تشارك المخرجة المصرية عبير على حزين في المحور الفكري بمهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة عشرة من خلال بحث تحدثت فيه عن أصداء ما بعد الدراما.. الحساسيات الجديدة خلفيات وتنظيرات.. وقدمت نماذج من تجارب مسرحية تشكل حساسيات جديدة في المسرح المصري.. وطرحت تساؤلا : هل هي مجايلة أم مغايرة؟
وقالت عبير علي خلال كلمتها: دائما ما تولد التجارب الابداعية انطلاقا من حركة المبدع لتلبية احتياجات فكرية وجمالية لديه ولدي المتلقي، وتتشكل وتنمو عبر رحلة البحث عن اجابة حول الكثير من التساؤلات والعديد من الفرضيات، وبالإجابة عن بعض تلك الأسئلة، وبالاتفاق او الاختلاف او التبني والتماهي مع البعض الآخر، واختبار بعض الفرضيات، وإضافة معطيات جديدة لها، هنا فقط يولد اتجاه جديد لكنه غير ثابت، وانما في حراك دائم، وبين الحذف والإضافة، وبدعم نقدي تستمر التجربة الإبداعية حية تنتج دائما حساسيتها الآنية.
وأضافت : لقد اخترت هنا ان يكون مدخلي بعض من التساؤلات التي قد تحيلنا الإجابة عليها للنظر الي بعض المفاهيم، فهل من الممكن ان تظهر حساسيات جديدة وتنمو وتستمر بمعزل عن: رؤية فكرية وفلسفية " تيار نقدي " يؤل ما نحن عليه ويناقشه؟.
عبير على
وأشارت الباحثة لنقطة مهمة جدا وهي كيفية تطوير مفاهيم الصناعات الثقافية وكيفية تحويل العروض المسرحية لسلعة تنافسية قادرة على توفير تكاليف الإنتاج مما يضمن الاستمرارية؟، ووجود خريطة ثقافية (الوظائف والأدوار والمهام للأفراد والمؤسسات) في العملية المسرحية؟
وطرحت المخرجة المصرية تساؤلا مهما وهو : هل هناك مسرح عربي؟ ليس بمعني انتاج مسرحي ولكن بمعني توجهات فنية ورؤية وبنيات مؤسسية حديثة؟ وأجابت : بنظرة عامة لا نستطيع انكار ان هناك الكثير من المشروعات والتجارب المسرحية الملهمة المتناثرة هنا وهناك في المنطقة العربية سواء كانت حكومية أو أهلية ولكن يجاورها ويعرقلها أمور كثيرة ذكرتها خلال البحث، ولا مانع من اختلاف الذائقة في التلقي، انما الاختلاف مع محاربة التجاور والتعدد!،
استعرضت عبير علي نماذج من المسرح المصري قدمت تجارب مغايرة في الكتابة وصناعة العرض المسرحي، وتجارب في التعامل مع الظواهر المسرحية في الموروث الشعبي، و
تجارب تعمل علي اتساع دور المتلقي في العرض المسرحي (المسرح التفاعلي والمسرح المغامر، وتجارب في مسرح الرقص المعاصر والبانتومايم، و
تجارب لمخرجات نساء يطرحن رؤية مختلفة لقضايا المرأة وحضورها الإبداعي.
وقالت إن تلك النماذج ما بين تجارب في مسرح الرقص المعاصر أو منهج الدراماتورج وصناعة العرض علي خشبة المسرح أو مسرح الفرجة انطلق بعضها من الموروث المسرحي المصري ودخل في جدل معه وكمثال : حسن الجريتلي – قالت الراوية – مختبر المسحراتي – شيرين حجازي، والبعض الاخر صنع سبيكة بين موروثه المحلي والمسرح الغربي وكمثال : تجربة حسن الجريتلي - عبير علي – انا الحكاية - شيرين الانصاري- وليد عوني - كريمة بدير- وتوجه ثالث حاكي وتفاعل مع النموذج الغربي الحداثي وكمثال لها : تجارب المخرجين محمد أبو السعود وطارق الدويري وأحمد العطار و نورا آمين وعفت يحي وطارق سعيد ومصطفي حزين، وان كان أغلبهم بحكم أننا ثقافة قولية لم يتخللوا عن النص ورسائله الكلامية والحوار أي كانت طريقة كتابته، ولكنهم كانوا دائما يضعونه شريكا وليس سيدا للمشهد البصري والحالة الصوتية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة