صمدت فى وجه الزمن وتجاوزت الحرب، ولم تؤثر فيها العوامل المناخية، لتبقى شجرة التين البنغالى بالإسماعيلية من بين أكبر الأشجار المعمرة فى العالم، حيث تحتفظ بتاريخ ممتد من الذكريات السياسية والاجتماعية والثقافية لأهالى المحافظة.
للشجرة امتداد يضرب بعمق فى جذور التاريخ، منذ أوصى الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعدم إزالتها خلال فترة تعمير الإسماعيلية بعد الحرب مباشرة، وصولًا إلى اعتبارها أحد المقاصد الترفيهية فى المحافظة الهادئة، وذلك فى شارع محمد على، بحى أول بمدينة الإسماعيلية، حيث تقف شجرة التين البنغالى على ناصية تاريخ المنطقة منذ زُرعت سنة 1868، حتى الآن.
أضخم-شجرة-فى-العالم
فى مصر 4 أشجار فقط من هذه النوعية النادرة، واحدة منها بالقرب من برج القاهرة، وشجرة فى بورفؤاد، وأخرى فى القناطر الخيرية بحديقة المتحف، ورابعة فى حديقة أنطونيادس بالإسكندرية.
البداية عندما أصدر الخديوى إسماعيل، خامس حكام مصر من الأسرة العلوية، قرارًا بجلب مجموعة من أشجار "الفيكس البنغالنس" أو "التين البنغالي" من الهند، وأمر بزراعتها فى مناطق مختلفة فى القاهرة والجيزة، والإسماعيلية لتزيين الشوارع.
أوصى-الرئيس-السادات-بالحفاظ-عليها
واهتم عدد من المؤرخين والمثقفين بهذه النوعية من الأشجار، حيث قال أحمد اليمانى، أحد المؤرخين بالإسماعيلية، أن شجرة "التين البنغالى" من النوعية المقدسة عند الهنود الذين يصنعون من ثمارها الحلوى المقدسة، فضلًا أنها تشفى ما يقرب من 90% من الأمراض مثل الكبد وأمراض الجهاز الهضمى والصدر.
يعتقد "اليمانى" أن هذه النوعية من الأشجار ترسل جذورها إلى مسافات عميقة فى التربة، وتتشعب بشكل متنوع، يجعل شكلها جذاب ولافت للنظر، وبالتالى تبقى مع الزمن وترفض الاندثار رغم التحديات المناخية.
تمثال-أنور-السادات
وشجرة التين البنغالى بالإسماعيلية، من بين أضخم الأشجار فى العالم من حيث الحجم والظل، كان قد جلبها الفرنسيين وقت إدارة قناة السويس، وأراد الخديوى إسماعيل تزيين "عروس القنال" بالأشجار لتضاهى فى جمالها باريس، ولقبت المحافظة فيما بعد بباريس الصغرى، وأطلق اسم جده الخديوى محمد على الشارع المشجر تخليدًا لذكراه.
وعندما تولى اللواء يس طاهر، محافظ الإسماعيلية الأسبق، قرر تغيير مسار الكبارى والمحاور المرورية بشارع محمد على لعدم قطع شجرة التين البنغالى، وجرى تحويل مسار الطريق بعيدًا عنها.
ثمثال-الرئيس-الراحل-السادات
وتتعامل الجهات التنفيذية فى المحافظة على أنها شجرة تاريخية أثرية، ووقف عندها الجنرال "شارل ديجول" رجل السياسة الفرنسى وقال خطبته للفرنسيين أثناء زيارته للإسماعيلية سنة 1940 بعد احتلال هتلر لفرنسا، كما تعد من المزارات السياحية فى "عروس القنال"، نظرًا لزيادة عمرها على 156 عامًا.
تزداد أهمية هذه الشجرة مع اشتداد درجة حرارة الصيف، إذ يقصدها كثير من الأهالى، خاصة الشباب، كى يستظلون بها هربًا من حرارة الطقس، خاصة خلال ساعات النهار، كما يلتقطون الصور أسفلها، بالإضافة إلى قيام العرسان بالتصوير أسفلها يوم الدخلة بسبب؛ المنظر الجمالى لها، حيث تظهر الشجرة كلوحة فنية بصرية متكاملة، فى وسط الشارع، نظرًا لكثافة أفرعها وأوراقها.
زرعها-الملك-فؤاد
شجرة-التين-البنغالى
شجرة-التين-البنغالى-بالإسماعيلية-(1)
شجرة-التين-البنغالى-بالإسماعيلية
شجرة-التين-البنغالى-بالإسماعيلية-يقدسها-الهنود
شجرة-التين-البنغالي_1
يصنع-من-ثمارها-الحلوى