محمد عفيفي لـ"الشاهد": داعش نتاج لفكرة الخلافة المقدسة المزعومة

الأحد، 21 يناير 2024 12:07 ص
محمد عفيفي لـ"الشاهد": داعش نتاج لفكرة الخلافة المقدسة المزعومة الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، إنه تعلم فى الجامعة أن التاريخ فى السابق كان يُعرف بأنه علم الماضى وأنه يجب أن يمر على الحدث 50 سنة على الأقل حتى يتم التأريخ له لكى تتوفر الموضوعية، مؤكدًا أن هذا كان يمثل مشكلة بالنسبة له.

 

وأضاف عفيفى خلال حواره لبرنامج "الشاهد" مع الإعلامى الدكتور محمد الباز على قناة "إكسترا نيوز": "اكتشفت أن المؤرخ عندما يقول أن التاريخ هو علم الماضى فهو بذلك يعمل خط دفاع عن نفسه وعن كتاباته".

 

وتابع: "50 عامًا على الحدث من أجل توافر عوامل الموضوعية والابتعاد عن الحدث وتوفر المادة والوثائق، وهنا كان الشكل التقليدى للمؤرخ، لنكتشف بعد ذلك أن الموضوعية فى التاريخ نسبية، وفكرة أن المؤرخ هو القاضى الذى يصدر أحكامه عن الماضى أمر أصبح مُختلف عليه بشكل كبير فى ظل الموضوعية النسبية".

 

وقال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، إن المؤرخ فى الماضى كان أشبه بالكهنوت وأن ما يصدره من أحكام لا يُناقش وأن هذا حكم التاريخ، ولذلك كانت الصورة التقليدية للمؤرخ أنه الرجل العجوز صاحب اللحية البيضاء الطويلة وهو فى قصر السلطان ليسجل الوقائع".

 

وتابع: "هذا الأمر تغير والتاريخ أصبح ليس علم الماضي؛ لأن المؤرخ عندما يكتب الماضى فهو يكتبه بعقلية وفكر ومؤثرات الحاضر". واستكمل: "ومن هنا دخل الماضى مع الحاضر كما حدثت العديد من التطورات فى كتابة التاريخ" مشيرًا إلى أن المؤرخ يدرس الماضى من أجل فهم الحاضر ورسم سيناريوهات المستقبل.

 

وأوضح أن كبار الصحفيين تحولوا إلى مؤرخين لتاريخ الحاضر، ثم دخل تاريخ الحاضر إلى أقسام التاريخ، وفى بعض الدول أصبحت هناك معامل داخل أقسام التاريخ لتسجيل وحفظ الأحداث الشهادات التاريخية، وأصبح جزء من مهمة المؤرخ التعامل مع هذه المادة، وتدريب طلاب الدراسات العليا على ذلك". متابعا: "مصر لا تفعل ذلك لأسباب مادية، وأن المدرسة التاريخية المصرية لا زالت مرتبطة بمقولة أن التاريخ هو علم الماضى وأن هذا أكثر أمانًا".

 

وقال محمد عفيفى، أن ندرس التاريخ لكى نتجاوزه بالنقد والتحليل والاستفادة منه فى فهم الحاضر ورسم سيناريوهات المستقبل ولا يجب أن نظل أسرى لمشكلات وحكايات التاريخ، فلا يجب أن نعيش فى كهف التاريخ، لأن جزء رئيسى من مشكلة العرب هى العيش فى كهف التاريخ".

 

وتابع: "على سبيل المثال داعش قامت على الماضى وفكرة الخلافة المقدسة وأن الخلافة كانت مستمرة منذ وفاة الرسول إلى أن ألغاها مصطفى كمال أتاتورك نتيجة ضغط الغرب وبالتالى علينا عودة الخلافة لأنها عقيدة" مشيرًا إلى أن داعش نتاج لفكرة الخلافة المقدسة المزعومة. مستكملا: "بينما دراسة التاريخ تبين لنا أن العالم الإسلامى عاش فترات كبيرة جدًا دون خلافة وفترات كبيرة عاشها العالم الإسلامى بعدة خلافات".

 

وقال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، أن تجاوز التاريخ مفتاح لحل العديد من مشاكلنا، متابعًا: "هناك أشخاص حتى الآن يسألون هل الملك فاروق حلو ولا وحش، ومفيش حاجة اسمها حلو ووحش فى التاريخ، هناك إيجابيات وسلبيات وفقًا للتجارب الإنسانية".

 

وتابع: "عيب العرب أن جزءً كبيرًا منهم العيش فى الماضى، أيضًا جزء كبير من الخلاف بين السنة والشيعة سببه التاريخ". واستكمل: "جماعة الإخوان المسلمين نفسها قامت ردًا على إلغاء الخلافة، كما أن هناك جماعات سفلية تفكر فى أن الحاضر لن يُصلح إلا بما صلح به الماضى وهذا أمر خاطئ تمامًا" مؤكدًا أن التاريخ عبئ على كاهل الأمة العربية حتى الآن.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة