"الكرسى المخصص للجلوس لمسح وتلميع الأحذية، أصبح من كلاسيكات الزمن الجميل، والتى اندثرت فى الوقت الحالى واقتصرت هذه المهنة بدلا من محالّ مخصصة لهذا الغرض إلى قليل من اللذين يحمل صندوق لا أدوات التلميع ويتركزون فى الميادين العامة.
هنا فى مدينة الزقازيق يعد الحاج محمد مصطفى محمود الشهير باسم" محمد كالون "صاحب 72 عاما، الوحيد الذى يحافظ على تراث هذه المهنة، ويمتلك محل مرخص بمهنة مساح أحذية، ويوجد بها كراسى مخصصة للجلوس عرفها بأن اسمها" التاجزة "يعود عمرها لما يقارب 85 عاما قبل تأسيس المحل" الكرسى قعد عليها كبار البلد والبهوات، وناس تقف طابورا بالدور "، بهذه الجملة استرجع العم" محمد كالون "زكريات الزمن الجميل، حيث كانت مهنة مساح الأحذية لها شأنها ولها محالّ يتوافد عليها المواطنون والجلوس على الكرسى لتلميع الحذاء.
يقول أن هذا المحل أسسه والده فى نهاية الأربعينات من القرن الماضى، واشترى هذه التاجزة التى تعود عمرها لأكثر 85 عاما، مستعملة من محل مسح أحذية بوسط المدينة كان صاحبه يصفى عمله وهى عبارة عن قاعدة مثبتة تحمل عدد 2 كرسى مصنوع من الألمونيوم الخالص ومنجدة بالاسنفج والمكسى بالجلد الطبيعى، وكل كرسى مزودة 2 مسند من الألمونيوم ليضع الزبون قدمت عليه ويجلس الصناعى أمامه لتلميع حذائه.
يوضح أن المحل فى هذه الفترة كان يدره والده ومعه اثنين من الصناعية، حيث كان يقبل الزبائن على تلميع الأحذية خاصة من الموظفين وكبار العائلات والتجار والموظفين والمثقفين غيرهم، وكان الجلوس على هذا الكرسى بالدور، ويدفع الزبون قرش صاغ ويأتى بعد أيام يعمل مسحها ويدفع تعريفة وهى كانت عملات فى هذا الزمن، لافتا أن الحذاء يخرج من تحت أيدهم يظل يلمع ونظيف للأكثر من أسبوع.
مضيفا أنه قضى فى هذه المهنة نحو أكثر من 60 عاما، حيث تربى فى المحل منذ طفولته، وتعلم أصول المهنة من والده، عند بلوغ عمر 12 عاما، اعتمد عليه كصانعى أساسى معه، وحيث كان المحل زبائنه من جميع طبقات المجتمع المثقفين والموظفين وكبار العائلات والتجار.
وأردف أن فى العقود الأخيرة تغيرت المهنة ونوعية الجلد المصنوعة منه الأحذية، ففى الماضى كان الحذاء من الجلد الطبيعى وأثر التلميع يظل لأكثر من أسبوع، والآن الجلد أصبح صناعيا والورنيش من الأنواع التى بها نسبة كبيرة كيماويات، التى تؤثر على الجلد وكذلك لم يعد يحضر الزبون لجلوس على الكرسى التاجزة، يقتصر على إحضار الحذاء واستلامه بعدها، بقليل من جنيهات، لافتا أنه كان لديه ميكنة لإصلاح الأحذية، إلا أنه اضطر لبيعها فى السنوات الأخيرة من اجل العلاج واقتصر عمله على التلميع فقط، قائلا:" معرفش مهنة غيرها، هفضل اشتغلها لحد ما اموت "، هذه المهنة ربت 5 ابناء ثلاثة ذكور وبنتان وزواجتهم، رفضت أى فكرة باستغلال موقع المحل المتميز فى تغير النشاط.
اختتم بقولة اذهب للمحل من 6 صباحا يوميا، لانتظار رزق يومى، سأظل على ذلك لآخر العمر، فليس لى أمنيات فى الحياة سوى استكمال علاجى، بإجراء عملية الناسور الجراحية الذى نتج بسبب مضاعفات حراجة استئصال ورم بالبطن.
أقدم كرسى لتلميع الأحذية بالشرقية
الحاج محمد مصطفى محمود الشهير باسم محمد كالون
الحاج محمد مصطفى
تلميع الاحذية
كرسى تلميع الاحذية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة