قال الدكتور وسيم السيسي، مفكر وعالم مصريات، إنه عندما كان في إنجلترا خلال فترة الدكتوراه وجد إنجليزي يتفاخر بأن بلده إنجلترا "نور العالم"، وأن أول برلمان في تاريخ البشرية من 400 سنة كانت في بلاده، كما أنها اكتشفت التعقيم، فقطاعه أحد الأشخاص من ذوي الأصول الأفريقية، وطالبه بالكف عن التفاخر، قائلا له: "أنا من أعطيتك الحضارة".
وأضاف "السيسي، خلال حواره مع برنامج" الشاهد "مع د. محمد الباز، المذاع عبر فضائية" إكسترا نيوز "، أن الرجل الإنجليزي طالب مقاطعه بأن يأتي بدليل، فرد عليه بأنه" أنجلوساكسوني "بلاده أخذت حضارتها من الرومان، والرومان أخذوها من اليونان، واليونان أخذوها من مصر القديمة.
وتابع:" أفلاطون مكث 13 سنة في الإسكندرية لتعلم الفلسفة، وترك في كتابه القوانين ما من علم لدينا إلا وقد أخذناه عن مصر، كما أن سولون اعتنق الآمونية بعدما جاء من أثينا لكي يدخل المعابد التي بها المكتبات، وتعلم القانون في 3 سنوات وعاد لأثينا وسماه قانون سولون ".
تابع وسيم السيسي، إن فيثاغورس تعلم الرياضيات والهندسة في مدرسة صغيرة بمصر القديمة لمدة 22 سنة وأصبح فيثاغورس العظيم.
وكشف وسيم السيسى، عن سر اهتمامه بعلم المصريات قائلا: "عندما سمعت هذا الكلام في إنجلترا أصبحت مهتمًا جدًا بالدراسة"، مضيفا "ريشة ماعت ربة العدالة عند المصريين القدماء تعبر عن العدالة، وتكون ريشة نعامة لأنها الوحيدة اللي ريشها متساوي من الناحيتين، ومصر القديمة اختارت هذه الريشة لكي لا تكون العدالة عدالة إلا بالمساواة بين طرفين".
أوضح "إننا لا ندرس تاريخنا بشكل صحيح، لكن ندرسه بشكل منفر، يكفي أنك تتحدث عن الإنجازات، فمجلة ديلي ميل وجهت الشكر لأطباء مصر القديمة لتفوقهم في علاج إصابات الرأس".
وأضاف" السيسي، أن اكتشاف أول عملية جراحية لوضع مسمار معدني في الركبة في مومياء مصرية، كما أن مكتبة الكونجرس الأمريكية طلبت منه كتابة فصلا عن الطب في مصر القديمة.
وأشار إلى أن أبسط الأشياء التي يجب أن يعرفها التلاميذ عن تاريخ بلدهم قانون الأخلاق في مصر القديمة، والذي كان مصريا ومصرية يحفظونه عن ظهر قلب، نظرا لأن 42 قاضي سيحاكمونهم في محكمة الروح بالعالم الآخر.
وتابع: "العالم والاس بادج يقول نحن في حاجة إلى 200 عام للوصول إلى الحضارة الإنسانية في مصر القديمة".
وقال إن انضم إلى جمعية أصدقاء بريد الأهرام، وكتب عدة كتابات تحت عنوان "مصر التي لا تعرفونها"ـ كاشفا عن أول معاهدة سلام قادش كانت مع مصر، وأول من عرف البلهارسيا والدودة مصر، وأول من عرف الأنتيمون كعلاج للبلهارسيا مصر، وأول سلم موسيقي سباعي مصري".
وأضاف: "كتبت 30 أو 30 حاجة وكأنني فتحت قلوب المصريين على حب مصر وأصبح العديد يكتب عن مصر".
وتابع: "في أواخر التسعينات جريدة روز اليوسف طلبوا مني مقالة أسبوعية عن المصريات، وقولت له أجيب مادة علمية منين، وقال لي هذا واجب قومي".
واستكمل: "ذهبت إلى المتحف المصري لقراءة المراجع واشتريت كمية هائلة، وقرأت كتاب رياضيات الهرم الأكبر ولخصته في مقالة، ثم كتبت في المصري اليوم إلى الآن".
وقال وسيم السيسي، إن قانون الأخلاق في مصر القديمة كان يحترم الروح والحياة في النبات والحيوان والإنسان، مضيفا "والاس بادج عالم مصريات بريطاني قال نحن في حاجة إلى 200 عام للوصول إلى رقي الحضارة الإنسانية في مصر القديمة".
وتابع: "من ضمن الأسئلة في قانون الأخلاق هل كنت تحترم عقائد غيرك، هل كنت عينًا للأعمى وأمور كلها راقية جدًا" مؤكدًا أن الحضارة المصرية القديمة حضارة غير مسبوقة.
وقال، إن الحضارة المصرية القديمة قامت على قانون مثاليًا في قواعده عادلًا في أحكامه صافيًا في مواده نقيًا في مبادئه، و "قانون الأخلاق في مصر القديمة سبب دهشة للمؤرخين حيث قام على دعامتين وهما العدل أساس الملك، والعدالة الاجتماعية بأن الكل سواء أمام القانون".
وتابع: "ابن رمسيس الثالث اتُهم بالخيانة تشكلت محكمة من 14 قاضيًا وثبت خيانته وحكم عليه بالإعدام، تم إعدام ابن الملك".
وأكد أن نابليون بونابرت قال: "لو أن نصف جيوشي من المصريين لكنت غيرت العالم".
وقال السيسي، "الأداء يعتمد على 3 عوامل جينات وزمان ومكان، والجينات ثبت أنها واحدة ولكن الزمان متغير، وأيضا المكان تغير، من خلال الهجرات الكبيرة التي خرجت للمنطقة العربية وأوربا، وبدل ما نكون مصدرين للحضارة الخاصة بنا، رجعنا بثقافة هذه البلاد، التي ارتحلنا إليها، وخاصة أن هناك عوامل أخرى ساعدت على هذا، منها خروج مسئول كبير يقول إن هناك تعليمات من أمريكا لنشر الوهابية في مصر في السبيعنات، وكل هذا كان لتقسيم مصر وتحت دعوة مواجهة الشيوعية، فإذا كان الزمان والمكان تم تغييرهما ظلت الجينات كما هي، وأنه لو تم ميلاد المناخ الطيب سيكون هناك إبداع مثل ما حدث مع زويل ومجدي يعقوب ونجيب محفوظ والسادات، والجين المصري قوي".
وأضاف: "مازال الجين العسكري موجود وواضح حتى يومنا هذا يعني دكتور سمير فرج، حكى عندما تمت دعوته إلى إنجلترا ليعطي محاضرات وذلك الوقت في أعقاب 1973، فيحكي كيف تم عمل مناظرة بينه وبين شارون، وكان السؤال لشارون عن المفاجأة في حرب 1973، فرد أنه ليس كان موعد الإعلان أو الاستعداد للحرب، وإنما كان الشيء الوحيد المفاجأة كان الجندي المصري، وهذا يرجعنا للحرب العالمية الأولى وتجنيد مصر لمليون و200 ألف جندي مات منهم 600 ألف في كافة أنحاء العالم ومقابرهم موجودة حتى الآن في بلجيكا وباريس وإنجلترا، وعرض أشرف صبري في كتابه عن الحرب العالمية الأولى كيف استطاع نابليون الثالث في أثناء الحرب أن يقول إنه لم يذق طعم النصر إلا عندما وصلت كتيبة مصرية للحرب، وطلب دائما بإرسال كتائب مصرية".
وأكد أن97% من جينات الشعب المصري مسلمين ومسيحيين واحدة وهذا سبب قوته، مضيفا نجد في العلم الحديث أن مارجريت كيندل عالمة الجينات الأمريكية جائت لمصر من 1994 إلى 1999 وأخذت عينات من المصريين المسلمين والمسيحيين من العواصم والنجوع ومن القري والكفور وحتي من عيادات الأطباء وقالت إن 97% من جينات المصريين مسلمين ومسيحيين واحدة ومتطابقة وشعب واحد كان يعتنق الامونية وجائت المسيحية اعتنق المسيحية".
وتابع: "وثم جاء الإسلام اعتنق الاسلام باستثناء المسيحيين الذين ظلوا علي ديانتهم حتي الآن، وإنما جميعًا شعب واحد وهذا سبب قوة الشعب المصري، وهذا يظهر في وحدة الشعب في المعارك مثل 6 أكتوبر 1973 وفي ثورة 30 يونيو، والمسيحيين كانوا يصبون ماء الوضوء في صنابير المياه ويحمون الجنود وهم يؤدون الصلاة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة