قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن كوريا الشمالية هدمت نصبًا تذكاريًا يرمز إلى الأمل في المصالحة مع الجنوب، بعد أيام من تصريح زعيم النظام كيم جونج أون بأن إعادة التوحيد السلمي للكوريتين لم يعد ممكنًا.
وفي أحدث علامة على تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، اختفى قوس إعادة التوحيد - الذي بني في عام 2000 بعد قمة تاريخية بين الكوريتين - من صور الأقمار الصناعية، وفقا لموقع "إن كي نيوز". وأكد الموقع إن كيه نيوز إنه لم يتضح على الفور متى أو كيف تمت إزالته.
ووصف كيم، الذي أصبحت لهجته عدوانية بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، القوس الخرساني - الذي يظهر امرأتين، واحدة من الشمال والجنوب، تحملان شعار الخطوط العريضة لشبه الجزيرة الكورية - بأنه "قبيح للعين" في خطاب ألقاه هذا الشهر إلى مجلس الشعب الأعلى، البرلمان الرسمي لكوريا الشمالية.
وأوضح الكاتب أن قوس التوحيد، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 30 مترا، يظهر امرأتين إحداهما من كوريا الشمالية والأخرى من كوريا الجنوبية تحملان رمزا لشبه الجزيرة الكورية في إشارة إلى الوحدة بين الكوريتين والتعاون المشترك والسلام.
وأضاف أن الزعيم الكوري الشمالي كان قد طالب بتعديل دستور البلاد ليعكس الوضع الجديد لكوريا الجنوبية بوصفها "العدو الأول" لبلاده، موضحا أن ذلك الموقف ينهي عقودا طويلة من السياسة الرسمية لكوريا الشمالية التي كانت تسعى للتوحيد مع كوريا الجنوبية.
وأشار المقال في نفس الوقت إلى أنه على الرغم من أن "قوس التوحيد" مجرد رمز، إلا أن إزالته سوف تسهم في المزيد من المخاوف من اتخاذ كوريا الشمالية المزيد من الخطوات التصعيدية ضد كوريا الجنوبية وحلفائها قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي سياق متصل، أوضح المقال أن كوريا الشمالية كانت قد أعلنت في نوفمبر الماضي عن إطلاق أول قمر صناعي للتجسس ثم أعلنت الأسبوع الماضي عن إطلاق صاروخ باليستي جديد. ولفت في الوقت نفسه إلى تصريحات عسكرية صادرة من كوريا الجنوبية تؤكد أن بيونج يانج أطلقت عدة صواريخ من طراز كروز.
وأضاف المقال أن كوريا الشمالية أطلقت تلك الصواريخ كتعبير عن اعتراضها على مناورات عسكرية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والتي اعتبرتها تمهيدا لحرب ضدها.
وتناول المقال في الختام الموقف الأمريكي من خلال تصريحات المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جون كيربي في رده على سؤال حول ما إذا كان يرى أن كوريا الشمالية تمهد لحرب نووية، حيث قال "إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب تلك التطورات".