في غضون 17 عامًا، تجاوز جهاز آيفون مكانته باعتباره مجرد هاتف، وتحول إلى أيقونة ثقافية تركت بصمة لا تمحى على المجتمعات في جميع أنحاء العالم، منذ الجيل الأول في عام 2007 وحتى أجهزة آيفون اليوم، لم يُحدث هاتف آبل الرائد ثورة في طريقة تواصلنا فحسب، بل تغلغل أيضًا فى جوانب مختلفة من حياتنا، وشكل الثقافة بطرق غير مسبوقة.
في جوهره أحدث آيفون ثورة في الاتصالات، مع هذا الحدث الأيقوني في عام 2007 الذي سجله ستيف جوبز، ترك العالم وراءه أيام لوحات المفاتيح الفعلية وقدرات المراسلة المحدودة.
قدم جوبز العمل إلى هاتف "ذكي" مزود بواجهة أنيقة تعمل باللمس وتصميم أنيق، كان جوهر آيفون هو جعل التواصل أكثر شخصية وأكثر فورية، وقد تم نقل ذلك إلى المستوى التالي مع ظهور iMessage وFaceTime الذي أدى إلى زيادة عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين التواصل المكتوب والمنطوق، مما يسمح للمستخدمين بالاتصال بسلاسة عبر المسافات.
التأثير الثقافي على التطبيقات
يعد متجر التطبيقات أحد العناصر الأساسية للتأثير الثقافي لجهاز آيفون، وهو سوق رقمي غيّر الطريقة التي نتعامل بها مع البرامج، لقد أضفى متجر التطبيقات طابعًا ديمقراطيًا على تطوير التطبيقات، مما مكن المطورين والشركات الصغيرة من إنشاء التطبيقات وتوزيعها على مستوى العالم.
وفقًا لتقرير مجموعة التحليل حول غرفة أخبار آبل، يتمتع المستخدمون اليوم بإمكانية الوصول إلى أكثر من 123 مرة من التطبيقات عما كانوا عليه في نهاية عام 2008، وزادت التنزيلات السنوية على متجر التطبيقات بمقدار 15 ضعفًا بين عامي 2009 و2022 وفقا لما أوردته India Today.
وفقًا لتقرير صدر في يناير 2024، في عام 2023، تمكن مستخدمو أندرويد من الوصول إلى 3.718 مليون تطبيق على جوجل بلاي متجر التطبيقات المنافس لشركة آبل.
وفى عام 2023 كان لدى متجر آبل 1.803 مليون تطبيق آيفون متاح في نفس العام، لم يحفز هذا الطفرة الابتكار فحسب، بل أدى أيضًا إلى ولادة اقتصاد التطبيقات، وهو النظام البيئي الذي غير وجه صناعة التكنولوجيا.
وفى الوقت نفسه، أحدث آيفون أيضًا تحولًا في كيفية رؤية العالم للتصوير الفوتوغرافي، من كونه هواية تتطلب معدات مخصصة، حيث أدخل آيفون التصوير الفوتوغرافي إلى حياة الناس اليومية مع إمكانيات أكثر تقدمًا للكاميرا، حولت المستخدمين إلى منشئي محتوى، يشاركون حياتهم بصريًا مع العالم عبر وسائل الاعلام الاجتماعية.
مع أجهزة آيفون، ومعاصريها، التي جلبت تركيزًا أعمق على الكاميرا، أصبحت منصات مثل فيسبوك وإنستجرام ولاحقًا تيك توك جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس، مما عزز أشكالًا جديدة من التعبير عن الذات والتواصل.
قطعة ثقافية
مع بلوغ آيفون 17 عامًا، لا يزال آيفون قطعة ثقافية تعكس الهوية الفردية والاتجاهات المجتمعية، فامتلاك أحدث هاتف آيفون لا يقتصر فقط على امتلاك أحدث التقنيات؛ لكنه إشارة إلى كوننا جزءًا من مجتمع عالمي متصل من خلال تجربة تكنولوجية مشتركة.
يمثل كل إصدار لجهاز آيفون لحظة من الزمن، وهي لقطة تكنولوجية تجسد روح العصر في عصره، حيث أصبح جهاز آيفون إلى حد ما بمثابة طقس مرور، يمثل معالم مهمة في حياة الأفراد، ويرمز إلى التقدم الشخصي والهوية.
مع استمرار تطور آيفون، لا يظهر تأثيره الثقافي أي علامات على التراجع، حيث يتم إطلاق الجديد سنويا من أجهزة آبل، أخرها سلسلة آيفون 15، والتي تعمل بالتزامن مع سماعات الرأس Vision Pro الخاصة بالشركة لإنشاء محتوى AR/VR بنطاق 360 درجة.
بالنسبة لأجهزة آيفون المستقبلية، يشاع بقوة أن شركة آبل تقوم بدمج أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية داخل أجهزة آيفون وفي مساعدها الصوتي Siri.
كما يشاع أيضًا أن طرازات آيفون 16 برو تأتي مزودة بكاميرا مزدوجة بزاوية واسعة بدقة 48 ميجابكسل، والتي ستكون بمثابة تحسين كبير عن الكاميرا ذات الزاوية العريضة الحالية بدقة 12 ميجابكسل في سلسلة آيفون 15.