يترقب سوق الذهب فى مصر تطورات حركة الأسعار بعد ضبط أحد كبار تجار الذهب من كبار ملاك خام الذهب فى سوق الصاغة، الأمر الذى أربك جزئيًا حركة تسعير الذهب، وهو ما ردت عليه شعبة الذهب فى بيان لها بأن هناك انتظام فى حركة البيع والشراء ولا تأثيرات لضبط التاجر على السوق، فى ذات السياق تحرك سعر جرام الذهب مسهل تعاملات الأسبوع صوب 3300 جنيه مدعومة بالطلب المرتفع على السبائك والعملات الذهب.
طلب على السبائك
توقع سامح عبد الحكيم عضو شعبة الذهب فى الغرفة التجارية بالقاهرة حدوث تقلبات سعرية بسوق الذهب خلال الساعات القليلة الماضية بسبب بعض العقبات فى توفير خام الذهب وكذلك استمرار الطلب المرتفع على السبائك والعملات الذهب فى السوق المصرى.
وأضاف عضو شعبة الذهب فى الغرفة التجارية بالقاهرة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن السوق يشهد طلبا مرتفعا حاليًا وسط استمرار زيادة الطاقات الإنتاجية فى المصانع المنتجة للسبائك والعملات الذهبية مما تسبب فى تحريك الأسعار إلى 3280 جنيها للجرام متوقعًا تسجيل مستويات تتجاوز 3300 جنيه.
وأشار عبد الحكيم، إلى أن سوق الذهب فى مصر مترقب للسيولة الناتجة عن فك شهادة 25% والتى ذهب جزء كبير منها إلى شهادة 27% لكن هناك توقعات بأن يحصل سوق الذهب فى مصر على جزء من هذه السيولة.
شعبة الذهب تنفى غلق الصاغة
قالت شعبة الذهب فى بيان لها، إن ما تم فى الصاغة كان ضبط تاجر خام ولم يتم إغلاق الصاغة والعمل منتظم بالصاغة حتي هذه اللحظة، وأن ذلك نفيا رسميا من الشعبة العامة للذهب عما أشيع على بعض المواقع من غلق للصاغة ومنع أصحاب المحلات أو المستهلكين من الوصول لمحالهم كما نؤكد انتظام عملية البيع والشراء.
كما تؤكد الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية لجموع المستهلكين سلامة مدخراتهم من الذهب فلا يوجد بأى شكل من الأشكال ما قد يعيق حركة البيع أو الشراء، ولزم التوضيح لما قد تشكله مثل هذه الشائعات من خلق حالة من التوتر بالأسواق أو بين المستهلكين.
وتداول سوق الذهب أنباء مؤكدة عن ضبط أحد كبار ملاك الخام"مسوئجى" ويدعى (ر.ع) على إثر معلومات عن وجود مخالفات جسيمة ارتكبها تتعلق بعمليات بيع وشراء الذهب وتؤثر على السوق، خاصة أنه أحد المتحكمين الكبار فى أسعار الذهب، وتم العثور على كميات كبيرة من الذهب تصل إلى 160 كيلو جرام.
ومن جانبه قال عمرو مغربى، عضو شعبة الذهب فى الغرفة التجارية، إن الحملات الخاصة بمتابعة سوق الذهب تتم بشكل منتظم وأن ما حدث هو ضبط أحد التجار لوجود بعض المخالفات، مشيرا إلى أن السوق يشهد انتظام فى عمليات البيع للمستهلكين ولم يتم إغلاقه كما روج البعض.
الذهب العالمى
ارتفعت أسعار الذهب العالمى مع بداية تداولات الأسبوع لتعوض معظم الخسائر التى سجلها منذ بداية العام الجديد، حيث أدت التوترات المستمرة فى الشرق الأوسط إلى زيادة الطلب على الملاذ الآمن، فى حين لا الأسواق تتوقع تخفيضات مبكرة لأسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطى الفيدرالى.
سجل الذهب الفورى ارتفاع خلال تداولات اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 2058 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 2049 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفنى لجولد بيليون عند المستوى 2054 دولار للأونصة.
وسجل الذهب أعلى مستوى خلال الأسبوع الماضى عند 2062 دولار للأونصة ولكنه أغلق تحت المستوى 2050 دولار، واليوم يفتتح تداولات الأسبوع على ارتفاع لتستقر الأسعار فوق المستوى 2050 دولارا للأونصة.
وتزايد الطلب على الذهب مع نهاية الأسبوع الماضى مع تصاعد الصراع بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثى فى اليمن خلال الأسبوع الماضى، واستمرت المخاوف من تصاعد الأوضاع بعد تعهد جماعة الحوثى الرد على الضربات التى قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا.
بالإضافة إلى هذا صدر خلال الأسبوع الماضى بيانات التضخم الأمريكية لتأتى متداخلة بشكل كبير لتزيد من عدم اليقين فى الأسواق المالية. حيث ارتفع التضخم خلال شهر ديسمبر ولكن معدلات التضخم الجوهرى الذى تستثنى عوامل التذبذب استمرت فى الانخفاض.
من ناحية أخرى تسبب عدم الوضوح فى بيانات التضخم الأمريكية إلى استمرار رهانات الأسواق على خفض الفائدة الأمريكية فى وقت مبكر من العام الجارى، الأمر الذى دفع الدولار الأمريكى إلى التذبذب ليساعد أسعار الذهب على الارتفاع من جديد.
توقعات الأسواق تشير حاليًا إلى احتمال بنسبة 67% أن يقدم البنك الفيدرالى على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فى اجتماعه فى مارس القادم، على أن يصل إجمالى خفض الفائدة خلال العام إلى 150 نقطة أساس.
وتأتى هذه التوقعات بخلاف توقعات أعضاء البنك الفيدرالى الأمريكى التى أشارت إلى خفض الفائدة 75 نقطة أساس فقط خلال هذا العام، إلى جانب العديد من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالى التى أكدت أن رد فعل الأسواق تجاه توقعات خفض الفائدة مبالغ فيه.
من ناحية أخرى تنتظر الأسواق هذا الأسبوع بيانات مبيعات التجزئة عن الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تعد مقياس لعمليات الإنفاق من جانب القطاع العائلى، هذا بالإضافة إلى تصريحات لعدد من أعضاء البنك الفيدرالى الأمريكى والتى قد تؤثر على تحركات السوق.
ومن المرجح أن يؤدى عدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة الأمريكية إلى إبقاء تداول الذهب فى نطاق محدود على المدى القريب، حيث يحقق الذهب استفادة من أى انخفاضات فى أسعار الفائدة هذا العام.
وبالنظر إلى الدولار الأمريكى نجد أنه مستمر فى التذبذب والتحركات العرضية بسبب عدم وضوح مستقبل أسعار الفائدة، ما يدفع الأسواق إلى التفاعل مع كل خبر يصدر عن الاقتصاد بشكل منفصل.
مؤشر الدولار ارتفع اليوم بنسبة 0.2% ليسجل ارتفاع للجلسة الثالثة على التوالى ولكن تظل التحركات بشكل عرضى، وذلك بعد أن شهد تذبذب كبير خلال الأسبوع الماضى الأمر الذى ساعد الذهب على الارتفاع فى ظل العلاقة العكسية التى تربط بينهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة