منتجع تزلج إسبانى يعتمد على تقنية جديدة لصناعة الثلج بسبب تغير المناخ

الثلاثاء، 23 يناير 2024 07:00 م
منتجع تزلج إسبانى يعتمد على تقنية جديدة لصناعة الثلج بسبب تغير المناخ منتجع تزلج إسبانى
كتبت ريهام عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يُعتبر منتجع La Molina  بين جبال البرانس أقدم منتجع للتزلج فى إسبانيا، والذى يضم أكبر ممر جليدى فى جبال البرانس، واستضاف المنتجع أحداثًا رفيعة المستوى، بدءًا من كأس العالم للتزلج على جبال الألب، حتّى بطولة العالم للتزلج على الجليد، إلا أنه يواجه تهديدًا بسبب ندرة الثلج حاليًا.

ويضطر المنتجع، مثل العديد من المنتجعات حول العالم، إلى الاعتماد بشكلٍ متزايد على الثلج الاصطناعي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعلى الرغم من أن الثلج الصناعى هو الحل الوحيد، إلا أنه يأتى بتكلفة مرتفعة حيث يستهلك كميات كبيرة من المياه والطاقة، وهو مزيج يصعب الوصول إليه فى أى مكان، خاصةً فى بلد يصارع مع موجة جفاف طويلة الأمد وشديدة بسبب تغير المناخ، وفقا لموقع CNN عربية.

وفى محاولة لحل الأزمة، سيقضى منتجع التزلج السنوات المقبلة فى اختبار تقنية جديدة لصنع الثلج تَعِد بأن تكون أقل استهلاكًا للموارد، فضلاً عن قدرتها على إنتاج الثلج فى درجات حرارة أكثر دفئًا، وتتزايد أهمية هذا الأمر نظرًا لأن بعض منتجعات التزلج تقترب من درجات حرارة دافئة جدًا بحيث لا يمكن حتى للثلوج الصناعية البقاء فيها.

المشروع الذى سيحمل اسم "مختبر الثلج"، سيديره معهد برشلونة لعلوم المواد وشركة FGC Turisme، التى تدير منحدرات التزلج العامة، ومن المنتظر أن ينتج ثلجًا مزيفًا عن طريق إضافة معدن إلى الماء الذى يدخل فى مدافع الثلج، وهى الآلات التى تضخ الماء والهواء تحت ضغط عالٍ لتكوين الثلج.

منتجع لامولينا للتزلج فى اسبانيا
منتجع لامولينا للتزلج فى اسبانيا

ومن جهته، قال ألبرت فيرداغير، وهو عالم فى معهد برشلونة لعلوم المواد يقود المشروع، إنّ الفكرة تتمثل فى محاكاة العمليات التى تحدث فى السُحب، ويتشكّل الجليد فى الغلاف الجوى من قطرات الماء الموجودة فى السحب من خلال عملية تسمى "تنوّى الجليد" (ice nucleation)، ويمكن أن تظل قطرات الماء النقى غير متجمدة فى السُحب عند درجات حرارة منخفضة تصل إلى 38 درجة مئوية تحت الصفر.

ولكن يمكن أن يحدث "تنوّى الجليد" عند درجات حرارة أعلى بكثير عندما تتفاعل قطرات الماء مع جزيئات فى الغلاف الجوي، مثل الهباء الجوى أو الغبار، ما يؤدى إلى تجمدها، وخطرت لـ"فيرداغير" فكرة، ماذا لو كان معدن الفلسبار قادرًا على المساعدة فى جعل عملية صنع الثلج أكثر كفاءة؟، إذ أنه قرأ ورقة بحثية أكدت أن معدن الفلسبار كان فعالاً بشكلٍ خاص فى هذه العملية، وأنّه يمكن أن يؤدى إلى تجميد قطرات الماء عند درجات حرارة قريبة من الصفر.

وخلال الاختبارات المعملية، وجد فيرداغير وفريقه أن هذه التقنية خفضت تكاليف الطاقة بحوالى 30%، وكانت قادرة على إنتاج الثلج فى درجات حرارة أعلى بحوالى 1 إلى 1.5 درجة مقارنةً بالطرق التقليدية.

 

رسم توضيحى لكيفية عمل تقنية مختبر الثلج
رسم توضيحى لكيفية عمل تقنية مختبر الثلج

وذكر فيرداغير أنّهم تمكنوا أيضًا من الحصول على "نسبة تحويل" أفضل، فى إشارة إلى حجم الثلج الذى يخرج من مدافع الثلج مقارنةً بكمية المياه المستخدمة، وأشار إلى أنّ النسبة عادة تبلغ حوالى 75%، حيث يبقى بعض الماء فى مدفع الثلج، أو لا يتجمد، ويتطاير، ويتوقع "مختبر الثلج" زيادة هذه النسبة إلى 90%.

وإسبانيا تعانى من موجات الحر الحارقة والجفاف المستمر منذ سنوات، وكانت كاتالونيا، المنطقة التى تقع فيها La Molina، هى الأكثر تضرراً بشكلٍ خاص، بدوره، قال خبير الأرصاد الجوية فى وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية، رامون باسكوال بيرجهاينل، إنّها "واحدة من أشد حالات الجفاف خلال السنوات الأخيرة".

وأدّى شتاء دافئ على نحو غير معتاد فى العام الماضى إلى ترك منتجعات التزلج فى جميع أنحاء أوروبا خالية من الثلوج، وهذا العام، أصبحت المنتجعات فى جبال الهيمالايا الهندية فارغة لأن نقص الثلوج أدى إلى إبعاد السياح، فيما ستشهد الأعوام الثلاثة المقبلة اختبار "مختبر الثلج" لتقنيته فى La Molina ، إضافةً لمنتجعين آخرين للتزلج فى المنطقة لاستكشاف مدى نجاحها فى ظل ظروف مختلفة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة