أول زيارة خارجية له إلى فلسطين عام 45.. كتب فى «روز اليوسف» محذرا من قيام الدولة اليهودية.. وإيمانه بثورة يوليو وضرورة قيامها وصداقته مع قادتها لم يمنعه من انتقادها فى رواياته وقصصه
عبد الناصر يعتذر له على حبسه مرتين بعد مقاله عن «الجمعية السرية التى تحكم مصر» واتهامه بالتجسس!.. وحاول الهروب من الكتابة السياسية إلى كتابة الروايات والقصص
فى يناير كان مولده وفى يناير أيضا كان رحيله.. وبين المولد فى أول يناير 1919 والرحيل فى 12 يناير 1990 ما زال الكاتب والأديب الراحل إحسان عبدالقدوس يمثل حالة خاصة فى مسيرة حملة الأقلام فى الكتابة الأدبية والسياسية، ما زال - رغم 34 عاما من الرحيل - يتمتع بمميزات خاصة عن كل جيله ليس كأديب قدير أو كاتب كبير فقط، وإنما كسياسى لامع أيضا.
الجمع بين السياسة والأدب هو ما حير الناس فى تحديد شخصيته ككاتب فقد عرف عند القراء كاتبا سياسيا وليس كاتب قصة خاصة عندما بدأ فى نشر حلقات الأسلحة الفاسدة فى «روزا اليوسف» قبل قيام ثورة يوليو52 الذى كان أكثر المؤمنين بها، فقد مهد إحسان للثورة مع غيره من الكتاب الوطنيين، لكنه ظل محتفظا باستقلاله الفكرى، فتعرض لفكرة التجربة والخطأ، وكان نصيبه أحيانا التكريم أو السجن أو الابعاد أو السماح له بالصمت، وظلت علاقته – رغم ثوريته- مع يوليو وزعيمها ورجالها علاقة صعبة وشائكة-كما ذكر تلميذه الكاتب الراحل كامل زهيرى- فإحسان «كان يكتب السياسة برقة وخيال الأديب ويكتب الرواية بواقعية السياسى».
إحسان سياسيا - كما كتب عنه زهيرى - كاتب عقائدى لا مذهبى لأنه لم يسجن فكره فى مذهب أو حزب فقد كان حريصا على استقلاله الفكرى لطبيعته الفنية وهو موقف واستقلال صعب وشائك يعرض صاحبه لعدم الرضا الحكومى ويضع نفسه بين سندان السخط ومطرقة الوشاة.
كلما ضاقت به دروب السياسة.. طرق أبواب الأدب والرواية الواسعة.. آمن بالثورة ومهد لها وكان أحد سجنائها، جرأته وشجاعته ومواجهته الدائمة للأخطاء فى وقتها، تسببت له فى مشاكل كثيرة وفتحت عليه نيران الغيرة والوقيعة من الوشاة فوضعوا الأشواك فى طريق العلاقة بينه وبين قائد الثورة جمال عبدالناصر، رغم صداقتهما وإعجاب ناصر بكتاباته، حاربوه فى كل مكان ونسجوا من حوله الشائعات وأوصوا التابعين لهم أن يرددوها.. «فإحسان عبد القدوس هو كاتب الجنس والسرير» وأوعزوا للبعض فى مجلس الأمة بمحاكمة ومنع رواياته لأنها «تدعو للرذيلة».... وللمفارقة المدهشة أن تبقى تلك الشائعة تطارد إحسان عبدالقدوس حتى بعد رحيله.
رغم أن القارئ لإحسان والمتابع لمواقفه تجعله، كما قال عنه الشاعر كامل الشناوى، يعرف أنه «كاتب سياسى بارع، وصحفى مناضل، له مواقفه التاريخية المعروفة ضد فساد الأحزاب والقصر قبل الثورة، وصاحب قلم ثائر استطاع أن يفجر قضية الأسلحة الفاسدة، التى كانت واحدة من مقدمات ثورة 23 يوليو، وأحد الكبار من كتاب القصة الذين يقرأ لهم الملايين فى العالم العربى كله، وأديب وافر الإنتاج، قدم للمطبعة العربية أكثر من خمسمئة قصة، تحول العديد منها إلى سلم صعد عليه الكثيرون من مخرجى السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون، حتى وصلوا إلى المجد والشهرة».
استهوته السياسة منذ البداية وهرب بها ومنها إلى الأدب فقدم أدبا مشحونا ومليئا بالسياسة وحتى ما قدمه فى بعض رواياته الأخرى تناول فيها بكل الجرأة والشجاعة المعهودة عنه قضايا اجتماعية شائكة كان الاقتراب منها كالمحرمات مثل قضايا حرية المرأة وعلاقتها بالمجتمع وبالرجل حتى أصبح صاحب أشهر مدرسة أدبية فى مصر والعالم العربى وهى «مدرسة الكتابة فى الهواء الطلق» ..!
فلسطين أول رحلة خارجية.. أول رحلة خارجية لإحسان عبدالقدوس لم تكن إلى أوروبا كما هو شائع وإنما كانت إلى فلسطين عام 1945، زارها بصفته الصحفية واستمرت رحلته أكثر من أسبوع وعاد غضبان أسفا، وكتب مقال يحذر فيه من الكارثة التى توشك أن تقع .. «فلسطين» أوشكت على الضياع .. العرب قوى متفرقة ، بينما اليهود يد واحدة يعيشون حياتهم ويعرفون بالضبط هدفهم يسعون إليه، كتب إحسان عند عودته مقالا آخر تحت عنوان «ليش يا فلسطين».. عاد من رحلته يغلبه التشاؤم ويحذر من كارثة قادمة بسبب الفارق الكبير الذى رآه بين أهلها واليهود.. ولم تمر سوى سنوات ثلاث حتى حدثت الكارثة عام 1948.. وقامت دولة إسرائيل.
هاجم الباشوات والإقطاع ودفعته ثوريته المفرطة البريئة للبحث عن بذور الثورة فى كل التيارات والتوجهات والأحزاب والجماعات والتجمعات الثورية، ظنا منه أن الثوار الحقيقيين يختبئون بعيدا عن الأضواء وعن المغانم الحرام.
موقف إحسان وكلامه يعكس بالفعل طبيعة نشأته وتربيته المثيرة والمتناقضة فى آن واحد، فهو ابن لمهندس موظف بالطرق والنقل ينتمى للطبقة الوسطى وهو الفنان محمد عبدالقدوس وفنانة صحفية هى السيدة فاطمة اليوسف لبنانية الأصل مؤسسة مجلة روز اليوسف وجده لأبيه هو الشيخ أحمد رضوان، أحد علماء الأزهر وكان يعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جداً، يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد ويمنع جميع النساء فى عائلته الخروج إلى الشرفة بدون حجاب، وفى الوقت نفسه كانت والدته الفنانة والصحفية السيدة روز أو فاطمة اليوسف سيدة متحررة تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن، وتربى فى بيت جده بعد ولادته مباشرة وانفصال أمه عن والده بعد عامين من الزواج فقط وقرر جده انتزاعه بعد ولادته و يتولاه بالتربية والعناية بدلًا من والدته التى قررت المضى فى طريق الفن والشهرة، ونشأ إحسان فى بيت جده حيث وجد صدرًا حنونًا يعطف عليه وهى عمته التى أحبته حبا شديدا بلا حدود.
كان إحسان ينتقل وهو طفل من ندوة جده حيث يلتقى بزملائه من علماء الأزهر ويأخذ الدروس الدينية التى ارتضاها له جده، ثم ما يلبث أن يجد نفسه فى أحضان ندوة أخرى على النقيض تماماً لما كان عليه وهى ندوة روز اليوسف، ويقول هنا: «كان الانتقال بين هذين المكانين المتناقضين يصيبنى فى البداية بما يشبه الدوار الذهنى، حتى اعتدت عليه بالتدريج واستطعت أن أعد نفسى لتقبله كأمر واقع فى حياتى لا مفر منه».
كان يرى أن شخصيته الأدبية بنت الظروف والبيئة الاجتماعية التى نشأ فيها، وهى ظروف متضاربة، ومتناقضة للغاية، ويتهم بعضها بعضاً، «هذا ما حدث لى بالفعل، فقد قرأت القرآن عشرات المرات، بدأت بحكم نشأتى مع جدى العالم الأزهرى، أقرأه من باب التدين، وأذكر أننى أصبت بحالة نفسية وأنا فى السابعة عشرة من عمرى، تخلصت منها بقراءة القرآن ثلاث مرات متوالية، كعلاج نفسى، ثم بدأت بعد ذلك أقرأ القرآن قراءة الدراسة والتذوق لجمال عبارته».
حب وكبرياء وصدام مع ثورة يوليو.. بعد قيام الثورة التى استبشر بها إحسان عبدالقدوس خيرا وكان متفائلا بها وبضرورة حتميتها للقضاء على الفساد فى مصر والباشوات والإقطاع، لكنه اصطدم بها فى السنوات الأولى رغم علاقته القوية بزعيمها جمال عبدالناصر وعدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة.
فى أزمة مارس 54 يكتب إحسان مقالا صارخا عن مجلس قيادة الثورة بعنوان « الجمعية السرية التى تحكم مصر»، يتهمه بالديكتاتورية والاستبداد وحكم البلاد والعباد على طريقة المنظمات السرية وطالبهم بأن يحكموا مصر بطريقة علنية فتم اعتقاله فى إبريل وحبسه فى السجن الحربى لمدة ثلاثة شهور فقط تقديرا له ولمجلة «روز اليوسف» التى كانت محل تقدير واحترام من الضباط الأحرار.. وهى التى مهدت للثورة وكانت لسان حالها..!
كان إحسان عبدالقدوس هو الوحيد من المدنيين الذى تم استدعاؤه إلى القيادة العامة فور سيطرة الجيش عليها باعتباره من أقرب المقربين إلى الضباط الأحرار وليس لأنه صحفى.. وقد اقترح عليهم اسم «على ماهر» باشا رئيسا لأول وزارة يتم تشكيلها بعد الحركة المباركة كما سميت فى البداية! وتم الأخذ برأيه وتكليفه بالذهاب إلى بيته وإقناعه بتأليف الوزارة، وكان فى صحبته «أنور السادات وكمال الدين حسين».
حرص «ناصر» على التودد إليه عقب خروجه من السجن ويدعوه إلى الإفطار والعشاء فى منزله من حين لآخر.. من أجل عودة العلاقات بينهما إلى طبيعتها، لكن ذلك لم يحدث، فقد كان إحسان ينادى «جمال» قبل أن يحبسه بلقب «جيمى».. ولكن هذا اللقب اختفى وحل محله «يافندم» مما أثار دهشة «ناصر» وسأله مرة: أمال فين «جيمى»؟؟ فرد إحسان بتلقائية: «لا دى كانت زمان».
وبعد شهرين من حبسه فوجئ بما لم يخطر على باله أبدا.. قوة من البوليس الحربى اقتحمت منزله متهمة إياه بالتجسس، لكن اتصال مفاجئ فى اليوم ذاته بقائد السجن الحربى فى ذلك الوقت حمزة البسيونى من «جمال عبدالناصر» يعتذر لإحسان ويقول له: أنا آسف جدا.. ما جرى غلطة فظيعة والمسؤول عنها سيتعرض للعقاب.. ودلوقتى حالا ها تطلع من السجن.. أنا جنبى «عبدالحكيم عامر» ، وهايقدم اعتذار باسم الجيش».
تراجع اهتمامه بالكتابة السياسية المباشرة لكنه حملها معه كأديب يعبر فيها عن رأيه فيما يحدث ورغم ذلك لم يسلم من منغصات السياسة ومتاعبها وانتقد الفساد والانتهازية والوصولية باسم الاشتراكية.
فى رواية « فى بيتنا رجل» الصادرة عام 56 وهى قصة حقيقية لبطولة مصرية بطلها اسمه «حسين توفيق» قاتل أمين عثمان وزير المالية قبل الثورة والذى أخفاه إحسان فى بيته تحت حراسة زوجته «لواحظ المهيلمى» أو «لولا» كما كان يسميها، وهى قصة وطنية خالصة حققت عند نشرها شهرة كبيرة وساهمت فى زيادة توزيع «روز اليوسف».
