أوروبا تعانى أزمة جفاف.. دراسة تحذر من أشد موجة منذ 400 عام.. باحثون يحللون جذوع 7 أنواع من الأشجار.. ارتفاع الحرارة مع انبعاثات الغازات الدفيئة أبرز الأسباب.. ومخاوف من زيادة نسبة الحرائق فى الصيف

الثلاثاء، 02 يناير 2024 03:00 ص
أوروبا تعانى أزمة جفاف.. دراسة تحذر من أشد موجة منذ 400 عام.. باحثون يحللون جذوع 7 أنواع من الأشجار.. ارتفاع الحرارة مع انبعاثات الغازات الدفيئة أبرز الأسباب.. ومخاوف من زيادة نسبة الحرائق فى الصيف الجفاف
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان عام 2023، أكثر الأعوام التى أثارت المخاوف الكبيرة فى العالم وخاصة أوروبا التى عانت من التغير المناخى الذى تسبب فى موجات متكررة من الحر الشديد والجفاف، والذى أثر على اقتصاد الدول الاوروبية بعد نقص المحاصيل بسبب نقص الامطار، ووصل التأثير السلبى إلى الهواء أيضا.

فأصبح الهواء فى أوروبا أكثر جفافاً على نحو متزايد، حتى أصبحت أشد موجة جفاف منذ حوالى 400 عاما، وهناك احتمال بنسبة 98% أن يقع اللوم على البشر، حسبما قالت دراسة أجرها المعهد الفيدرالى السويسرى لأبحاث الغابات والثلوج والمناظر الطبيعية WSL.

ووفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية فإن هذه الدراسة أجراها حوالى 60 باحثا، حيث قاموا بتحليل الحالات الاستثنائية الموجودة فى حلقات جذوع سبعة أنواع مختلفة من الأشجار، وتعتبر هذه العلامات علامة أساسية لدراسة تطور الظروف المناخية للأرض. وتحذر الدراسة، من أنه للعثور على مثل هذا الهواء الجاف فى القارة، علينا العودة 400 عام إلى الوراء.

ووفقا للخبراء فإنه سيتعين العودة إلى إلى الفترة الأكثر كثافة فى العصر الجليدى الصغير المعروف، حيث أدت هذه أزمة المناخ، التى استمرت بلا هوادة طوال القرن السابع عشر، إلى تحويل أوروبا إلى مكان متجمد، وعلى الرغم من ذلك فكانت فى هذه الفترة فيضانات، ولكن الآن يجب البحث عن أسباب الجفاف الجوى الحالى فى الطرف الآخر: بحسب الدراسة، فإنه يرجع إلى ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة، وبحسب المنطقة، يظهر التحليل المحدد أن شدة الجفاف الجوى تتفاقم فى أوروبا الغربية والوسطى، ومنطقة جبال الألب وجبال البرانس.

ولإجراء هذه الدراسة، قام الباحثين بتحليل البيانات المناخية القديمة التى توفرها حلقات الأشجار، وخاصة أشجار البلوط والصنوبر، التى تتشكل عندما تنمو، وقال تقرير الباحثين "يتيح لنا تحليل السليلوز- سكر عديد ويكون المركب الأساسى فى الخلايا النباتية وهو موجود فى جميع أنسجة النباتات - الموجود فى حلقاتها معرفة ما إذا كانت الشجرة عانت من أجل الحصول على الماء، أو إذا أمضت وقتًا طويلاً معرضة للشمس، أو إذا لم تصل إليها العناصر الغذائية بشكل كافٍ.

وبما أن هذا السليلوز يحتوى على عنصر أكسجين قوى، فيمكن للباحثين معرفة مقدار الرطوبة التى كانت موجودة فى الهواء منذ عقود وقرون مضت.

ومن خلال هذه الدراسة التى قادتها الباحثة كيرستين تريديت، أصبح من الممكن تحديد عجز ضغط البخار (VPD) فى أوروبا على مدار الـ 400 عام الماضية، يتيح لنا متغير VPD معرفة الفرق بين كمية الرطوبة الموجودة فى الجو وما يمكن أن يحتفظ به، قائلة "أى العطش للماء أصبح فى الهواء".

 وتواصل الباحثون مع مراكز فى جميع أنحاء أوروبا، بما فى ذلك جامعة برشلونة، لجمع بيانات نظائر الأكسجين - التغيرات فى وزن الأكسجين أثناء امتصاص الجذور للماء والنتح فى الأوراق - فى حلقات الأشجار لمحاكاة ما هو VPD.

وبحسب هذه الدراسة، فقد تم الوصول إلى أعلى المستويات خلال الأعوام 2003 و2015 و2018، ما يعنى أن قلة الرطوبة فى هواء أوروبا "مرتفعة بشكل استثنائي" مقارنة بالمرات السابقة. الآن، بينما فى شمال أوروبا، زاد هذا العجز بشكل أقل مقارنة بأزمنة ما قبل الصناعة لأن الهواء أصبح أكثر نقاء، فى الأراضى المنخفضة فى أوروبا الوسطى، وكذلك فى جبال الألب وجبال البيرينيه، كانت الزيادة فى VPD قوية بشكل خاص، ويذهب الباحثون إلى أبعد من ذلك: فهم يعزون ذلك بشكل قاطع إلى يد الإنسان وانبعاث الغازات الدفيئة.

ويشرح الباحثون، ماذا يعنى وجود مستويات عالية من VPD؟، وقالوا فى تقريرهم أن "النظم البيئية المعذبة مهددة بالفعل بسبب قلة هطول الأمطار، حيث يساهم جفاف الغلاف الجوى فى زيادة سطح الأرض القاحلة وانخفاض التبخر، أى مجموع تبخر النبات والنتح من سطح التربة إلى الغلاف الجوى. إذا حدث هذا الانخفاض فى التبخر، فإن قدرة النباتات على احتجاز ثانى أكسيد الكربون ستكون محدودة بشكل كبير، وكل ذلك يؤثر سلبًا على نمو الغطاء النباتى. ويمكن أن يسبب حتى موت الأشجار.

وفى مجال الزراعة، كلما زاد نقص البخار، زادت حاجة المحاصيل إلى المياه. وعلى المدى الطويل، يؤدى الجفاف أيضًا إلى زيادة خطر اندلاع المزيد من حرائق الغابات كتلك التى دمرت جنوب أوروبا فى الصيف. وتحذر الدراسة من أنه "مع الأخذ فى الاعتبار الجفاف الشديد والظواهر الجوية فى السنوات الأخيرة، فإن زيادة الجفاف الجوى تشكل مخاطر أكبر على الغطاء النباتى، خاصة فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية فى الأراضى المنخفضة المعتدلة الأوروبية".

وفى السياق نفسه، قالت صحيفة لاراثون الإسبانية أن عام 2023 كان عام الحرائق فى اوروبا، حيث أدت درجات الحرارة المرتفعة فى الصيف إلى تأجيج حرائق الغابات وأثارت تحذيرات صحية فى جميع أنحاء جنوب أوروبا، وأدت موجات الحر إلى وفاة أكثر من 61600 شخص بسبب الحرارة فى 35 دولة.

والعام الماضى 2023 تجاوزت درجات الحرارة الرقم القياسى فى أوروبا البالغ 48.8 درجة مئوية، والذى تم تسجيله فى صقلية فى أغسطس 2021.

واشتعلت الحرائق فى عدد من الدول الاوروبية، حيث كانت فى اليونان منذ بداية الصيف، وفى منتصف يوليو على سبيل المثال تم إجلاء 20 الف شخص من جزيرة رودس مع وصول الحرائق إلى المنتجعات الساحلية.

وفى إيطاليا أظهرت بيانات وزارة الصحة أن المناطق الوسطى والجنوبية من إيطاليا سجلت وفيات أكثر بنسبة 7% عن المعتاد فى يوليو بعد موجة حارة شديدة، بينما كافح رجال الإطفاء فى 7 أغسطس الحرائق فى جزيرة سردينيا، وتم إجلاء 600 شخص.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة