أثار نشر تقارير تتحدث عن أن رئيس كوريا الشمالية كيم يونج أون ربما يسافر قريبا إلى روسيا، الانتباه إلى الطريقة التقليدية للسفر لقادة بيونج يانج، وهى قطارات مدرعة فاخرة طالما كانت جزءا من تقاليد الأسرة الحاكمة، وتعد رمزا أيضا لعزلتها العميقة، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتدبرس.
وكان مسئول أمريكى قد قال إن كيم قد يزور روسيا هذا الشهر، فيما قد يكون أول رحلة خارجية له منذ بداية وباء كورونا، للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، ربما لمناقشة مبيعات الأسلحة الكورية الشمالية لإعادة ملء الاحتياطيات الروسية التى استنزفتها الحرب فى أوكرانيا.
وبحسب التقارير الأمريكية، فإنه من الممكن أن يلتقى كيم وبوتين فى مدينة فلاديفوستوك الشرقية، وهو نفس المكان الذى تم فيها لقاءهما الأول فى إبريل 2019، عندما استقل كيم قطاره ذى اللونين الأصفر والأخضر. ومن المتوقع أن يصل بوتين إلى لمدينة لحضور المنتدى الاقتصادى الشرقى السنوى الذى يستمر من الأحد إلى الأربعاء.
وتأتى هذه التقارير فى الوقت الذى تتسق فيه مصالح الزعيمين فى ظل مواجهات عنيفة مفصلة مع الولايات المتحدة، وما كان كيم قادرا على القيام مرة أخرى برحلة القطار المزعجة التى تستغرق 20 ساعة أمر يحظى باهتمام وسائل الإعلام، حيث أن هذا القطار الفاخر يتعرض بشكل حاد مع الفقر المدقع لأغلب الكوريين الشماليين.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية فى كوريا الشمالية إن كيم الاب توفى بنوبة قلبية خلال رحلة بالقطار فى عام 2011. وكان والد كيم قد تجنب الطيران فى اثنى عشر رحلة إلى الخارج طوال حكمه الذى استمر 17 عام، وكان معظمها إلى الصين.
ووفقاً لرواية نشرها كونستانتين بوليكوفسكي، المسؤول الروسي الذي رافق كيم جونج الثاني في رحلة استغرقت ثلاثة أسابيع إلى موسكو، في عام 2002، كان القطار يحمل صناديق من النبيذ الفرنسي باهظ الثمن، وكان بإمكان الركاب تناول جراد البحر الطازج وشواء لحم الخنزير.
وأهم ميزات هذا القطار هو الأمن، ووفقا لتقارير إعلام كوريا الجنوبية، وتمتلك كوريا الشمالية 90 عربة قطار خاصة إجمالا وتقوم بتشغيل ثلاث قطارات جنبا إلى جنب عندما يسافر الزعيم، قطار فى المقدمة للتحقق من القضبان، وقطا الزعيم وحاشيته المباشرة، وقطار ثالث خلفه. ويتم تركيب معدات اتصال عالية التقنية وأجهزة تلفزيون بشاشات مسطحة حتى يتمكن القائد من غصدار الأوامر وتلقى الإحاطات.
وفيما يؤكد الأهمية الرمزية للقطارات، يتم عرض نموذج بالحجم الطبيعي لإحدى العربات بشكل دائم في ضريح على مشارف بيونج يانج حيث يوجد جثتي كيم جونج إيل ووالده مؤسس الدولة كيم المحنطين..
واستخدم كيم، البالغ من العمر 39 عاماً، قطار عائلته المدرع لعقد اجتماعات سابقة مع بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب في عامي 2018 و2019.
لكنه فى بعض الأحيان يستخدم الطائرات على العكس من والده. ويُعتقد أن كيم جون أون، الذى درس لعدة سنوات في سويسرا، كان يسافر جوا فى كثير من الأحيان عندما كان مراهقا.
وعندما سافر إلى مدينة داليان بشمال شرق الصين في عام 2018 للقاء شى، كانت هذه هي المرة الأولى التي يسافر فيها زعيم كورى شمالي علنًا إلى الخارج جواً منذ رحلة كيم إيل سونج إلى الاتحاد السوفيتي في عام 1986.
وتعد طائرة كيم الرسمية نسخة معدلة من الطائرة السوفيتية الصنع IL-62. وتطلق عليه كوريا الشمالية اسم "شاماي-1"، نسبة إلى طائر الباز، وهو الطائر الوطني لكوريا الشمالية. وتقول وسائل الإعلام الكورية الجنوبية إن الطائرة يمكن أن تحمل حوالي 200 شخص ويبلغ أقصى مدى لها حوالي 9200 كيلومتر (5700 ميل)، لكن يقال إنها لم تحلق إلى هذا الحد من قبل.
