"ورثت المهنة دى عن والدى من حوالى 20 سنة.. وطالما فيه ناس بتحب التحف والأنتيكات عمر الشغلانة ما تنقرض أبدا".. بهذه الكلمات البسيطة يمكن أن تختصر رؤية أحمد صبرى إسماعيل، أشهر ملمع للنحاس في البحيرة، والذى يعمل مع والده منذ الصغر فى تلميع كافة أنواع المعادن، لتعود إلى بريقها مرة أخرى.
حين تمر بسوق البندر أقدم أسواق مدينة دمنهور، لا بد يلفت نظرك احتشاد هذا الشاب الأربعينى داخل ورشة والده العتيقة، وذلك للانتهاء من تلميع القطع المعدنية الثمينة، تمهيدا لتسليمها إلى زبائنه اللذين يتوافدون عليه من كافة مناطق المحافظة، نظرا لقلة العاملين فى هذه المهنة الحرفية القديمة والتى أوشكت على الاندثار.
من جانبه، قال أحمد صبرى، أشهر صنايعى لتلميع النحاس، إنه ورث هذه المهنة عن والده الذى يملك ورشة صغيرة لتلميع المعادن بمدينة دمنهور بالبحيرة ،مضيفا أنه حاصل على دبلوم صناعى والتحق بعدة أعمال ولكن لم يستمر فيها وذلك لعشقه لمهنته الأصلية الذى يتقنها عن ظهر قلب وهى تلميع النحاس .
وأكد أن مهنة تلميع المعادن تعتمد فى الأساس على مهارة وخبرة العامل ومدى قدرته على الإبداع، متابعا: "مش أى واحد مسك فرشة تلميع بقى صنايعى.. دى شغلانة كبيرة ولها أصولها ولها أسرارها، ومش أى حد يعرف يتقنها".
وعن مدى إقبال الأهالى على تلميع المعادن، قال أحمد صبرى، إنه بطبيعة الحال هناك انخفاض فى سوق التلميع، نظرا للظروف الاقتصادية، واعتبار الكثير من المواطنين أن تلميع الأشكال المعدنية والتحف من الرفاهية، ولكن رغم ذلك هناك زبائنه اللذين يعرفونه بالاسم.
وأضاف: "عمر المهنة دى ما تنتهى أبدا طالما فيه ناس عاشقه للفنون وبتحب الأنتيكات وعايزة ترجعها تانى لحالتها علشان تهديها لأولادها أو تحتفظ بيها بشكل جميل لتزيين البيوت وإضفاء مسحة من العراقة والفخامة عليها. "
وعن أهم قطع المعادن التى يتم تلميعها، أكد أحمد صبرى، أن هناك إقبال على تلميع النجف والشمعدانات النحاس، وكذلك الفوانيس وأدوات القهوة، وغيرها من الأدوات المنزلية .
وبالنسبة لتلميع المعادن داخل المنازل بواسطة المواد الكيماوية وعدم الاعتماد على "الملمعاتى"، أكد "صبرى" أن هناك اتجاه لتلميع الأوانى والمعادن داخل المنازل وذلك لتوفير النفقات، ورغم ذلك فهناك فرق شاسع بين التلميع "العمولة" والتلميع الجاهز الذى ينطفئ لونه بعد عدة أسابيع .
وأضاف: "في ناس بتحب توفر وتلمع شغلها بإيدها معتمدة على المواد الكيماوية الجاهزة وفيديوهات الإنترنت، ولكن عمرها ما تكون ذى الورش المتخصصة، وإلا ماكنش حد اشتغل فى المهنة"، مطالبا مؤسسات الدولة بدعم العاملين فى المهن اليدوية خاصة تلميع المعادن باعتبارها جزء أصيل من التراث المصرى العريق .
احمد-صبرى-اثناء-العمل-بورشته
احمد-صبرى-داخل-الورشة
أحمد-صبرى-داخل-الورشة
أشهر-صنايعى-تلميع-انتيكات-بالبحيرة
أشهر-صنايعى-تلميع-معادن-بالبحيرة
أشهر-صنايعى-تلميع-معادن-داخل-ورشته-بالبحيرة
أشهر-صنايعى-تلميع-معادن-فى-دمنهور
أشهر-صنايعى-تلميع-نحاس-ومعادن-وانتيكات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة