حذر عدد من الخبراء من تأثير تغير المناخ سواء من الجفاف أو موجات الحر أو درجات الحرارة المنخفضة على العالم، مما يتسبب فى أضرار فادحة للعديد من الدول فى العالم، وأيضا يتسبب فى ارتفاع الأسعار بشكل كبير لبعض المواد الغذائية.
رئة الأرض
وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) بالتعاون مع خدمة تغير المناخ وخدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوى (CAMS) التى ينفذها المركز الأوروبى للتنبؤات الجوية، من أن موجات الحر والجفاف تؤثر على جزء كبير من حوض الأمازون، مع تأثيرات من البرازيل إلى باراجواى.
وتؤدى هذه الظواهر إلى تأجيج حرائق الغابات والإضرار بجودة الهواء، وتسريع انتقال أول أكسيد الكربون فوق أمريكا الجنوبية، وفقا لبحث أجراه فريق دولى من العلماء، حسبما نقلت صحيفة إنفوباى الأرجنتينية.
وتهدد حرائق الغابات المتزايدة التقدم المحرز في وقف إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية، حيث إنه في يونيو 2023 وصل عدد الحرائق النشطة فى منطقة الأمازون إلى أعلى مستوياته منذ عام 2007، وكان العدد الإجمالي لهذه الحرائق خلال النصف الأول من عام 2023 أعلى بنسبة 10% عما كان عليه في عام 2022. وقد أدى تغير المناخ إلى زيادة الجفاف والحرارة الشديدة، مما تسبب فى حرق الغابات بشكل متكرر.
دافوس يحذر من خسائر تقدر بـ2.5 تريليون دولار
وحذر تحليل جديد للمنتدى الاقتصادى العالمى المنعقد حاليًا فى مدينة دافوس بسويسرا من أن الكوارث الطبيعية الشديدة الناجمة عن تغير المناخ قد تؤدى إلى خسائر اقتصادية بقيمة 12.5 تريليون دولار وفقدان نحو 14.5 مليون شخص بحلول عام 2050.
جاء ذلك في بيان صحفي صدر عبر الموقع الإلكتروني للمنتدى، وقال التحليل إن أزمة المناخ ستؤدي إلى تفاقم عدم المساواة في مجال الصحة العالمية، مما يجعل الفئات الأكثر ضعفا أكثر عرضة للخطر ، لذلك، يجب اتخاذ إجراءات عالمية عاجلة للحد من الانبعاثات وحماية صحة الإنسان من الآثار السلبية متعددة الجوانب لتغير المناخ على مستوى العالم.
وحلل التقرير 6 فئات رئيسية من الأحداث المرتبطة بالمناخ باعتبارها محركات رئيسية متعددة الجوانب للتأثيرات الصحية السلبية وهي الفيضانات والجفاف وموجات الحرارة والعواصف الاستوائية وحرائق الغابات وارتفاع منسوب مياه البحر. وتبين أن الفيضانات تشكل أعلى خطر حاد للوفيات الناجمة عن المناخ، حيث يقدر أنها ستكون مسئولة عن 8.5 مليون حالة وفاة بحلول عام 2050 ويشكل الجفاف، المرتبط بشكل غير مباشر بالحرارة الشديدة، ثاني أكبر سبب للوفيات، مع توقع وفاة 3.2 مليون شخص. كذلك، قد تتسبب موجات الحر في أكبر خسائر اقتصادية تقدر بنحو 7.1 تريليون دولار بحلول عام 2050 بسبب فقدان الإنتاجية. ومن المتوقع أن تكون الوفيات الزائدة التي تعزى إلى تلوث الهواء، الناجم عن الجسيمات الدقيقة وتلوث الأوزون، أكبر مساهم في الوفاة المبكرة بما يقرب من 9 ملايين حالة وفاة سنويا.
أسعار البن
كما يهدد تغير المناخ فى عدة دول فى العالم، بارتفاع أسعار البن فى دول الإنتاج، خاصة فى البرازيل، حيث إن العقود الآجلة أغلقت عند 184.10 دولار أمريكى، وكان الحد الأدنى لسعر التداول 182.75 دولار أمريكى والحد الأقصى 186.75 دولار أمريكى، ووفقا للمسئولين فإن هذا الوضع يزيد من المخاوف بشأن الأضرار المحتملة لمحاصيل البن العربى، ارتفعت العقود الآجلة لروبوستا بنسبة 42% هذا العام.
ويعصف الجفاف والحرارة اليوم ضد إنتاج البن فى السلفادور ويعرضان ذلك الإنتاج وغيره من الإنتاج الزراعى للخطر، كما شهدت المكسيك فى بداية عام 2024 الجديد ارتفاعا فى أسعار بعض المنتجات الغذائية مثل السكر والقهوة والبيض والحساء والفاصوليا والأرز والعدس، والتى شهدت زيادة فى أسعارها بنسبة من 70% إلى 100%، مما أثار جدلا واسعا فى البلاد.
أسعار القمح
كما يحذر بحث أجراه علماء تشيليون من الآثار السلبية للاحتباس الحراري و التغير المناخى على إنتاجية زراعة القمح، وهو نوع من الحبوب يعتبر هذا البلد أحد أكبر مستهلكيه، وذلك بعد ان انخفض الإنتاج في 23.9% في عام 2023، حسبما قالت صحيفة "التيمبو" التشيلية.
وتشير الدراسة إلى أن تغير المناخ، المرتبط بظواهر مثل ظاهرة النينيو، يدفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وقد زادت موجات الحر من 9 إلى 62 في المواسم العشرة الأخيرة، ولن يكون عام 2024 هو الاستثناء، ولذلك فهناك مخاوف من زيادة الاضرار مع انخفاض جديد للإنتاج.
مظاهرات فى إسبانيا تطالب بإجراءات للحد من الجفاف
كما دعت العديد من المنظمات الزراعية فى إشبيلية الإسبانية إلى تنظيم مسيرة يوم 1 فبراير للمطالبة بإجراءات الببنية التحتية لمكافحة الجفاف وازمة تغير المناخ، حسبما قالت صحيفة البوبليكو الإسبانية.
بالنسبة للمنظمات التي دعت إلى التظاهر يوم 1 فبراير أمام وفد الحكومة في إشبيلية، فإن الوضع بسبب نقص المياه هو نتيجة للجفاف، ولكنه مستمد أيضًا من حقيقة أن الإدارات المسؤولة لم تمتثل للالتزامات الملتزم بها. لمختلف المخططات الهيدرولوجية وتم القيام بالأعمال الهيدروليكية اللازمة، وذلك من أجل منع انخفاض المحاصيل الزراعية مثلما حد الموسم الماضى بسبب نقص المياه.