بامتداد أكثر من 5 كيلو مترات، على طريق قروى مطل على نهر النيل مباشرة فى صعيد مصر، يصطف الرجال وأبناء العائلات لاستقبال ضيوفهم من القرى الأخرى بذات المحافظة والمحافظات المجاورة أيضًا، بعد أن نصبوا الخيام وأقاموا الصوان لإقامة مهرجان الفروسية والتحطيب "المرماح".
هذا هو المشهد داخل قرية الكوبانية التى تقع شمال غرب مدينة أسوان، وتبعد عنها نحو 12 كيلو متر، والتى شهدت فاعليات المرماح وليالى التحطيب والذكر التى تصاحب هذا اليوم، الذى يحضره أبناء القبائل من شتى الأنحاء سواء داخل محافظة أسوان أو المحافظات الأخرى المجاورة.
"اليوم السابع" انتقل إلى قرية الكوبانية لتغطية فاعليات مرماح الخيول، وما يسبق ذلك اليوم، بإقامة ليلة تشمل العديد من الطقوس القبلية التى يمارسها أبناء العائلات فى أقصى جنوب مصر، وأبرزها استقبال الضيوف.
تحدث سليمان البلاصى، من أبناء قرية الكوبانية بأسوان، لـ"اليوم السابع" قائلًا إن المرماح هو عادة قبلية قديمة تستضيفها القرى فى أوقات مختلفة من السنة، ومرماح قرية الكوبانية يتزامن مع منتصف شهر يناير من كل عام بالتزامن مع احتفال أسوان بعيدها القومى وذكرى افتتاح السد العالى.
وتابع "البلاصى"، الحديث قائلًا: "عادة ما تبدأ ليالى المرماح باستقبال الضيوف من أبناء القبائل فى قرى مختلفة داخل محافظة أسوان أو من قرى محافظات مجاورة مثل "الأقصر وقنا"، وهنا يتم فتح المضايف ونصب الصوان لاستقبال الضيوف وبعضهم يأتى برفقة حصانه الذى سيخوض به السباق، ويتم إكرام الضيف وذبح الولائم وتقديم المأكولات والمشروبات اللازمة لهم وتوفير مكان مبيت مناسب للضيوف.
وأضاف مصطفى ركابى، من قرية الرقبة بمحافظة أسوان، أن المرماح عادة ما يكون على يومين، الأول تسمى ليلة المرماح والذكر والعصا، وتشهد بعد صلاة العصر مباشرة إقامة مبارزات فى التحطيب وممارسة لعبة العصا المشهورة بين أبناء القبائل، وتكون المبارزات ثنائية وسط أنغام المزمار البلدى ويشارك فيها رجال العائلات من شتى الأنحاء المتفرقة وتجمعهم منافسة كلها ود وإخاء، وتقام فى منطقة مكشوفة مرتفعة عن القرية تطل على النيل مباشرة، فى مشهد بديع للحضور.
وأوضح "ركابى"، أن ليلة المرماح تتضمن أيضًا إقامة التواشيح الدينية والقصائد والمديح لأبرز المنشدين والمداحين فى الصعيد والوطن العربى، أمثال الشيخ ياسين التهامى والشيخ أمين الدشناوى وغيرهما الكثير، وسط حضور وتفاعل الكثير من الحضور.
وقدم شاذلى عباس، من أهالى مركز دشنا بمحافظة قنا، شكره لأهالى قرية الكوبانية بأسوان، على حسن الاستقبال وتقديم واجب الضيافة وتوفير أماكن مخصصة للمبيت فيها أيام المرماح، والعمل على راحتهم وتوفير احتياجاتهم طوال الوقت، وهو الأمر الذى يترتب عليه رد هذه الضيافة عند إقامة مرماح مماثل فى محل إقامتهم ودعوة أبناء قرية الكوبانية له.
وكشف عبد الحميد أبو زيد، من أهالى قرية الكوبانية، عن أن المرماح هو عبارة عن سباقات الخيول وتكون منافسات ثنائية بين الأحصنة المختلفة والتى يشارك بها أبناء القبائل ويطلقون عليها أسماء مختلفة، وتتسابق فى أرض المرماح ويتم تجهيزها قبل ذلك بفترة حتى تكون مهيأة لاستقبال الخيول والفرسان والحضور، وعادة ما تكون فى منطقة جبلية بعيدًا عن الكتلة السكنية لإزالة الخطر عن الأهالى خاصة الأطفال أثناء السباق.
وأكد "أبو زيد"، أن المرماح يمتد من أول النهار حتى مع لحظات الغروب، وتشتد المنافسة فى آخر اليوم، وتحصل الخيول الفائزة على كؤوس وشهادات تقدير تسلم إلى الفارس الذى يقود الحصان، ومن الفائزين هذا العام هو حصانه الشهير باسم "أسد الغابة" والذى نال المركز الأول واستحق كأس البطولة وشهادة تقدير، لافتًا إلى أن المرماح قديمًا كان يعبر عن الفائز بكرباج يعطى فى يد الفارس الفائز بينما يمسك الخاسر بعصا نخلة خضراء، ومن هنا يتبين للناس الفائز والخاسر فى السباق.
وأكمل، أن الهدف من إقامة فاعليات المرماح، هو التجمع الكبير لأبناء القبائل وزيادة المودة ونشر السلام بين أبناء القبيلة الواحدة والقبائل المختلفة، وتكون هذه المناسبة فرصة لنبذ الخلافات والصراعات بين الأطراف المتخاصمة، بجانب هدف إظهار البطولة والعزة والمنافسة الشريفة بين العائلات.
أبناء-القبائل
أرض-المرماح
التحطيب
الحضور
الخيول
جانب-من-الحضور
حضور-ومتابعة
سباقات-الخيول
عائلات-الصعيد-فى-المرماح
قرية-الكوبانية
كبار-العائلات-يتابعون-ليالى-المرماح
كبار-العائلات-يشهدون-المرماح
كؤوس-الفائزين
ليالى-الذكر
ليالى-المرماح-فى-الصعيد
وجوه-المشاهدين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة