مع اقتراب إجراء الانتخابات البريطانية العامة فى خريف 2024، يسعى حزب المحافظين برئاسة ريشى سوناك، رئيس الوزراء البريطانى لحشد دعم الناخبين فى وجه سطوع نجم زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، وتصدره لاستطلاعات الرأي.
وتحت عنوان "سوناك يسعى للحصول على مكانة على الساحة العالمية، وإبعاد المشكلات عن الداخل"، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى تحليل لها أن التركيز على السياسة الخارجية من خلال مشاركة الولايات المتحدة فى ضرب أهداف فى اليمن وزيارة أوكرانيا وإعلان دعم المملكة المتحدة المستمر لها، يكسب سوناك الاستحسان فى عام الانتخابات، إلا أن الحد من الضغوط التضخمية سيكون أمنيته الأولى.
وقالت الصحيفة، إن الوقت سيحدد ما إذا كان قرار سوناك بالمشاركة فى الهجمات التى تقودها الولايات المتحدة على قوات الحوثيين سيوقف موجة من الهجمات على الشحن الدولي. لكن فى الوقت الحالى، حظى قرار شن ضربات عسكرية بدعم غالبية أعضاء البرلمان البريطانى، على الرغم من بعض المخاوف بشأن عدم إجراء مشاورات برلمانية مسبقة.
ومباشرة بعد ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء الذى وافق على المهمة مساء الخميس، غادر سوناك فى مهمة أقل إثارة للجدل فى مجال السياسة الخارجية، متوجهًا إلى كييف وتعهد بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية البريطانية لأوكرانيا.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كان لذلك أى معنى كبير بالنسبة لمسار السياسة البريطانية فى عام الانتخابات، وقالت أن التأثير لن يكون كبيرا خاصة وإن المملكة المتحدة كانت لتتبنى نفس النهج تجاه الحوثيين وأوكرانيا حال كان زعيم حزب العمال، كير ستارمر فى داونينج ستريت.
واعتبرت الصحيفة، أن التركيز على السياسة الخارجية ربما يحتل مرتبة متدنية فى قوائم القضايا التى يشير إليها الناخبون كأولوية، إلا أن تصوير رئيس الوزراء إلى جانب القادة الآخرين، وخاصة القادة ذوى الكاريزما والشعبية – على الساحة الأوروبية- مثل فولوديمير زيلينسكى، الرئيس الأوكرانى لن يضره بالطبع.
وقال أناند مينون، مدير مركز المملكة المتحدة فى مركز أبحاث "تغيير أوروبا" وأستاذ الدراسات الأوروبية والشئون الخارجية فى كينجز كوليدج لندن: "هناك بالتأكيد شيء ما فى الادعاء بأن الوقوف بجانب الشخصيات العالمية الشهيرة يعزز الشعور بجدية الشخص، خاصة إذا كان شخصًا يفتقر إلى الجدية".
وأضاف أن زيارة كييف لاقت استحسانا واسعا من قبل حزب سوناك، حيث يرى أغلب النواب أن المملكة المتحدة عليها دعم أوكرانيا.
وأضاف مينون: "فضلًا عن كونها إدارة تتمسك بشكل وثيق بالأمريكيين، فهذه إدارة مهووسة بتكاليف المعيشة ومخاطر عودة التضخم".
وأوضح "قد يكون وعى الناخبين بالسياسة الخارجية محدودًا، ولكن مع كوفيد، والحرب فى أوكرانيا، وإلى حد ما مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، أصبحت فكرة أن الأشياء التى تحدث خارج حدودنا لها تأثير مادى علينا فى حياتنا أكثر رواجا. فمن المؤكد أن الناخب العادى من المرجح أن يعرف ما هى سلسلة التوريد الآن مما كان عليه الحال قبل خمس سنوات".