انطلاقا من أهداف القانون التأسيسي لـ الاتحاد الإفريقي، ودور القاهرة الرائد فى الحفاظ على سيادة واستقلال شعوب القارة السمراء، وتعهدها بإنهاء النزاعات داخل القارة، ساندت الدولة المصرية دولة الصومال التى واجهت مؤخرا انتهاكا من أثيوبيا لسيادتها على أراضيها، عقب إبرام مذكرة التفاهم غير القانونية بين أديس أبابا واقليم أرض الصومال الواقع شمال غرب الصومال، والذى يعد جزء لا يتجزأ من الأراضي الصومالية.
ويعد إقليم "أرض الصومال" إقليما منشقا، حيث أعلن انفصاله عن مقديشو فى 1991 فى خطوة أحادية الجانب وإجراء لم تعترف به الأسرة الدولية، وعليه رفضت دول العالم الاتفاق المزعوم.
وكررت القاهرة مواقفها من منابر المحافل الدولية، حيث شددت على دعمها التام لوحدة أراضى جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة وسيادة الصومال على كامل ترابه، خلال لقائه وزير الخارجية سامح شكري كلمة مصر أمام القمة التاسعة عشر لدول عدم الانحياز المنعقدة بالعاصمة الأوغندية كمبالا، الجمعة الماضية.
وشجبت مصر بشدة أية إجراءات أحادية يتخذها أى طرف إقليمى لتهديد وحدة وسلامة الصومال، كما تؤكد معارضتها الحاسمة لأية إجراءات من شأنها التعدى على سيادة وحق الصومال - دون غيره - فى الانتفاع بموارده، محذرة من التحركات التى تقوض الاستقرار فى منطقة القرن الأفريقي، وتزيد من حدة التوتر بين دوله، وندعو لتكاتف الجهود لاحتواء أزمات المنطقة، بدلاً من الاستمرار فى سياسة تأجيج النزاعات على نحو غير مسئول، وفق وزير الخارجية.
وكانت أكدت وزارة الخارجية أيضا على ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على كامل اراضيها، ومعارضتها لأية إجراءات من شأنها الافتئات على السيادة الصومالية، مشددةً على حق الصومال وشعبه دون غيره في الانتفاع بموارده.
وقدرت مصر خطورة تزايد التحركات والاجراءات والتصريحات الرسمية الصادرة عن دول في المنطقة وخارجها، التى تقوض من عوامل الاستقرار فى منطقة القرن الإفريقى، وتزيد من حدة التوترات بين دولها، في الوقت الذي تشهد فيه القارة الإفريقية زيادةً فى الصراعات والنزاعات التى تقتضى تكاتف الجهود من أجل احتوائها والتعامل مع تداعياتها، بدلاً من تأجيجها على نحو غير مسئول.
وشددت على ضرورة احترام أهداف القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي ومنها الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها واستقلالها، ومبادئ الاتحاد التى تنص على ضرورة حترام الحدود القائمة عند نيل الإستقلال وعدم تدخل أي دولة عضو في الشئون الداخلية لدولة أخرى. وطالبت مصر بإعلاء قيم ومباديء التعاون والعمل المشترك من أجل تحقيق مصالح شعوب المنطقة، والامتناع عن الانخراط في إجراءات أحادية تزيد من حدة التوتر وتعرض مصالح دول المنطقة وأمنها القومى للمخاطر والتهديدات.
الموقف المصري قوبل بترحاب واسع فى الصومال حيث رحب الرئيس الصومالى، بمواقف البلدان الرافض ضد تدخلات إثيوبيا، وفى مقدمة تلك المواقف جاء الموقف المصرى، وأكد سفير الصومال حرص بلاده على تنسيق المواقف مع مصر، نظرا للدور المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة، مثمنا في الوقت ذاته الدعم المصري الكبير للصومال في أزمته الراهنة وهو أمر ليس مستغربا على مصر التي كانت دائما سباقة في اتخاذ المواقف المقدرة بدعم الأشقاء ، موضحا في الوقت ذاته أن مصر كانت من أوائل الدول التي أعلنت موقفها صراحة فور اندلاع الأزمة بالتأكيد على ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على كامل اراضيها، ومعارضتها لأية إجراءات من شأنها الافتئات على السيادة الصومالية، وكذلك حق الصومال وشعبه دون غيره في الانتفاع بموارده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة