- الأحزاب ونحن جزء منها نتحمل قصور البعد عن الشارع ومخطئ من لا يستغل الفرصة الحالية.. ومنصب رئيس الجمهورية «مش للوجاهة» بل مسؤولية وجدناها فى الرئيس السيسى إعلاءً لصالح الوطن
- مصر أكثر الدول المتصدرة فى الدفاع عن القضية الفلسطينية بشهادة الجميع بدبلوماسية رشيدة
وبالتزامن مع فوز الرئيس السيسى بولاية رئاسية جديدة ممتدة لـ6 سنوات وبدء ولايته بتأكيده الحرص على إثراء التعددية الحزبية واستكمال جلسات الحوار الوطنى، ولقائه مع مرشحى الرئاسة للأحزاب المتنافسين بالسباق الانتخابى، كانت لـ«اليوم السابع» هذا الحوار مع الدكتور عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار، للتعرف على رؤيته للمرحلة القادمة وخطة الحزب لاستكمال دعم الرئيس السيسى فى ولايته الجديدة.. وإلى نص الحوار:
حدثنا عن خطة حزب المصريين الأحرار فى العام الجديد 2024؟
عام 2023 شهد صعوبات وتحديات كثيرة من ضمنها الانتخابات الرئاسية، وخطة العام الجديد جزء تمهيدى لانطلاق حزب المصريين الأحرار تمهيدا للمشاركة فى الاستحقاقات النيابية المقبلة وما بعدها من محليات وغيرها، وتستند إلى استثمار الحزب من تجاربه فى الانتخابات الرئاسية وباعتباره أول كيان أعلن دعمه للرئيس، والالتحام والنزول للشارع فكانت هذه المرة الأولى للنزول بكثافة للشارع بجانب توقعنا للحياة السياسية الجديدة والتى ستكون مختلفة تماما عن سابقتها.
ما المؤشرات التى جعلتك ترى 2024 عام الحياة الحزبية؟
أطلق الرئيس الحوار الوطنى وأعلن للجميع أن «الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية»، وأكد أن الجميع متشارك، كما أن حملة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأول مرة كانت تنسيقية بين الأحزاب المؤيدة للرئيس وكل عمل بمجهود ورؤيته، ما أحدث زخما كبيرا، لذلك نرى 2024 عام الحياة الحزبية والتى ستكون فرصة كبيرة لهم.كيف تصف المنافسة بين الأحزاب خلال العام الجديد؟
المجال أصبح مفتوحا أمام الأحزاب بشكل كبير، لذلك عليها النزول للشارع والالتحام مع المواطن وطرح الأفكار، لأن الجميع يتحدث عن الحياة السياسية الجديدة ولكن إذا لم تكن الخريطة واضحة لتقسيمة الأحزاب «من اليسار ويسار الوسط والوسط ويمين الوسط» لا يعنينا عدد الأحزاب ولكن العبرة بالتأثير، ولا بد من الوصول للمواطنين بأهدافنا وبرامجنا.ما أبرز أهدافكم؟
تشجيع القطاع الخاص واستغلال طاقات مصر ومنها على الأخص السياحة.. مصر لا بد أن تكون رقم واحد فى السياحة، فما زالت الأرقام هزيلة مقارنة بإمكانيات مصر وما تمتلكه من سياحة تخاطب مختلف الأسواق، وتقليص عدد الوزارات، النظر لشبكة القوانين المتضاربة المتداخلة والتى تهدد بتعطيل العمل لذلك نلتمس العذر للحكومة فى ذلك، فبعض منها روحها اشتراكية وأخرى رأسمالية، لذلك لا بد من فك تشابك تلك القوانين ومن بينها قوانين الأسرة، لذلك فنحن بحاجة لتشريعات عصرية قوية وغيرها من الأهداف التى يريد الحزب العمل عليها باجتهاده للتواجد فى برلمان 2025.
هل هذا يعنى أن الفترة المقبلة ستشهد حراكا كبيرا من الأحزاب بالشارع وتغير فكرة ارتباط النزول بوجود استحقاق انتخابى؟
نستهدف النزول باستراتيجية واضحة.. تكشف لنا خلال فترة الانتخابات الرئاسية أن الندوات النوعية والالتحام المباشر وطرق الأبواب بأساليبه المختلفة هو أكثر فاعلية من عقد مؤتمرات والتى فى الغالب تضم أتباع كل حزب.. هناك ضرورة للحزب أن يكون له نشاط على الأرض داخليا وخارجيا.ما الذى سيقدمه الحزب للمواطن حتى يشعر أنه على مسافة قريبة منه؟
النزول للمواطن والحديث معه بمصداقية، ونجاح الحزب فى تقديم مشروعات قوانين تفيد الاقتصاد وتخدمه.. فالمواطن البسيط دون وجود تشريع يضمن له مستحقاته ويواجه التقاعس عن أداء الواجب أو إهانته للمواطن نفسه.. الأحزاب مش بتاعة شادر وتوزيع بطاطين وسكر وشاى، بل هو دور الجمعيات الأهلية، فهو «مسكن» وليس حلا دائما، بينما دور الحزب هنا هو تحويل مواردنا البشرية لطاقة إنتاجية لذلك هناك مشكلة متداخلة لا بد من فضها، فالأحزاب دورها هو تخريج كادر سياسى.. رجل دولة «سيناتور يليق بمصر».تتهم الأحزاب بمخاطبتها للشارع المصرى من منابر عالية وتواجد فى العاصمة أكثر.. فما ردك؟
حقيقة.. فالأحزاب كانت بمعزل عن المواطن تعيش فى أبراج عالية حتى قبل الانتخابات الرئاسية.. فلم نسع للنزول للمواطن والحديث معه، وحينما قرر الحزب النزول للحديث مع المواطن كان فى مخيلته أنه سيكون هناك احتدام بينما كانت هناك مناطق كثيرة نجد فيها المواطن مستعدا للاستماع والتفهم، والآن الفرصة أمام الأحزاب فى استكمال ذلك.
من المسؤول عن ذلك القصور؟
الأحزاب ونحن جزء منها، لذلك الانتخابات الرئاسية شجعتنا على النزول للمواطن بشكل أكبر، كما لا أخفى عليكى أن الأحزاب لا تزال غير محبوبة من المواطن وسمعتها مشبوهة.. وهو معذور فى ذلك فالممارسات السابقة تقول إن الحزب لا يأتى إلا لمصلحته والدور الآن علينا فى تصحيح تلك الصورة وأن الهدف الرئيسى للحزب هو الوطن.لكن بعض الأحزاب تردد أن ضعفها وغيابها يرتبط بالمناخ السياسى وتوافره من الدولة؟
فليدعوا كما يشاءون.. الدولة فتحت أبواب المناخ السياسى على مصراعيها والقيادة السياسية مؤمنة بذلك.. والحوار الوطنى أمثل رد على ذلك، والذى ضم فى مجلس الأمناء عددا كبيرا من المعارضة، وعلينا الآن أن نقدم مقترحات بناءة من خلال مراكز دراسات تابعة والتدقيق فى التجارب الدولية.أنا ضد التمويل.. «مش هدلع» الأحزاب بل الحل هو فتح المجال لها وهو ما يحدث بالفعل، والعملية ليست بالموارد المالية، فالحزب فكرة وليس مقرات، مستشهدا بتجربة الحزب وتنظيم فعاليات فى محافظة المنيا لا يوجد أمانة له بها ونجح فى حشد كبير بها.. فالعمل الحزبى ليس للتكسب.
هدف أى حزب عند إنشائه هو الوصول لأغلبية البرلمان ويشارك بالحكومة ويكون منه رئيس الجمهورية.. هل هناك خطة للمصريين الأحرار فى هذا الأمر؟
مش بنتمنظر احنا لينا اللى ينفذ لبلدنا ولا نريد حصد مكاسب شخصية.. فإعلان الحزب الرئيس السيسى كمرشح عنه بالانتخابات الرئاسية فى يونيو جاء لتطبيقه كل ما جاء فى برنامجه.. وأى حزب يسعى للسلطة يكون لتنفيذ أهدافه، وهو ما وجدناه يتحقق على يد الرئيس بل بإنجازات تتم فى وقت قياسى غير مسبوق، كما أن الرئيس شخصية بها صفات مركبة منها انتماؤه لـ«الجمالية» كحى شعبى ومن أسرة تجارية صناعية وينتمى للمؤسسة العسكرية ورجل معلومات وكان وزيرا للدفاع «وحينها حط روحه على كفه وأنقذ البلاد».فمنصب رئيس الجمهورية ليس للوجاهة، بل هو مرهق للغاية، فلا نهدف أن يكون لدينا مرشح بقدر المصلحة العامة للوطن أولا.. نسعى ليكون لنا تمثيل جيد بالانتخابات والتواجد فى الحكومة حينما يسمح الدستور بذلك.. وأستطيع بالفعل القيام ذلك، وبالطبع أى حزب يتمنى أن يكون لديه مرشح رئاسى فى عام من الأعوام ولكن لم يحدد ذلك بعد.
تتوجه المطالبات للأحزاب فى الوقت الحالى لضرورة زيادة فرصة تمكين وظهور الشباب والمرأة بها.. فما رأيك؟
لا ننظر هنا للمرأة والشاب والعجوز وهكذا.. التمكين هنا للأجدر بوجوده فى هذا المكان، فلا توجد مجاملات فى العمل الحزبى ونحن أول حزب به أول أمين عام مرأة وأول أمين محافظة مرأة، لا نريد الـone man show، ولا نقبل ربط الأحزاب بأسماء رؤسائها وإنما بأيديولوجياتها.شهدت السنوات الأخيرة طرح من الرئيس السيسى لفكرة تآلف الأحزاب واندماجها.. فلماذا لا يسعى الحزب لذلك؟
الحزب مستعد وبابه مفتوح لمن يريد الانضمام له، فهو أمر سيزيدنا قوة.. ولكن العبرة بأيديولوجيته وأهدافه وتلاقيها معنا.. تمهيدا لحياة سياسية حقيقية ولكن نفضل الائتلافات فى المراحل الانتخابية.هل كشفت الانتخابات الرئاسية حالة ضعف لدى أحزاب التيار المدنى؟
بالطبع.. حصلت على أصوات ولكن بلا فاعلية وعند نزولنا للقرى والنجوع وجدنا أنه لا أحد يعلم من هى الحركة المدنية، «وهم» وانشقاق الحركة المدنية من عدمه لا جدوى له وأكبر دليل على ذلك أن الأصوات الباطلة هى أقل نسبة فى تاريخ مصر فى الوقت التى دعت فيه شخصيات منها لإبطال الأصوات.. وحصول المرشح فريد زهران على نسبة 4 % يؤكد أنها بحاجة لمراجعة نفسها، فلم نجد لديه حلولا فعلية تخاطب المواطن البسيط، والمعارضة ليست للرفض فقط، فنحن نعارض ولكن بناء على دراسات ونؤيد أيضا.
المرشح الرئاسى حازم عمر حصل على نسبة أصوات مليون و986 ألفا وتفوق على حزب الوفد رغم مرجعيته التاريخية الكبيرة.. هل يحمل ذلك دلالة؟
الحزب الذى لا يتطور تصيبه الشيخوخة، لا بد أن يتجدد ويفرز شبابا باستمرار ويواكب العصر.فى حديث مسبق لنا أكدنا أن الحوار الوطنى جزء من الملعب الحالى للأحزاب.. هل كانت الجلسات فرصة لقياس أدائها؟
كشفت الصورة الحقيقية للأحزاب.. ومن قدم رؤية جادة قليل للغاية وأكدت أن الطريق لسه طويل أمام الأحزاب، وهذا أمر طبيعى حتى تتعلم تلك الكيانات من أخطائها.ألا ترى أن الحزب شهد فترة تراجع خلال الـ5 سنوات الماضية؟
ليس تراجعا، بل «استراحة محارب» ودراسة موقف، وإلا لم يكن ليخوض حملة شعبية موسعة على كل أرجاء المحروسة بينما هناك أحزاب فى البرلمان لم يسمع عنها أحد فى الانتخابات.. فنحن نكون فى البرلمان حينما نتأكد من أننا مؤثرون، والفترة المقبلة ستكون أقوى ومستعدون للدخول فى تحالفات انتخابية، والصعيد على رأس اهتماماتنا.
موقفك من التعامل المصرى فى القضية الفلسطينية؟
الرئيس السيسى انتهج سياسة حكيمة وبالغة الرشد للأزمات الإقليمية المحيطة، ولا يمكن لأحد أن يزايد على مصر ولولا وجودها لن يقوم أحد بدور مثلها، فالدبلوماسية الرئاسية حققت تغييرا عظيما فى وجهات النظر الدولية، ومصر هى الوحيدة التى تتصدر مشهد الدفاع عنها بشهادة الجميع برؤية حكيمة ودبلوماسية، وهناك أكثر من أزمة حاولت استدراج مصر لمعركة.هل ترى مصر أكثر دولة تدافع عن القضية الفلسطينية؟
أتفق تماما بدليل أن الحزب أصدر بيانا يطالب الدول العربية باستخدام سلاح النفط كوسيلة ضغط لوقف العدوان الإسرائيلى، لو أرادوا الضغط بهذه السبل لوقف إطلاق النار فورا.
ماذا عن قرار رئيس الوزراء لضبط الأسعار.. هل هناك قوى تحاول ضرب الاستقرار بالسوق؟
هذا القرار تأخر للغاية.. وما هى الآليات التى ستطبقها لصالح المواطن ولا بد وأن تكون هناك يد من حديد لمواجهة الانفلات الحالى، فهناك قصور فى الرقابة من بعض العاملين بالدولة وأيضا هناك رجال أعمال ودول خارجية أرادت إحداث انفجار اقتصادى، لكى تعيق العملية الانتخابية ولكن تصدى الشعب لها بقوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة