.
أطلق عليه العقاد "فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة"، ومنذ انضمامه إلى أسرة تحرير مجلة الرسالة صار أحد أعلام الفكر والعلم والتراث، وعرف عنه مناداته بالحداثة واطلاعه على الفكر الغربى الذى نقل منه طائفة إلى الأدبيات العربية وخصوصا في مجال الفلسفة.
عمل بالتدريس فى مصر بعد تخرجه في كلية المعلمين العليا، ثم سافر إلى انجلترا وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن، سنة 1947 وحينما عاد إلى مصر التحق بهيئة التدريس في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة.
وفي عام 1965 أسند إليه وزير الثقافة عبد القادر حاتم مهمة عمل مجلة فكرية فأسس مجلة الفكر المعاصر ورأس تحريرها حتى رحيله، وظل أستاذا بكلية الآداب حتى عام 1968 وهي السنة التي سافر فيها ليعمل أستاذا للفلسفة بجامعة الكويت لمدة خمس سنوات متصلة، وكان قد سافر قبلها في الخمسينيات إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعمل أستاذا زائرا في جامعة كولومبيا بولاية كارولينا الجنوبية ثم جامعة بولمان بولاية واشنطن ثم عمل ملحقا ثقافيا بالسفارة المصرية بواشنطن، وبعد عودته من الكويت في العام 1973 مارس الكتابة في الأهرام بمقال أسبوعي كل ثلاثاء.
توج بالعديد من الجوائز المهمة مثل جائزة الدولة التشجيعية 1960 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1975 ومنحته جامعة الدول العربية جائزة الثقافة العربية 1985 وكان أول من نالها في العالم العربي، ومنحته الجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتوراه سنة 1985م وحصل على جائزة سلطان العويس سنة 1991 من دولة الإمارات العربية.
إلى جانب المناصب الهامة التي شغلها، والكتابات الغزيرة الهامة التي أصدرها، وتأثيره على عدد كبير من تلامذته في مصر والعالم العربي إلى اليوم، فقد كان الدكتور زكي نجيب المدشّن الأول لتيار الوضعية المنطقية في مصر والعالم العربي والإسلامي، في كتبه: المنطق الوضعي من جزئين، وخرافة الميتافيزيقا، ونحو فلسفة علمية، وغيرها، كما كان صاحب أسلوب أدبي متماسك وأنيق يخلق صلة بين الوعي الفلسفي والذوق الأدبي.