ارتفعت أسعار الذهب العالمي مع بداية تداولات الأسبوع لتعوض معظم الخسائر التي سجلها منذ بداية العام الجديد، حيث أدت التوترات المستمرة في الشرق الأوسط إلى زيادة الطلب على الملاذ الآمن، في حين لا الأسواق تتوقع تخفيضات مبكرة لأسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي.
سجل الذهب الفوري ارتفاع خلال تداولات اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 2058 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 2049 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2054 دولار للأونصة.
وسجل الذهب أعلى مستوى خلال الأسبوع الماضي عند 2062 دولار للأونصة ولكنه أغلق تحت المستوى 2050 دولار، واليوم يفتتح تداولات الأسبوع على ارتفاع لتستقر الأسعار فوق المستوى 2050 دولار للأونصة.
وتزايد الطلب على الذهب مع نهاية الأسبوع الماضي مع تصاعد الصراع بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي في اليمن خلال الأسبوع الماضي، واستمرت المخاوف من تصاعد الأوضاع بعد تعهد جماعة الحوثي الرد على الضربات التي قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا.
بالإضافة إلى هذا صدر خلال الأسبوع الماضي بيانات التضخم الأمريكية لتأتي متداخلة بشكل كبير لتزيد من عدم اليقين في الأسواق المالية. حيث ارتفع التضخم خلال شهر ديسمبر ولكن معدلات التضخم الجوهري الذي تستثني عوامل التذبذب استمرت في الانخفاض.
من ناحية أخرى تسبب عدم الوضوح في بيانات التضخم الأمريكية إلى استمرار رهانات الأسواق على خفض الفائدة الأمريكية في وقت مبكر من العام الجاري، الأمر الذي دفع الدولار الأمريكي إلى التذبذب ليساعد أسعار الذهب على الارتفاع من جديد.
توقعات الأسواق تشير حالياً إلى احتمال بنسبة 67% ان يقدم البنك الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه في مارس القادم، على أن يصل إجمالي خفض الفائدة خلال العام إلى 150 نقطة أساس.
وتأتي هذه التوقعات بخلاف توقعات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي التي أشارت إلى خفض الفائدة 75 نقطة أساس فقط خلال هذا العام، إلى جانب العديد من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي التي أكدت أن رد فعل الأسواق تجاه توقعات خفض الفائدة مبالغ فيه.
من ناحية أخرى تنتظر الأسواق هذا الأسبوع بيانات مبيعات التجزئة عن الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعد مقياس لعمليات الإنفاق من جانب القطاع العائلي، هذا بالإضافة إلى تصريحات لعدد من أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي والتي قد تؤثر على تحركات السوق.
ومن المرجح أن يؤدي عدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة الأمريكية إلى إبقاء تداول الذهب في نطاق محدود على المدى القريب، حيث يحقق الذهب استفادة من أي انخفاضات في أسعار الفائدة هذا العام.
وبالنظر إلى الدولار الأمريكي نجد أنه مستمر في التذبذب والتحركات العرضية بسبب عدم وضوح مستقبل أسعار الفائدة، ما يدفع الأسواق إلى التفاعل مع كل خبر يصدر عن الاقتصاد بشكل منفصل.
مؤشر الدولار ارتفع اليوم بنسبة 0.2% ليسجل ارتفاع للجلسة الثالثة على التوالي ولكن تظل التحركات بشكل عرضي، وذلك بعد أن شهد تذبذب كبير خلال الأسبوع الماضي الأمر الذي ساعد الذهب على الارتفاع في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة