ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة برا وبحرا وجوا، أسفر عن مئة ألف شهيد وجريح ومفقود، ودمار غير مسبوق في المباني والمنشآت والبنى التحتية، ونظام صحي منهار.


وقال جوتيريش، في مؤتمر صحفي في نيويورك: "نحتاج إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها".


وأضاف: "لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".


وتابع جوتيريش: "إن شبح المجاعة يخيّم على مواطني غزة، مع مخاطر المرض وسوء التغذية والتهديدات الصحية الأخرى".


وأشار إلى مقتل 152 موظفا من الأمم المتحدة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وهي أكبر خسارة في تاريخ المنظمة.
بدورها، طالبت منظمات الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الغذاء العالمي، بالتدفق العاجل والآمن والكافي للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لتجنب المجاعة وتفشي الأمراض الفتاكة.


وقال رؤساء الوكالات الأممية -في بيان صحفي مُشترك من جنيف- إن هناك حاجة ماسة إلى تغيير جذري في تدفق كميات المساعدات، عبر فتح المزيد من الطرق والمعابر، والسماح لعدد أكبر من الشاحنات بالمرور عبر نقاط التفتيش الحدودية كل يوم، ورفع القيود المفروضة من قِبل الاحتلال على حركة العاملين في المجال الإنساني وضمان سلامتهم.


وأضافوا أنه بدون القدرة على إنتاج أو استيراد الغذاء، يعتمد سكان غزة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، وأن كميات المساعدات التي تصل للقطاع حاليًا ليست كافية ولا تلبي الاحتياجات الأساسية للمواطنين وتجنب الجوع وسوء التغذية والفقر والمرض، وأن نقص الغذاء والمياه والرعاية الطبية يتفاقم خاصة في شمال القطاع.


وانتقد رؤساء الوكالات الأممية الإجراءات الإسرائيلية المُعرقلة للشاحنات القادمة إلى غزة، بما يعرض مواطني القطاع المدنيين للخطر.


وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم إن المواطنين في غزة يعانون الجوع والعطش ونقص الرعاية الطبية، وإن تفشي المجاعة في القطاع سيجعل الوضع كارثيًا، مطالبًا بالوصول الآمن ودون عوائق للمساعدات، ووقف إطلاق النار لمنع المزيد من الموت والمعاناة.


وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إن المساعدات الإنسانية لن تكون كافية لعكس اتجاه الجوع الحالي في غزة وسط الاحتياجات الهائلة، مُشيرًا إلى ضرورة وصول الإمدادات التجارية أيضًا لإعادة فتح الأسواق والقطاع الخاص، وتوفير بديل للحصول على الطعام.


وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين إن المواطنين في غزة يواجهون خطر الموت جوعًا، على بُعد أميال قليلة من الشاحنات المملوءة بالغذاء، وكل ساعة ضائعة تعرض حياة عدد لا يحصى من الأشخاص للخطر، وجميع المواطنين في غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي، وقد أصبحت المجاعة وشيكة.


وأوضحت المديرة التنفيذية لليونيسيف كاترين راسل أن آلاف الأطفال في غزة معرضون لخطر الموت بسبب سوء التغذية والأمراض، وأن حياتهم أصبحت على المحك، ويحتاجون إلى الرعاية الصحية والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي وإصلاح إمدادات المياه، وأن الأوضاع على الأرض لا تسمح بالوصول إلى المحتاجين بالإمدادات.


كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قد أعلن يوم 9 أكتوبر الماضي أنه أمر بفرض "حصار كامل" على قطاع غزة المحاصر منذ 17 عاما، بما يشمل قطع كافة الإمدادات الحيوية من الماء والكهرباء والطعام والوقود، وأُغلقت بموجب ذلك معابر غزة.