ضربة قوية فى انتظار "تل أبيب" بعد مثولها اليوم فى محاكمة تاريخية أمام محكمة العدل الدولية، عن المجازر والجرائم التى ارتكبتها بحق الشعب الفلسطينى منذ اندلاع الحرب على غزة، فقد حركت جنوب أفريقيا دعوى هامة وتاريخية تتهم خلالها إسرائيل بخرق اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، التى وقعت عليها إسرائيل وتُلزمها بكافة بنودها، لكن الممارسات الصهيونية التى اعتادت عليها منذ نشأتها، والتى تقوم على الفكر الاستيطانى الإحلالى، جعلها فى مأزق دولى حقيقى، لاسيما أن هذه المحاكمة تطالب بالقصاص العادل، وتدعم موقفها بالأدلة والمستندات التى تؤكد كافة التهم المنسوبة لسلطة الاحتلال، وقد تكون بداية النهاية للدولة الصهيوينة التى مارست جريمة الفصل العنصرى لمدة 75 عامًا دون ردع أو ملاحقة دولية.
خبير سياسي: دعوى إدانة إسرائيل بخرق الإبادة الجماعية تاريخية وتكشف القبيح للعدوان الصهيونى أمام العالم
وفى هذا السياق، كشف الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مثول إسرائيل اليوم أمام محكمة العدل الدولية، بموجب الدعوى التى تقدمت بها جنوب أفريقيا والتى تُدين خلال "تل أبيب" بخرف بنود اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، خطوة هامة وتاريخية، موضحًا أن الدعوى استندت على مدخل بارع وذكى للغاية، يتهم خلاله إسرائيل بتنفيذ أعمال إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطينى، مدعمة موقفها القانونى بالأدلة المادية التى تكشف اختراق إسرائيل لبنود الاتفاقية الذى وقع عليها كلا الطرفين.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن غدا الجمعة سوف نشهد جلسة هامة تكشف عن آليات "تل أبيب" للدفاع عن نفسها خوفا من الإدانة الدولية، مؤكدا أن إسرائيل ستدفع بعدم ثبوت النية فى ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، مبررة ذلك إلى أنها ارتكبت تلك المجازر من أجل ملاحقة عناصر حماس، ردًا على "طوفان الأقصى" الذى اندلع فى السابع من أكتوبر الماضى، مؤكدا أنها تمتلك من "الوقاحة" ما يجعلها تبرأ نفسها من التهمة المنسوبة إليها، والهروب من جرائمها بحق المدنيين.
وأشار إلى أن هذه الدعوى ستكون بمثابة اختبار حقيقى لمحكمة العدل الدولية التى سبق وأن كان لها موقف هام وتاريخى فى قضية الجدار العازل، لافتًا إلى أن دعوى جنوب أفريقيا طالبت بضرورة صدور أمر مؤقت فى هذه الجريمة، وهذا مايعنى أنه إذا طبقت المحكمة مفاهيم النزاهة والعدالة الحقيقية سيتم إدانة إسرائيل لأول مرة فى جريمة من هذا النوع، وسيكون هذا الحكم تاريخى وانتصار كبير لحقوق الإنسان ووقف العدوان على غزة.
ونوه إلى أن الإشكالية تكمن فى أنه إذا تمت إدانة إسرائيل عن جرائم الإبادة الجماعية داخل غزة فإن هناك احتمالية كبيرة بأن تأبى "تل أبيب" تنفيذ هذا الحكم، لأنها تحتمى بالقوى الغربية التى تدعمها فى استمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن صدور حكم ُيدين إسرائيل، حتى إذا لم يطبق وينجح فى وقف إطلاق النار، فإن سيضع إسرائيل فى مأزق دولى ويزيد من الضغوط الدولية التى تمارسها عليها من قبل الوقى الحليفة لها، وهو ما سيغير المشهد كثيرا.
وأكد أن هناك صحوة فى الرأى العام الغربى، ونجح صمود المقاومة الفلسطينية فى إحياء القضية من جديد، لافتا إلى أن بعض القوى الغربية مثل ألمانيا وبريطانيا غيرت خطابها السياسى كثيرًا، مؤكدا أن استمرار صمود المقاومة سيكون نقطة فارقة وحاسمة فى استرداد حقوق الشعب الفلسطيني.
ونوه بأن المقاومة الفلسطينية نجحت فى زيادة الخسائر والضغوط على سلطة الاحتلال، واذا تم استمرار الصمود لمدة شهر سوف نحقق نجاح كبير فى المعركة.
"حقوق الإنسان النواب": تل أبيب فى مأزق حقيقى بعد دعوى جنوب أفريقيا
فى حين قال النائب أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق لإنسان بمجلس النواب، أن الدعوى التى تم تحريكها من قبل جنوب أفريقيا ويتم النظر بها اليوم، تشكل نقلة فارقة فى مصير القضية الفلسطينية، لاسيما أنها تعد أول دعوى يتم تحريكها ضد إسرائيل فى هذا الملف، وهو خرق اتفاقية منع الإبادة الجماعية، والتى تدين بشكل مباشر وصريح المجازر الإسرائيلية التى تنفذها قوات الاحتلال بحق المدنيين على مدار ثلاثة أشهر وسط صمت دولي.
وأوضح وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، خلال تصريحات لليوم السابع، أن دعوى جنوب أفريقيا استندت إلى دلائل هامة تُدين بها "تل أبيب"، وتكشف عن ارتكابها جرائم للإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطينى، من خلال تقديم أدلة بالقول والفعل، فضلا عن التصريحات التى أعلن عنها مسؤولين فى الحكومة الإسرائيلية، والتى تطالب بالاستمرار فى تلك المجازر والتوسع من أعمالها الانتقامية، بحق المدنيين بغزة، والتى أسفرت عن وقوع آلاف الشهداء على مدار أكثر من ثلاثة أشهر، من بينهم أطفال ونساء وكبار السن.
وأشار "أبو العلا"، إلى أن الدعوى التى تم تحريكها استندت على جرائم الإبادة الجماعية، التى هى على مرأى ومسمع من العالم أجمع، لذا فإن إسرائيل فى مأزق حقيقى جراء هذه الدعوى حتى إذا لم تنتهى لصالح نصرة الشعب الفلسطينى، لإغن مجرد مثولها أمام المحكمة عن هذه الجريمة، سوف يشكل عليها ضغط دولى كبير ويسهم فى زيادة التحركات المناصرة للحق الفلسطينى فى إقرار مصيره ووقف العدوان عليه، مما يؤثر فى قرارات مجلس الأمن خلال الفترة القادمة، لأنها مها تحالفت القوى الغربية لدعم الكيان الصهيونى لن تفلح وسط هذه الصغوط الدولية والاتهامات التى تلاحق حليفتها، التى تتصرف بأحادية وتضرب بالقانون الدولى ومفاهيم حقوق الإنسان ضرب الحائط.
برلمانية: مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ضربة قوية بعد المجازر الدامية بحق المدنيين
كما قالت النائبة أمل سلامة، عضو لجنة عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن مجريات محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، رسالة هامة وواضحة من مختلف شعوب العالم، بضرورة وقف إطلاق النار ووقف المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين فى غزة، لافتًا إلى أن هذه الدعوى ستغير مجريات المشهد السياسى، وتزيد من الضغوط الدولية التى تطالب بوقف إطلاق النار الفوري.
وأشارت عضو لجنة حقوق الانسان، خلال تصريحات خاصة لليوم السابع، إلى أن إسرائيل استباحت المدارس والمستشفيات التى تؤوى الآلاف من النازحين نفذت بحقهم جرائم التصفية الجسدية، فى اختراق واضح بكافة بنود اتفاقيات حقوق الإنسان، مستندة على حلافائها من الغرب، الذين إذا ظلوا على موقفهم بدعم "تل أبيب" فى حربها وعدوانها على غزة، فإنها ستكون رسالة للعالم بأن حلفاء إسرائيل يضربون بالقانون الدولى عرض الحائط من أجل مغازلة حليفتهم المدللة.
وأوضحت "سلامة" بأن لابد أن تنتهى هذه المحكامة بوقف إطلاق النارى فوريًا وإحالة المتورطين فى تنفيذ جرائم الإبادة الجماعية من المسؤولين الإسرائيليين إلى المحاكمة العاجلة، مقابل ما تم ارتكابه بحق الشعب الفلسطينى على مدار ثلاثة أشهر من الحرب الغاشمة على المدنيين.