باكستان وإيران هجمات متبادلة عابرة للحدود.. ماذا يحدث بين البلدين ؟

باكستان وإيران.. بعد يومين من الهجوم الإيرانى، على منطقة حدودية مع باكستان، أسفر عن مقتل طفلين وجرح آخرين، شنت باكستان ضربات صاروخية انتقامية على الحدود الإيرانية.

وكشف الجيش الباكستانى، تفاصيل الضربة التى وجهها داخل الأراضى الإيرانية اليوم، قائلاً: "نفذت باكستان هذا الصباح سلسلة من الضربات العسكرية الدقيقة عالية التنسيق والموجهة على وجه التحديد ضد مخابئ الإرهابيين فى محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية".

وذكر الجيش الباكستانى فى بيانه أن عددًا من "الإرهابيين" قتلوا خلال العملية التى استندت إلى معلومات استخباراتية.

العلاقة التى تشهد توترات متصاعدة حاليًا، كانت على النقيض فى الماضي، حيث كانت إيران أول دولة تعترف باستقلال باكستان عن الهند عام 1947، واستضافت أول سفارة باكستانية، كما أن البلدين تعاونا فترة طويلة خلال الحرب الباردة.

وازداد التعاون بين البلدين خلال الأشهر الماضية، حيث بدأت إيران مشاريع مشتركة مع باكستان، وخلال الأسبوع الجاري، نفذ البلدان مناورات بحرية مشتركة.

الضربة الإيرانية

ليل الثلاثاء قصفت طهران منطقة حدودية بين البلدين، استدعت باكستان على إثرها سفيرها فى طهران ومنعت السفير الإيرانى من العودة إلى إسلام آباد.

وفى بيان لوزارة الخارجية الباكستانية، قالت: "انتهاك إيران غير المبرر والفاضح لسيادة باكستان ليل أمس هو خرق للقانون الدولى وغايات ومبادئ شرعية الأمم المتحدة".

الضربة الإيرانية، نفذت بطائرات مسيرة وصواريخ ودمرت قاعدتين تستخدمهما جماعة "جيش العدل" التى أعلنت مسؤوليتها عن عدة هجمات فى جنوب شرقى إيران، وتقاتل الحركة من أجل انفصال محافظة سيستان وبلوشيستان المضطربة.

وتصنف الولايات المتحدة وإيران جماعة جيش العدل باعتبارها منظمة "إرهابية". وتشير تقارير إلى أن الجماعة المسلحة تنشط بشدة فى باكستان، المحاذية لمحافظة سيستان وبلوشيستان.

جماعة جيش العدل هى حركة سنية مسلحة مناهضة للحكومة الإيرانية، تقول إنها تسعى للعدالة والمساواة فى إيران.

الحركة تصنف نفسها على أنها "مدافعة عن حقوق السنة فى إيران"، خاصة فى إقليم سيستان وبلوشستان أحد المحافظات الإيرانية على الحدود مع باكستان وأفغانستان، ونفذت غالبية هجماتها فى سيستان وبلوشستان

رد باكستان

بعد الضربة الإيرانية، وجهت باكستان تحذيرًا إلى إيران من "عواقب وخيمة" بعد انتهاكها المجال الجوى الباكستاني، ما أسفر عن مقتل باكستانيين اثنين وإصابة آخرين.

واليوم، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الباكستانية صباح اليوم الخميس عن تنفيذ ضربات عسكرية ضد جماعات مسلحة مناهضة لإسلام آباد داخل إيران.

وقال الجيش الباكستاني، إنه نفذ ضربات "محددة الهدف بدقة" باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ وذخائر وأسلحة أخرى، مضيفًا أنها استهدفت أهدافًا لجماعتين إرهابيتين، هما جيش تحرير بلوخستان وجبهة تحرير بلوخستان.

وأكد أن الضربات تجنبت وقوع أضرار جانبية، وحث الجيش الباكستانى فى بيانه على "الحوار والتعاون" لحل المشكلات بين "البلدين الشقيقين".

على إثر الضربات، التى أودت بحياة 9 أشخاص على الأقل استدعت إيران، القائم بالأعمال الباكستانى فى طهران إلى مقر وزارة الخارجية، لتقديم تفسير حول الاستهداف الأخير.

دعوات لتجنب التصعيد

بعد الضربات المتبادلة، دعت القوتين الإقليميتين الصين وروسيا كلا الجانبين إلى ضبط النفس وعدم السماح بتصعيد الصراع بصورة أكبر.

وعرضت الصين التوسط بين إيران وباكستان وسط مخاوف من حدوث مزيد من التصعيد بين الجانبين بعد تبادل للهجمات عند الحدود بين البلدين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية اليوم الخميس "إن إيران وباكستان جارتان قريبتان للصين، ودولتان صديقتان تتمتعان بنفوذ كبير، وتأمل الصين بشكل صادق أن يكون بإمكان الطرفين التزام الهدوء وممارسة ضبط النفس".