وفى روايته «لا شىء يهم» التى أثارت حوله ضجة كبرى.. فقد أراد أن يصور الصراع الدائر فى مصر بعد صدور القوانين الاشتراكية بين من يؤمنون بها وحتمية هذه القوانين وضرورة حمايتها لأن فى بقائها بقاء لهم وبين الذين يسايرون أى موجة ويركبون أى مركب، فأحد أبطال الرواية «توفيق» مستعد أن يكون اشتراكيا أو شيوعيا أو حتى صهيونيا من أجل مصلحته.
والبطل الآخر «حلمى» يؤمن إيمانا منقطع النظير بقوانين الثورة الاشتراكية ويخشى على الثورة من أمثال توفيق.
يترك إحسان نهاية الرواية مفتوحة لا يحسم الصراع لصالح أحد منهما لأنه يؤمن بأنه صراع مستمر، فتوفيق يراهن بأنه سينجح فى انتخابات الاتحاد الاشتراكى وحلمى يتحداه بأنه سيخسرها.
قصد إحسان من ترك نهاية الرواية مفتوحة ربما تنبؤا بما ستجرى به الأمور إلى هزيمة67 وهوما أثار بعض رجال عبدالناصر عليه وحاولوا الوقيعة بينه وبين عبدالناصر نفسه.
وفى رواية «حتى لا يطير الدخان» يحلل المجتمع الذى تسبب فى هزيمة67 من خلال مجموعة من المساطيل الكبار داخل شقة بالزمالك
وفى روايته «شىء فى صدرى» والتى صاحبتها ضجة كبيرة فى العام 1958، رسم إحسان فيها صورة الصراع بين المجتمع الرأسمالى والمجتمع الشعبى وكذلك المعركة الدائرة بين الجشع الفردى والإحساس بالمجتمع ككل.
كان أول عمل أدبى يتناول الهزيمة هو قصة «الهزيمة اسمها زينب» لإحسان والتى صدرت عام 68 وهى أول قصة تتناول الهزيمة، صور فيها الحيرة والضياع والتشرد الذى عاش فيها أهالى سكان القناة فى بورسعيد والإسماعيلية والسويس الذين هاجروا بيوتهم رغما عنهم تاركين فيها أجمل الذكريات.. هؤلاء هم ضحايا الهزيمة.
لكن وكما كان احسان أول من كتب قصة عن الهزيمة، فهو أيضا أول من كتب رواية عن نصر أكتوبر «الرصاصة لاتزال فى جيبى» والبطلة هنا أيضا هى فاطمة- رمز مصر- الذى عاد البطل الجندى المصرى محمد ليغسل عنها عار الهزيمة ويعيد لها طهارتها وأنه سيحافظ عليها دائما ويضعها فى عينيه فالرصاصة لازالت فى جيبه.
يستمر إحسان عبدالقدوس فى الولوج إلى السياسة عبر رواياته ومنها «يا عزيزى كلنا لصوص» عام 82 والتى أحدثت ضجة فى المجتمع المصرى ودارت حول أبطالها التساؤلات والإشارة إلى استمرار الصراع بين جيل الفساد القديم والجديد.
وهو النهج ذاته فى قصة «الراقصة والسياسى» أراد أن يربط بين الراقصة والسياسى من خلال وصف دقيق وممتع لما يحدث فى الحياة السياسية منتهيا إلى أن ما يحدث فى الرقص يحدث مثله تماما فى السياسة والعكس صحيح.
عبد الناصر يعترض على «البنات والصيف».. كان الرئيس جمال عبد الناصر من هواة ما يكتبه إحسان عبدالقدوس من روايات ويتتبعها ولكنه حينما قرأ مجموعة «البنات والصيف» التى أرسلها له إحسان بنفسه اعترض على إحدى قصصها.
ويتذكر إحسان خطابا قد كتبه الى جمال عبدالناصر عام55 ونسيه فى درج مكتبه ولا يتذكر إن كان قد بعثه لعبدالناصر أم لا؟!
جاء فى الخطاب: «أبلغنى صديقى الأستاذ هيكل أن سيادتكم قد فوجئت بقراءة إحدى قصصى فى مجموعة «البنات والصيف» بما يمكن أن يحدث فى الكبائن على شاطئ الإسكندرية. والذى سجلته فى قصصى يحدث فعلا ويحدث أكثر منه وبوليس الآداب لا يستطيع منعه والقانون لن يحول دون وقوعه .انها ليست حالات فردية، إنه مجتمع، مجتمع منحل لن يصلح حاله إلا دعوة.. إلا انبثاق فكرة تنبثق من سخط الناس كما انبثقت ثورة 23 يوليو .. ولذا أنا أكتب قصصى».
وفى عام 1965 كانت له قصة بعنوان «علبة من الصفيح الصدئ» وخلاصتها أنه لا شىء فى مصر» قد تغير .. وطبقة الباشوات والإقطاع تم استبدالها بالمفسدين فى شركات القطاع العام والاتحاد الاشتراكى. وأرسل قصته إلى مجلة «المصور» ورفض رئيس التحرير فكرى أباطة نشرها إلا بعد تعديلها ورفض إحسان.
واتفقا على حل وسط وهو نشر القصة فى صفحات داخلية ودون إبراز عناوينها أو الإشارة إليها على الغلاف، ووافق على النشر بهذه الطريقة ..ونشرت بالفعل ولم يلتفت إليها أحد فقد حرصت المجلة ألا تجذب الأنظار، ومرت بسلام والحمد لله.
وفى عام 1969 فوجئ باتصال من التليفزيون المصرى- العربى فى ذلك الوقت- يستأذن فيه شراء القصة لعرضها فى سهرة تليفزيونية.. ولم يملك إحسان سوى الموافقة، ولكنه كان متأكدا أن الرقابة فى التليفزيون ستعترض عليها أو أنها إذا عرضت فسيتم تشويهها، ولكن تم عرضها ولم يكن هناك أى تشويه بل جاءت كما كتبها بالضبط.
وبعد فترة عرف السر من صديقه «أنور السادات» وهو أحد المقربين من «ناصر» قال له : «أفرح يا إحسان» .. «عبدالناصر» جاب سيرتك فى اجتماع مجلس الوزراء وجاءه تقرير عن قصتك وقرأها وطلب عرضها فى سهرة تليفزيونية لأنها فى نظره قصة حقيقية تكشف أحد أسباب نكسة ١٩٦٧ وقال «ناصر» إنه سيجلس أمام التليفزيون ليشاهد السهرة التليفزيونية بنفسه لأن تعليماته أن تعرض بدون تشويه.
فى دهاليز الرقابة.. كان إحسان عبدالقدوس يكتب للناس ولا يضع عينيه على النقاد، ولكن مثلما كانت له معارك سياسية فى قصصه ورواياته التى كتبها كانت له أيضا منازلات فنية مع السينما والرقابة ومنها:
الرقابة قامت بتعديل نهاية فيلم «البنات والصيف» بانتحار البطلة مريم فخر الدين وذلك عقابا لها لأنها خانت زوجها فى الفيلم وذلك عكس مجريات القصة الحقيقية.
وفيلم «لا أنام» قامت الرقابة بتعديل نهاية الفيلم بحرق بطلة الفيلم فاتن حمامة لأنها كانت بنتا شريرة رغم أن القصة لم تكن كذلك.
وفيلم «الطريق المسدود» طلبت الرقابة تعديل نهاية الفيلم بزواج البطلة بدلا من انتحارها.
وفيلم «يا عزيزى كلنا لصوص» رفضت الرقابة اسم الفيلم بحجة أنه يدل على أن فيه حكم على كل البلد بأنهم لصوص، ووزير الثقافة فى ذلك الوقت أوقف الفيلم سنتين حتى تمت الموافقة عليه بعد ذلك.
وفيلم حتى لا يطير الدخان عندما عرضت قصته على الرقابة رفضت تماما، حتى أن منتج الفيلم تخلى عن إنتاج الفيلم، ومن ثم بعدها بفترة قام مخرج الفيلم أحمد يحيى بعمل استئناف إلى لجنة التظلمات وكانت معركة طويلة إلى أن تم الموافقة على الفيلم.
رغم العلاقة الصعبة بينه وبين ثورة يوليو الا أنه عين فى منصب رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم مرتين: الأولى من عام 1966 إلى عام 1968 والثانية من عام من 1969 حتى 1974، وكرمه الرئيس جمال عبدالناصر ومنحه وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة