أنفق الزعيم الراحل محمد فريد حياته في سبيل القضية المصرية، وكان رئيسًا للحزب الوطني، واليوم تحل اليوم ذكرى ميلاده، والذي ولد 20 يناير 1868 بمدينة القاهرة، وهو أول من عرفت مصر على يديه المظاهرات الشعبية المنظمة، حيث وضع صيغة موحدة للمطالبة بالدستور، والتي طبع منها عشرات الآلاف من النسخ ودعا الشعب للموافقة والتوقيع لإرسالها وتقديمها إلى الخديوي.
وضع فريد أساس حركة النقابات في مصر؛ فأنشأ أول نقابة للعمال عام 1909، ودعا إلى وضع تشريع للعمال يراعي مصالحهم، ويرفع عنهم البؤس والجهل والإرهاق، وأسس أول اتحاد تجارى في عام 1909 ودعا إلى مقاطعة الحكومة، وعلى الرغم من المسيرة الكبيرة والتضيحات الكبرى قدمها من أجل وطنه وحريته، إلا أنه أيضا واجهه صعوبات كبيرة، ومنها السجن، ومات وحيدا في الغربة.
تسلم الزعيم الراحل محمد فريد رئاسة الحزب الوطني المصري خلفًا لـ مصطفى كامل، ففى يوم 14 فبراير صدرت الأهرام وبها خبر يقول "اجتمع قبل ظهر اليوم الحزب الوطنى لانتخاب رئيس له، فألقى سعادة فايق باشا خطابا فى تأبين الرئيس المتوفى، وتلاه عزتلو محمد بك فريد بخطاب ذكر فيه صفات الفقيد، ثم تلاه عثمان أفندى صبرى فقال إن الفقيد قد وصى بالرئاسة بعده لـ محمد بك فريد، وزكى هذه الشهادة عزتلو على بك فهمى كامل (وهو شقيق مصطفى كامل)، فوافق الجمع على ذلك".
وأصبح محمد فريد فى موقع القيادة الوطنية، وتم انتخابه رئيسًا للحزب الوطنى، فكان أول ما فعله محمد فريد هو اقتراح مشروع إقامة تمثال مصطفى كامل، وتجديد الاحتجاج على الاحتلال البريطاني عبر برقية يرسلها الحزب إلى وزير خارجية إنجلترا.
وعندما تولى زعامة الحزب الوطنى، لم يكن يشغل تفكيره سوى وضع دستور يضمن حقوق المصريين، إلى جانب توجيه جزء كبير من اهتمامه بالتعليم، ويسبق كل ذلك الرغبة الأقوى وهى تحقيق الجلاء البريطانى عن مصر، وكما جاء فى كتاب عبد الرحمن الرافعى (1889-1966) بعنوان "محمد فريد"، فإن فريد بدأ زعامته للحزب بإرساله برقية إلى إدوارد جراى، وزير خارجية بريطانيا فى ذلك الوقت، أخبره فيها بأنه سيسير على درب من سبقوه حتى يتم الجلاء.