أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى الأراضى الفلسطينية، لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها فى غزة وتجنب التصعيد الإقليمى، مشيراً إلى أن طول أمد الصراع سيزيد مخاطر التصعيد وإساءة الحسابات.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، شدد الأمين العام على ضرورة معاملة الأسرى بشكل إنساني والسماح للجمعية الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم ومساعدتهم.
وقال جوتيريش "إن الهجمات التي نفذتها القوات الإسرائيلية على غزة على مدى 100 يوم، أطلقت العنان لدمار شامل ومستويات من قتل المدنيين بمعدل غير مسبوق منذ توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة" موضحا أن الغالبية العظمى من القتلى في غزة، من النساء والأطفال، مؤكدا أن شيئا لا يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.
وأضاف الأمين العام "أن الوضع الإنساني في غزة لا يمكن وصفه بالكلمات" مؤكدا عدم وجود مكان آمن في القطاع، لافتا إلى أن السكان المصابين بالصدمات يُدفعون إلى التوجه إلى أماكن متقلصة في المساحة بالجنوب، أصبحت مكتظة بشكل خطير لا يمكن احتماله.
وفيما اُتخذت بعض الخطوات لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، قال الأمين العام "إن الإغاثة المنقذة للحياة لا تصل- بالكم الكافي- إلى الناس الذين تحملوا شهورا من الهجمات المتواصلة".. مضيفا أن شبح المجاعة يخيم على سكان غزة، مع مخاطر تفشي الأمراض وسوء التغذية والتهديدات الصحية الأخرى.
وأعرب أمين عام الأمم المتحدة عن القلق البالغ بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى بدء عمل سيخريد كاخ كبيرة منسقي الإغاثة وإعادة الإعمار لغزة، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2720.
وطالب جوتيريش جميع الدول وأطراف الصراع التعاون الكامل معها فيما تعمل أيضا مع أعضاء مجلس الأمن والأطراف الإقليمية على تنفيذ الولاية المحددة في قرار المجلس، وقال إن عملية الإغاثة الفعالة في غزة، أو أي مكان آخر، تتطلب عددا من الأمور الأساسية تتمثل في ضمان الأمن، وتوفير البيئة الآمنة لعاملي الإغاثة، ووضع التدابير اللوجيستية الضرورية واستئناف النشاط التجاري.
وتابع جوتيريش "أن الأمم المتحدة وشركاءها لا يستطيعون توصيل المساعدات بشكل فعال في ظل استمرار القصف العنيف والمتواصل وواسع النطاق على غزة" لافتا إلى أن ذلك يعرض للخطر حياة من يتلقون المساعدات ومن يوزعونها، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من موظفي الأمم المتحدة الفلسطينيين في غزة اضطروا إلى النزوح ومغادرة منازلهم.
وقال الأمين العام إن عاملي الإغاثة، رغم الضغوط الهائلة وعدم توفر ضمانات السلامة، يواصلون بذل قصارى جهدهم لتوصيل المساعدات إلى غزة، مشيراً إلى مقُتل 152 موظفا أمميا في غزة، منذ 7 أكتوبر، وهي أكبر خسارة بشرية تتكبدها المنظمة في تاريخها في صراع واحد، وكرر الدعوة للوصول الإنساني العاجل والآمن والمُوسع والمستدام بدون عوائق إلى قطاع غزة ومختلف أنحائه.
وقال "جوتيريش" إن دخول المواد الحيوية، بما فيها المعدات الطبية المنقذة للحياة وقطع الغيار الضرورية لإصلاح البنية الأساسية، قُوبلت بالرفض بدون تفسير أو بقدر ضئيل منه، بما عرقل دخول الإمدادات المهمة واستئناف الخدمات الأساسية.
وقال الأمين العام إن توزيع المساعدات داخل غزة يواجه عراقيل أيضا، تشمل تكرار رفض الوصول إلى الشمال حيث يوجد مئات آلاف المدنيين.. قائلا: "إن 7 فقط من 29 بعثة مساعدات إلى الشمال، قد تمكنت من الوصول إلى هذا الجزء من غزة منذ بداية العام".
وشدد على ضرورة أن تحترم أطراف الصراع القانون الدولي الإنساني، وأن تحترم وتحمي المدنيين وتضمن تلبية احتياجاتهم الأساسية. كما أكد ضرورة زيادة الإمدادات التجارية للسلع الأساسية بشكل واسع وفوري. وقال إن الأمم المتحدة وشركاءها لا يمكنهم وحدهم أن يوفروا الضروريات التي يجب أن تتوفر أيضا في الأسواق لجميع السكان.
وأبدى الأمين العام القلق البالغ بشأن التبادل اليومي لإطلاق النار على الخط الأزرق.. قائلا "إن ذلك يهدد بإشعال تصعيد واسع بين إسرائيل ولبنان ويؤثر بشكل كبير على الاستقرار الإقليمي.. وأن عشرات آلاف الأشخاص في شمال إسرائيل وجنوب لبنان قد نزحوا بسبب القتال، مع ظل تقييد الوصول الإنساني في لبنان".
ودعا جوتيريش الأطراف إلى التوقف عن اللعب بالنار عبر الخط الأزرق، وإلى تهدئة التوتر، وإنهاء الأعمال العدائية بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة