أقدمت إسرائيل على اتخاذ تصعيد على المستوى العسكري مع الفصائل الفلسطينية وتحديدا حركة حماس باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، وذلك عبر طائرة مسيرة استهدفت مكتب الحركة بالضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، وهو ما يشير إلى تركيز الاحتلال خلال الفترة المقبلة على اغتيال قيادات الصف الأول في حركة حماس.
وسبق أن أعلن الاحتلال الاسرائيلي على لسان مسئوليين في تل أبيب أن الموساد والشاباك سيطارد قيادات حركة حماس في الخارج، لتصفيتهم.
اللافت في عملية اغتيال صالح العاروري أنها جاءت بعد تأكيد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بأن قيادات الحركة في أمان من الاستهداف، وهو ما يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي خطط في سرية تامة لعملية الاغتيال، ويشير مراقبون أن قيام إسرائيل باغتيال صالح العاروري على الأراضي اللبنانية وفي الضاحية الجنوبية ببيروت بمثابة دفع المنطقة إلى تصعيد عسكري قد يفتح مواجهات عنيفة من جنوب لبنان مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويلتزم حزب الله اللبناني الصمت تجاه عملية اغتيال الشهيد صالح العاروري في بيروت ويترقب الشارع اللبناني كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مساء الأربعاء، والتي سيكشف فيها موقف الحزب ورده على الاغتيال الإسرائيلي للعاروري وقيادات حماس، حيث كان مقررا أن يلتقي العاروري صباح الأربعاء مع حسن نصر الله.
عملية الاغتيال التي نفذتها طائرة مسيرة ضد العاروري تؤكد دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى الانخراط في مواجهات أوسع وأشمل معه الجبهة الجنوبية والشمالية خلال الفترة المقبلة، وهو ما سيفرض متغيرات جديدة على حركة قيادات حماس في الخارج، لزيادة عملية التأمين.
يذكر أن سلوك الاحتلال الإسرائيلي في استخدام عمليات الاغتيال ضد قيادات المقاومة والفصائل الفلسطينية متعارف عليه منذ سنوات ولعل أبرزها عملية اغتيال نائب رئيس أركان القسام السابق أحمد الجعبري، والقيادي عبد العزيز الرنتيسي، الشيخ أحمد ياسين، ونجاة القيادي في حماس خالد مشعل من عملية الاغتيال قبل سنوات.
من المتوقع أن يستثمر رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عملية تصفية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الترويج لنفسه سياسيا وتقوية موقفه الداخلي أمام الشارع الإسرائيلي الغاضب، ليشير لقدرته على الوصول لقيادات حماس في أي مكان.
إلى ذلك، أدان رئيس الوزراء اللبنانى، نجيب ميقاتى، الانفجار الذى وقع فى منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت وأدى إلى سقوط ضحايا وجرحى، بينهم القيادى فى حركة حماس صالح العاروري.
وقال فى بيان نشرته وكالة الأنباء اللبنانية: "إن هذا الانفجار جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكما إلى إدخال لبنان فى مرحلة جديدة من المواجهات والحروب، بعد الاعتداءات اليومية المستمرة فى الجنوب، والتى تؤدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى".
وأضاف: "كما أن هذا الانفجار هو حكما توريط للبنان ورد واضح على المساعى التى نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة فى غزة عن لبنان، وإننا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف استهدافاتها، كما نحذر من لجوء المستوى السياسى الإسرائيلى إلى تصدير اخفاقاته فى غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة".
وتابع: "إن لبنان ملتزم، كما على الدوام، قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار 1701، ولكن الذى يسأل عن خرقه وتجاوزه هى إسرائيل التى لم تشبع بعد قتلا وتدميرا، وبدا واضحا للقاصى والدانى أن قرار الحرب هو فى يد إسرائيل، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها".
كان رئيس الحكومة اللبنانية قد تابع مع قيادة الجيش والأجهزة الأمنية المعنية تفاصيل الانفجار وملابساته.
فيما أكدت الفصائل الفلسطينية في بيانٍ لها أن المقاومة الفلسطينية ستبقى مُشتعلة في كل مكان والرد يجب أن يكون من كل الأرض العربية والإسلامية، داعيةً جماهير الأمة العربية والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى إشعال الأرض تحت أقدام الاحتلال وإعلان الإضراب الكامل والشامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة