تزايدت دعوات الضغط علي إسرائيل داخل الكونجرس الأمريكي وبالأخص من بين الأعضاء الديمقراطيين لقبول حل الدولتين، ووقف الحرب الوحشية الدائرة في قطاع غزة والتي خلفت ما يقرب من 26 ألف شهيد حتي الآن، غالبتهم من المدنيين، مع تلويح البعض بضرورة ربط المساعدات الأمريكية لتل أبيب بقبول بتحرك المياه الراكدة في عملية السلام.
وأيدت أغلبية ساحقة من الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأمريكى، بيانا أكد مجددا دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين، لإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، حيث ساند 49 من إجمالى 51 عضوا ديمقراطيا بمجلس الشيوخ اليوم الخميس تعديلا يدعم حلا تفاوضيا للصراع يقود إلى وجود دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب .
واقترح السناتور، براين شاتز، هذا الإجراء كتعديل لمشروع قانون من شأنه أن يوفر مساعدات أمن قومى لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، لافتا إلى أن "ما سيحدد مستقبل إسرائيل وفلسطين هو ما إذا كان هناك أمل أم لا.. وحل الدولتين يجب أن يكون هو هذا الأمل".
وكان عدد من الديمقراطيين بالكونجرس الأمريكي بمجلس الشيوخ وجهوا انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد أن أبلغ الأخير إدارة بايدن أنه يعارض حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية بنهاية حرب غزة، محذرين من تبعات تصريحات تل أبيب على المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وأشار السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إلى أن رفض نتنياهو حل الدولتين يؤدي لتعقيد المفاوضات بين الحزبين في مجلس الشيوخ بشأن حزمة تكميلية تدعو إلى تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل إلى جانب إجراءات الهجرة ومساعدات أوكرانيا، وقال ميرفي: "عندما يقول نتنياهو أشياء من هذا القبيل فانه لا يساعد في كسب أصوات الأشخاص المتشككين بشـأن مستقبل الدولة الفلسطينية.. ما قاله ليس مفيد".
وفي الوقت نفسه، تساءل الديمقراطيين التقدميون في مجلس الشيوخ الذين انتقدوا الهجوم العسكري الإسرائيلي الوحشي على غزة الذي تسبب في استشهاد الاف المدنيين، عما إذا كان ينبغي للواشنطن الاستمرار في إرسال المساعدات لإسرائيل. فيما طالب عدد أعضاء مجلس النواب إدارة الرئيس جو بايدن بتقييم التزام وزارة الخارجية بالقوانين لنقل الأسلحة والمساعدات العسكرية لإسرائيل وطالب الموقّعون الرئيس بايدن باتخاذ خطوات فورية لتطبيق القوانين الخاصة بهذا الشأن.
ووفقا لشبكة إن بي سي، قالت السيناتور الديمقراطية اليزابيث وارن وهى تعمل في لجنة القوات المسلحة بالشيوخ: "السياسة الرسمية للحكومة الامريكية هي دعم دولتين لشعبين يعيشان بكرامة ويتمتعان بحق تقرير المصير.. اذا كان نتنياهو يعارض ذلك فعلينا ان نتساءل عن سبب دعمنا لحكومته".
وكان للسيناتور بيتر ويلش، الديمقراطي أيضا رد فعل حاد على نتنياهو، قائلا: "ما نراه مع نتنياهو هو أنه على استعداد لأخذ أموالنا لكنه سيرفض دائما نصيحتنا .. إنه لا يشاركنا قلقنا بشأن فقدان أرواح الفلسطينيين. وفي غزة، تسير الأمور بأقصى سرعة إلى الأمام"، وأضاف: "نتنياهو يسير في طريقه الخاص وتصريحاته تخلق المزيد من التوتر عندما يتعلق الامر برغبة الولايات المتحدة تقديم مساعدات إضافية لإسرائيل".
وقالت السيناتور تامي داكوورث، وهي من قدامى المحاربين في العراق الحائزة على الأوسمة والتي تعمل في لجنة القوات المسلحة، إنها "فزعت" من تعليقات نتنياهو، وأضافت: "أعتقد أن الطريق نحو السلام في المنطقة هو حل الدولتين والدولة الفلسطينية مهمة أيضًا لسلام إسرائيل أيضا".
فيما قال السيناتور الديمقراطي بريان شاتز: "نتنياهو مخطئ .. إنه يجعل الأمور صعبة للغاية بالنسبة لمستقبل إسرائيل ولآفاق السلام. إنه يجعل الأمور أسوأ في كل فرصة".
وفي مقابلة مع شبكة سي إن إن ، حمل سيناتور تيم كين ـ ديمقراطي عن ولاية فيرجينيا ـ الحكومة الإسرائيلية جزءا من مسئولية التدهور الأمني فى إسرائيل وهجوم 7 أكتوبر، قائلاً : "نتنياهو حارب طيلة حياته السياسية الدولة الفلسطينية، من خلال توسيع الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية، وهي سياسة أثبتت فشلها".
بدوره، قال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي بيرني ساندرز، إن الولايات المتحدة متواطئة في المأساة المفزعة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة الآن، داعياً في كلمة أمام مجلس الشيوخ المشرعين الأمريكيين للعمل معا لوقفها، وممارسة كل الضغوط الممكنة على نتنياهو لوضع حد لهذا الكابوس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة