أعلنت مصر رفضها القاطع لأى تغييرات أو انتهاكات للاتفاقيات المبرمة بين القاهرة وتل أبيب فيما يخص "محور فلادلفيا"، حيث تحاول إسرائيل تغيير الواقع والحقيقة التى أصبحت شاهد عيان على فشل الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو فى حماية أمن إسرائيل حتى بعد أحداث السابع من أكتوبر فتحاول تل أبيب تحسين صورتها أمام شعبها بالادعاءات والأكاذيب الباطلة وابتكار أفكار جديدة للهروب من المصير المؤلم التى أصبحت على وشك الوقوع فيه بعد الفشل الذريع فى حربها على قطاع غزة.
ومن هنا نفى القاهرة كان واضحا وقاطعا لكل الأكاذيب التى روجتها الصحف الإسرائيلية حول موافقة مصر على سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا، حيث شددت مصر على ضرورة التزام تل أبيب بكل الاتفاقيات الأمنية الموقعة بين البلدين.
وأكدت مصادر رفيعة المستوى أن مصر ترفض إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة أو حتى تقليص مساحته، مع التأكيد على أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد المعني بتحديد شكل المستقبل للقضية الفلسطينية والوضع في غزة.
وطبقا لمبدأ المساومات التى تقوم بها دائما إسرائيل، فقد زعمت تقارير إعلامية إسرائيلية أن القاهرة وافقت على احتلال إسرائيل محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، مقابل إشراك السلطة الفلسطينية فى خطة اليوم التالى للحرب في غزة.
وهذا ما نفته المصادر المصرية بشكل قاطع والتى أكدت إن مثل الأكاذيب الإعلامية الإسرائيلية أصبحت عادة يومية تستهدف صرف الانتباه عن المواقف المصرية المعلنة بضرورة الوقف الفورى لهذا العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة.
هذا وقد نفت القاهرة سابقا تلك الادعاءات مطلع يناير الجارى، على لسان مصدر مصري مسؤول، قائلا، إنه لا صحة لوجود أي تعاون بين بلاده وإسرائيل في محور صلاح الدين (فيلادلفيا).
ويسعى المسئولين الإسرائيليين للترويج لتلك الأكاذيب لتشويه الرؤية المصرية التى ترفض أى إجراءات أحادية يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي.
فقد أعلنت مصر مرارا وتكرارا عن رؤيتها التى تستهدف حلًا عادلًا وشاملًا يضمن الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، من خلال إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وتراجع رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن تصريحاته بعد الرفض المصري الكامل لأي خطط إسرائيلية تهدف لاحتلال محور صلاح الدين، وقال نتنياهو في تصريحات سابقة له: لم تتخذ قراراً بعد بشأن السيطرة العسكرية على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، والمعروف باسم "محور فيلادلفيا" (طريق صلاح الدين).
فيما أكدت وزارة الخارجية المصرية أن "مصر تضبط وتسيطر على حدودها بشكل كامل"، وأن تلك المسائل "تخضع لاتفاقيات قانونية وأمنية بين الدول المعنية".
وتشترك مصر في حدود يبلغ طولها 13 كيلومتراً مع غزة، وهي الحدود الوحيدة للقطاع التي لا تسيطر عليها إسرائيل مباشرة.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، في تصريحات تليفزيونية، رداً على تصريحات نتنياهو، إن مصر تضبط وتسيطر على حدودها بشكل كامل، وأن تلك المسائل "تخضع لاتفاقيات قانونية وأمنية بين الدول المعنية"، وشدد على أن أي حديث في هذا الشأن يخضع للتدقيق، ويتم الرد عليه بمواقف معلنة.