"ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب" إذ أخذ الله من إنسان شيء عوضه خيرا كثيرا فى حياته ليرى نعم الله الكثيرة التى أنعم بها على عباده.
وفى يوم وليلة تحولت حياة "أمل" من بطلة رياضية إلى مستخدمة كرسى متحرك فى الثانية عشر من عمرها، لكنها لم تستسلم للظروف الصحية التى داهمت حياتها فجأة، حيث ولدت "أمل السيد البدوى" طفلة طبيعية تعيش مع أبويها وأشقائها فى مدينة ههيا بمحافظة الشرقية، احترفت فى سن مبكر لعبة الجمباز، وأصبحت بطلة الفريق فى تلك اللعبة قبل أن تكمل العاشرة من عمرها، حيث كان والدها مدرب رياضى وعكف على تدريبها جيدا على تلك اللعبة، وبين عشية وضحاها وأثناء مشاركتها فى تدريبات تصفية بطولة الجمهورية، سقطت على الأرض وتبين إصابتها بالروماتويد ومن هنا خاضت رحلة كبيرة مع الأطباء والفحوصات الطبية انتهت باستخدامها كرسى متحرك فى الثانية عشر من عمرها، وكان واقع الأمر صعب عليها كثيرا وخاصة على بطلة رياضية تعشق لعبة الجمباز، ولكنها لم تستسلم لتلك الظروف الصحية وقررت أن تجد لها مكانا وسط المبدعين.
عانت أمل صعوبات كثيرة فى رحلتها من أجل التعليم، حيث توفى والدها وكرست والدتها وأشقائها مجهودهم لها من أجل استكمال دراستها الثانوية والجامعية حتى حصولها على ليسانس آداب علم نفس، والتحقت بوظيفة اخصائية نفسية بمدرسة بمدينة ههيا.
وتسترجع " أمل" أول موقف فى حياتها كان بمثابة أكبر تحدى لكى تواجه المجتمع، قائلة : كان مع مدير اول مدرسة التحقت للعمل بها كأخصائية اجتماعية فى عام 2004 حيث كانت المدرسة مكونة من طابقين ومكتب المدير فى الطابق الثانى، وأخبر والدتى عند تسليمه صورة خطاب الإدارة التعليمية بالتحاقى بتلك المدرسة، بعدم وجود فصل فى الطابق الاول لتجلس فيه نجلتها وعليها أن تحاول البحث عن مدرسة اخرى، وعندما عادت والدتى للمنزل وأخبرتى بما قاله لها مدير المدرسة، زادنى رفضه لظروفى الصحية، إصرار على العمل فى تلك المدرسة عن غيرها وذهبت إليه وحدثته عن طبيعة ظروفى وأنى لست فى حاجة لمكتب ولا كرسى متحرك لوجود كرسى متحرك معى وبعد وصلة نقاش بينا، سمح لى بخوض التجربة، ونجحت فى بناء جدار ثقة مع الطلاب وأصبح مدير المدرسة يشيد بنشاطى ومجهودى أمام لجميع، وكان هذا اول تحدى نجت فيه ولكى أثبت له أن الإعاقة ليست إعاقة الجسد بل الإعاقة الحقيقية هى إعاقة الفكر والروح.
وعن موهبتها فى الرسم بالرصاص والفحم ومشاركتها فى معارض محلية ودولية وحصولها على العديد من التكريمات على أعمالها الفنية.
سردت الفتاة صاحبة الـ 40 عاما، حكايتها مع موهبة الرسم قائلة: موهبتى فى الرسم جاءت من وقت الفراغ وأحببت استغلاله فى شيء مفيد بعد زواج إخوتى البنات ووفاة والدى، والمنزل فضى علينا أنا وماما، كنت بحب اتفرج على الرسومات وبدأت اتعلم الرسم من خلال ورش فنية، لكن فترة كورونا حالت دون ذلك، وبدأت أمتهن الرسم من خلال أونلاين على يد الدكتور مراد درويش" أستاذ بكلية الفنون الجميلة، كان أكبر مشجع فى حياتى وعلى يادايه امتهنت تلك الموهبة التى أعشقها، وبدأت أشارك فى معارض محلية وعالمية منها معرض عمار بالسعودية ومعرض الازهر، وحصلت على العديد من الجوائز على أعمالى الفنية التى نالت على إعجاب الكثير ورسم عدد كبير من المشاهير منهم نجم الرياضة "محمد صلاح" والراحلة "رجاء الجداوى" وأميل كثيرا إلى رسم المناظر الطبيعية.
لم تكتف الفتاة الشابة بموهبة الرسم التى تعلمتها بنفسها، بل أردت أن تحقق حلمها الأكبر فى حياتها بحفظ القران الكريم، وهى فى السابعة والثلاثين من عمرها، وكانت تحاول حفظ قصار السور مع نفسها قم تنشغل إلى أن تولدت لديها الإرادة القوية بحفظ القرآن الكريم واستعانت فى ذلك بالشيخ " إكرامى" الذى شجعها على قرارها وبدأ يحفظها القرآن حتى أتمت حفظ كتاب الله كاملا فى 3 سنوات، وحصلت على إجازة برواية حفص، وأصبحت مؤهلة لتحفيظ الأطفال كتاب الله بالأحكام، وترى فى حفظها كتاب الله، أكبر هدية تقدمها لروح والدها الراحل.
تنحصر أمنيات "أمل" فى فتح مرسم خاص لها تدرس من خلاله تجربتها فى الرسم بالفحم والرصاص، وأن يكون لها برنامج تلفزيونى تخاطب من خلاله عقول الأطفال بتقديم القصص الدينية والاجتماعية التى تساعد فى تكوين إنسان متزن نفسيا قادر على صنع مستقبله.
اجازة-حفظ-القران-الكريم
اعمال-امل-الفنية
الراحلة-رجاء-الجداوى
أمل
امل-تحدت-اعاقتها
امل-صاحبة-ارادة-من-حديد
امل-فنانة-تشكيلية
امل-مع-شيخها-الذى-حفظها-القران
امل-مع-طلابها
تكريم-امل
جانب-من-الاعمال-الفنية-للمبدعة-امل-بدوى
جانب-من-الرسومات
جانب-من-رسومات-امل
محمد-صلاح-جانب-من-الاعمال-الفنية
الفنانة-اسعاد-يونس
امل-تسرد-قصتها-لليوم-السابع
امل-مع-اسرتها
امل-مع-والدتها
جانب-من-اعمال-امل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة