قال الشاعر أحمد الشهاوي، إنني لا أظن أن هناك قرية مصرية لا يوجد بها مقام أو مولد، حيث أن قريتي التي ترعرت فيها كانت تضم الطريقتين الشاذلية والرفاعية، حيث كان الأمر يترجح بينهما.
وأضاف "الشهاوي"، خلال حواره ببرنامج "الشاهد" مع الدكتور محمد الباز المذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أن في الوقت الحالي لم يجد طرق لا شاذلية ولا رفاعية، فمن الجيد أن تعود هذه الطرق لإحداث التوازن في المجتمع.
وتابع: "انتشر الإخوان والسلفيون بعد تراجع هذه الطرق في القرى المصرية، حيث أن ذلك ساهم في انتشار الأفكار المتطرفة".
وأكد أحمد الشهاوي، أن الإخوان انتشروا بسبب غياب أهل التصوف والمتمثلين في الموالد وأهل الذكر، الذين لا يريدون سوى وجه الله.
وأضاف "الشهاوي"، أن أهل الذكر والتصوف، لا يريدون منصبا أو مالًا، ولا يتسارعون على السلطة، بل هم يحبون فقط، حيث إنهم يتقربون إلى الله بالحب لوجه الله، فبعضهم لديهم أموال ينفقوها على المريدين.
وتابع الشاعر أحمد الشهاوي، أنه في قريتي كان يأتي أناس من جميع القرى المجاورة، ولا يكون معهم مال، مؤكدًا أنني كان مواظبا على حضور مثل هذه الموالد والطرق، وكنت من مريدي الطريقة الشاذلية، وأذهب إلى موالد القرى الأخرى، بالإضافة إلى النشأة الأزهرية.
وأكد أحمد الشهاوي أن التطرف ازداد بشكل كبير مع إلغاء الموالد والاحتفالات بالطرق الصوفية والخاصة بأهل الذكر، مؤكدًا أن السلفيين ما زالوا يطاردون مَن يقيمها.
ولفت إلى أن مصر التي أنجبت "ذا النون" المصري والذي يعتبر من المؤسسين لـ"التصوف الإشراقي" لا ينبغي أن تكون في ذيل المتصوفة، حيث ينبغي أن تستمر.
ونوه الشهاوي إلى أن التطرف حارب التصوف قبل ألف عام، حيث إن كبار التصوف في التاريخ الإسلامي مروا على مصر، لأن مصر إذا كانت قبلة الشعراء فهي أيضًا قبلة للمتصوفة، بسبب وجود الأزهر الشريف وأنها مهد حضارة وعراقة.
وقال أحمد الشهاوي، إن هناك خطئًا كبيرًا، وهو أن الإعلام قدَّم أن أدونيس هو الذي اكتشف "النفري" وهذا غير صحيح بالمرة.
وأكد "الشهاوي"، أن أرث أربري، المستعرب وكان مستشرقًا غربيًا في الجامعة المصرية، طلب منه أستاذه في بريطانيا أن يشتغل ويبحث عن "النفري" والذي يعتبر من أعلام التصوف الإسلامي.
وأضاف "الشهاوي"، أن المستشرق أربري، وجد كتب "النفري"، ونشرها بالعربية وترجمها باللغة الإنجليزية، ولذلك فالنفري، لم يؤثر فقط في العالم العربي بل والمشهد العالمي.
ونوه "الشهاوي"، أن أربري، نشر كتبه في مصر عام 1935، أما "أدونيس" وهو شاعر وناقد ومفكر، عثر على الطبعة المصرية لكتب "النفري" في الجامعة الأمريكية بلبنان عام 1965.
تابع الشهاوي: "في عام 2003، عايشت معركة مباشرة مع المكفرين من خلال دواويني التي كتبتها، على هامش كتابي "الوصايا في عشق النساء"، واستمرت معي لما بعد عام 2010، ولكني خرجت منها قويًا، كما منحتني فرصة أن أعيد قراءة تاريخ الأزهر وجماعة الإخوان المسلمين، وأن أستفيد منها بشكل أو بآخر، وأتسلح أيضًا بمعرفتي الدينية أكثر مما كنت عليه في السابق".
وأضاف : "علمتني هذه التجربة أن لا أتوقف عند هؤلاء؛ لأن معظمهم يتكسبون من مواقف كهذه وليس لوجه الله أو لوجه أي أيدولوجية كما يدعون، كما خرجت من هذه التجربة مدركًا تمامًا للأسباب التي جعلت الإخوان أو المنضوين تحتهم يفعلون مثل تلك الأمور".
وواصل: "الإخوان استغلوني كجسر ليحصلوا على مكاسب أخرى من الدولة المصرية، لأن الكتاب الخاص بي صدر عن الدار المصرية اللبنانية، وبعد ذلك صدر في سلسلة مكتبة الأسرة، وهم الذين أثاروه في مجلس الشعب في ذلك الوقت، وقالو في الكثير حين كان يمثل محمد مرسي في الكتلة الإخوانية في البرلمان، فضلًا عن كتابات أخرى لي تم الهجوم عليها بشكل قاطع".
وتابع: "بدأت حينها أتعمق في تاريخ الأزهر والقرآن الكريم والأحاديث، وما فعله الإخوان على مدار التاريخ، ثم كتبت هذه التجربة بشكل موسع في كتابي "نواب الله"، وكنت أكتب بشكل موضوعي ومجرد، وبشكل منحاز أيضًا؛ لأن لولا تجربتي الشخصية معهم ما كتبت "نواب الله" أو كتابي الآخر "عدماء الدين" الذي لم يظهر بعد، وكتبته في 500 صفحة بالعديد من الوثائق والوقائع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة