على الرغم من مواصلة إسرائيل للقتل والدمار فى قطاع غزة على مدار أكثر من أربعة أشهر، إلا أنها لم تحقق أى نجاحات عسكرية حتى الآن فيما يتعلق بتدمير قدرات حماس.
وكانت إسرائيل قد أعلنت قبل أيام عن تدمير المنطقة الصناعية الرئيسية لتصنيع الصواريخ والأسلحة فى وسط قطاع غزة، بالإضافة إلى شبكة أنفاق واسعة تحتها ضمت بعض المنشآت.
إلا أن صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية كشفت أن قوات الاحتلال الإسرائيلية قتلت ما بين 20 إلى 30% من مقاتلى حماس، بحسب تقديرات الاستخبارات الأمريكية، وهى الحصيلة التى لا ترقى لتحقيق هدف الدول العبرية بتدمير الحركة، وتثبت صمودها بعد أشهر من الحرب التى دمرت مناطق واسعة من قطاع غزة.
وفى دلالة على فشل إسرائيل حتى الآن فى تحقيق أهدافها، فقد أشارت التقديرات الاستخباراتية أيضا إلى أن حماس لا تزال تمتلك ما يكفى من الذخائر لمواصلة ضرب إسرائيل وقواتها فى غزة لعدة أشهر، وأنها تحاول إعادة تشكيل قوة الشرطة الخاصة بها فى بعض مناطق مدينة غزة.
وفى الأسبوع الماضى، قال الجيش الإسرائيلي، إن أكثر من 9 آلاف من عناصر حماس والجماعات الأخرى المتحالفة معها، قتلوا على يد الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى حوالى ألف قتلوا داخل إسرائيل فى 7 أكتوبر.
وفى عام 2021، قال قائد كبير فى الجيش الإسرائيلى، إنه يعتقد أن الحركة تضم حوالى 30 ألف مقاتل.
وقدر الجيش الإسرائيلى، أن القتال فى غزة سيستمر على الأرجح طوال عام 2024 بأكمله، حيث تعمل إسرائيل على تجريد حماس من قدراتها العسكرية والقيادية. كما تعهدت بمواصلة القتال حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين من الأسر.
وسحبت إسرائيل آلاف القوات من غزة بعد ضغوط من الولايات المتحدة للانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من حربها ضد حماس، لكن المسؤولين العسكريين، يقولون أن الحرب قد تستمر لعدة أشهر أخرى.
ووفقا لوول ستريت جورنال، فإن قدرة حماس على النجاة بعد نحو أربعة أشهر من العمليات الإسرائيلية بقطاع غزة تثير تساؤلات داخل إسرائيل والأراضى الفلسطينية وبالخارج، بشأن ما إذا كانت قادرة على بلوغ أهدافها الحربية.
وعن أهداف حماس من هذه الحرب، قال مسئول عسكرى إسرائيلى كبير للصحيفة: "ليس عليك الفوز، عليك فقط ألا تخسر". بينما قال الجنرال المتقاعد، جوزيف فوتيل، الذى سبق أن تولى منصب قائد القيادة المركزية الأمريكية أن "حماس أظهرت أنها لا تزال قادرة على القتال، لكن الخسائر تستمر فى فرض المزيد من الضغط على شبكة الحركة".
وكانت شبكة سى أن إن الأمريكية قد ذكرت فى تقرير لها فى أعقاب عملية طوفان الأقصى أن حماس تحصل على أسلحتها من عدة وسائل منها التهريب والإنتاج المحلى وتلقى بعض المساعدات العسكرية من إبران.
وقال بلال صائب، العضو البارز فى معهد أبحاث الشرق الأوسط فى واشنطن، أن البنية التحتية لأنفاق حماس واسعة النطاق.
من جانبها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى أن حماس خلال عملية "طوفان الأقصى" حصلت على أسلحة نوعية جديدة فاجأت الجميع، حتى الإسرائيليين أنفسهم، منها الطائرات المسيرة محلية الصنع، والطائرات الشراعية التى حملت مقاتلى حماس إلى مسافة 25 كيلومترا داخل البلدات الإسرائيلية، وقنابل حارقة دمرت آليات ودبابات إسرائيلية، بالإضافة إلى صواريخ جديدة بعيدة المدى وصلت تل أبيب، ومنظومة دفاع جوى محلية الصنع أطلقت عليها اسم "متبر 1".
وأثيرت العديد من التساؤلات عن كيفية حصول الحركة على الأسلحة وتطويرها بهذا الشكل والتدريب عليها، رغم أنها محاصرة فى منطقة مساحتها 350 كيلومتر مربع وتحت رقابة إسرائيلية صارمة وحصار بحرى وجوى وبري.
وقال على بركة، رئيس العلاقات الوطنية لحماس فى الخارج، لبى بى سى: "لدينا مصانع محلية لكل شيء، للصواريخ التى يتراوح مداها 250 كم، و160 كم، و80 كم، و10 كم. لدينا مصانع لمدافع الهاون وقذائفها". وأضاف: "لدينا مصانع للكلاشينكوف ورصاصها. نحن نصنع الرصاص فى غزة".