ماذا يعني تدخل طرف ثالث فى قضية منظورة بمحكمة العدل الدولية؟.. ألمانيا تعلن التدخل فى قضية محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.. خبير: مشاركة برلين بحيادية أمر غير وارد.. وتدعم الموقف الإسرائيلي بشكل واضح

الأحد، 21 يناير 2024 08:00 م
ماذا يعني تدخل طرف ثالث فى قضية منظورة بمحكمة العدل الدولية؟.. ألمانيا تعلن التدخل فى قضية محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.. خبير: مشاركة برلين بحيادية أمر غير وارد.. وتدعم الموقف الإسرائيلي بشكل واضح محكمة العدل الدولية
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
أعلنت ألمانيا أنها ستدخل طرفا ثالثا فى قضية محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، الأمر الذى أثار الكثير من التساؤلات حول المعنى من تدخل طرف ثالث في المحاكمة.
 
خبير القانون الدولي شتيفان تالمون، أجاب على هذا السؤال في تقرير نشرته دويتش فيله الألمانية، حيث أكد أنه يمكن لأي دولة موقعة على المعاهدة التدخل في لاهاي، حيث تقاضي جنوب إفريقيا إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة انتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، وخلال الأسابيع المقبلة ستقرر محكمة العدل الدولية ما إذا كانت ستأمر باتخاذ تدابير وقائية مؤقتة.
 
وفيما قد تستغرق المحاكمة الرئيسية بشأن قضية انتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية سنوات، وتتعلق بالحرب الحالية التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة الفلسطيني، أعلنت ألمانيا قبل أيام أنها تريد المشاركة في هذه القضية كطرف ثالث أمام محكمة العدل الدولية.

ولكن يبقى السؤال لماذا تنضم دولة ثالثة إلى إجراءات محكمة العدل الدولية؟

يشرح خبير القانون الدولي في بون شتيفان تالمون في مقابلة مع DW، إنه أمر ممكن لأن اتفاقية منع الإبادة الجماعية هي معاهدة دولية، و"بموجب المادة 63 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية، يجوز لأي طرف في معاهدة متعددة الأطراف التدخل في نزاع يتعلق بتفسير المعاهدة."
 
كما أن حوالي 150 دولة وقعت على اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، وهذا لا يشمل طرفي النزاع، جنوب إفريقيا وإسرائيل فحسب، وإنما ألمانيا أيضا، والسبب الذي يجعل دولة ما تقرر التدخل بهذه الطريقة، وفقا لأستاذ القانون تالمون، هو أن تفسير المعاهدة من قبل المحكمة يؤثر على جميع الأطراف الموقعة.

هل تدخل ألمانيا يعني الانحياز إلى أحد الجانبين؟

 

من الناحية النظرية، يوضح تالمون، أن التدخل في الإجراءات القانونية سيكون بشكل محايد، حيث تقوم بمساعدة المحكمة في تفسير المعاهدة، ولكن من الناحية العملية، دائما ما ترغب الدولة المتدخلة في دعم أحد طرفي القضية، من خلال التفسير الذي تقدمه.
 
وهذا ينبع من طبيعة الإجراءات، كما يقول تالمون: "عندما تكون كان لديك خصومة قضائية - أي إجراءات تقاضٍ بين طرفين - ويتعلق الأمر بتفسير المعاهدة، فإنك حتما ستؤيد أحد الطرفين، اعتمادا على كيفية تفسير المعاهدة".
 
وكانت الحكومة الألمانية ذكرت بالفعل في بيانها الصحفي أنها تريد أن تعارض بحزم أي "استغلال سياسي" لاتفاقية منع الإبادة الجماعية، ورفضت صراحة الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل، معتبرة أنه ليس لها أي أساس، وشكرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الدعم، بينما انتقدت ناميبيا بشدة قرار الحكومة الألمانية.

ما الدور الذي تلعبه الدولة المتدخلة في هذه الدعوى؟

"تقدم الدولة المتدخلة إلى المحكمة تفسيرها لأحكام المعاهدة المعنية"، كما يشرح البروفيسور تالمون،  ويتم ذلك من خلال البيانات المكتوبة وأيضا في جلسات المرافعة الشفهية، ولا يُسمح للدولة المتدخلة سوى بالتعليق على تفسير أحكام المعاهدة، وليس على محتوى القضية نفسها، كما يوضح خبير القانون الدولي الذي يبحث ويدرّس في جامعة بون.

 

ما مدى شيوع تدخل الدول؟

يقول تالمون إنه في العامين أو الثلاثة الماضية، أصبح شائعا أكثر أن تتدخل دول أخرى في الدعاوى المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية، وفي قضيتين أخريين تتعلقان باتفاقية منع الإبادة الجماعية، هما دعوى أوكرانيا ضد روسيا وغامبيا ضد ميانمار - انضمت دول أخرى، بما في ذلك ألمانيا، إلى الإجراءات.

وحتى الآن، أعلنت بنجلادش والأردن أنهما ترغبان في الانضمام ودعم الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا، كما يقول تالمون،  ويتوقع صدور أكثر من 30 إعلانا للتدخل في العملية برمتها، غالبيتها لدعم جنوب إفريقيا.

 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة