ثمانون عاما من العلاقات المصرية الروسية الراسخة كان التعاون فيها بين البلدين قويا وشمل مختلف المجالات. واليوم تتشكل ثمرة جديدة من ثمار هذا التعاون بمشاركة الرئيسين عبد الفتاح السيسى وفلاديمير بوتين، عبر الفيديو كونفرانس، فى مراسم صب الخرسانة الخاصة بوضع قواعد المفاعل النووي الرابع والأخير بمحطة الضبعة النووية.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا (الاتحاد السوفيتى) فى عام 1943، عندما افتتحت مصر أول سفارة لها فى موسكو، وافتتحت سفارة للاتحاد السوفيتى فى القاهرة وقنصلية عامة فى الإسكندرية. وكانت أولى خطوات التعاون الاقتصادى بين البلدين فى عام 1948، عندما تم توقيع أول اتفاقية اقتصادية بين البلدين، وامتدت على مدار العقود التالية لتشمل العديد من المحطات المهمة أبرزها إنشاء السد العالى وتزويد القوات المسلحة المصرية بأسلحة سوفيتية وإقامة أول منطقة صناعية روسية فى محور قناة السويس، وصولا إلى مشروع الضبعة النووية.
كانت فترة الخمسينيات من القرن الماضى بداية توثيق هذا التعاون خلال عهد الرئيس جمال عبد الناصر، حيث استفادت مصر من آلاف الخبراء السوفيتي فى إقامة المؤسسة الإنتاجية مصر وتنفيذ عدد من المشاريع العامة، فى صدارتها السد العالى فى أسوان، إلى جانب مصنع الحديد والصلب فى حلوان ومجمع الألومنيوم فى نجح حمادى ومد الخطوط الكهربائية بين أسوان والإسكندرية. كما تم إنجاز 97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتى.
وبعد فتور فى العلاقات خلال عهد الرئيس السادات مع اتجاه مصر نحو معسكر الغرب، بدأت العلاقة المصرية الروسية فى الانتعاش مرة أخرى بعد تفكك الاتحاد السوفيتى، وتبادل للزيارات بين قادة البلدين وتوقيع العديد من الاتفاقيات الهامة فى مجال التبادل التجارى.
السيسي وبوتين.. صداقة متينة وطدت العلاقات
توطدت العلاقات بين الدولتين خلال العقد الماضى، وتبادل الرئيسان عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين الزيارات بين القاهرة وموسكو بجانب اللقاءات على هامش المؤتمرات الخارجية، وقد عززت زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لمصر من العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، حيث عكست حرص البلدين على تبادل الدعم السياسي على المستوى الإقليمي والدولي في ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من الاستقرار السياسي وتهديد الأمن القومي لكليهما وتشاركهما في رؤية موحدة في مواجهة الإرهاب، وتحقيق مصلحة مشتركة في دعم النمو الاقتصادي في البلدين والفرص الاقتصادية التكاملية. وعكست الأرقام هذا التطور فى العلاقات، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين فى 2023 نحو 3 مليار دولار، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات.
وحرص الرئيس السيسى منذ بداية توليه الحكم على تعزيز العلاقات مع موسكو، وقام فى 12/8/2014، بزيارة لروسيا، ولقاء نظيره الروسى فلاديمير بوتين، وبحثا قضية مكافحة الإرهاب، واتفقا على أهمية قيام المجتمع الدولى بجهد جماعى لدحر الإرهاب والقضاء عليه كما بحثا أطر تنمية العلاقات بين الجانبين فى كافة المجالات.
وفى العام التالى، وتحديدا فى 9 فبراير 2015، قام الرئيس بوتين بزيارة مصر ووقع خلال زيارته العديد من الاتفاقيات فى مختلف المجالات. وزار الرئيس السيسى موسكو مجددا فى مايو 2015 تلبية لدعوة نظيره الروسى للمشاركة فى احتفالات موسكو بمناسبة الذكرى السبعين لاحتفالا أعياد النصر فى الحرب العالمية الثانية. وقام الرئيس السيسى بزيارة أخرى لروسيا فى أغسطس 2015، بحث خلالها مع نظيره الروسى كافة المجالات السياسية والاقتصادية.
وفي 15/10/2018، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة إلى روسيا استقبله خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وروسيا، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
في 22/10/2019، قام الرئيس السيسي بزيارة لروسيا ترأس خلالها مع نظيره الروسي أعمال القمة الروسية - الإفريقية الأولى، وبحث الرئيسان عددًا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية ومنها الجهود المشتركة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، مشروع محطة الضبعة النووية، التعاون في مجال تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية، بالإضافة إلى آلية التعاون المشترك في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
فى 26/8/2023 احتفلت كل من مصر وروسيا الاتحادية بذكرى مرور80 عاماً على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتستمر احتفالات البلدين بهذه المناسبة الخاصة مدى عام كامل، وتشمل تنظيم عدد من الفعاليات والبرامج المشتركة التي تستهدف تسليط الضوء على تاريخ وخصوصية وتنوع العلاقات المصرية - الروسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة