بارقة أمل لخفض التوتر فى غزة.. مكالمة بايدن للسيسى تؤكد جهود القاهرة وتحذيرها من اتساع دائرة الصراع.. شراكة استراتيجية بين مصر والولايات المتحدة والاتصالات لم تنقطع..والسلطة الفلسطينية الممثل الشرعى للفلسطينيين

الجمعة، 26 يناير 2024 10:54 م
بارقة أمل لخفض التوتر فى غزة.. مكالمة بايدن للسيسى تؤكد جهود القاهرة وتحذيرها من اتساع دائرة الصراع.. شراكة استراتيجية بين مصر والولايات المتحدة والاتصالات لم تنقطع..والسلطة الفلسطينية الممثل الشرعى للفلسطينيين الرئيس السيسى وجو بايدن
محمد الجالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جاء الاتصال الهاتفى، الذى تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسى من الرئيس الأمريكى "جو بايدن"، مساء الجمعة، والذى تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتأكيد الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين؛ ليؤكد على استراتيجية العلاقات المصرية- الأمريكية وأهميتها فى تحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وأن واشنطن تنظر للقاهرة بصفتها الدولة الأهم إقليميًا لتحقيق هذا الهدف. 

اتصال الزعيمين تناول بالطبع الأوضاع الإقليمية فى الشرق الأوسط وخاصة الحرب فى قطاع غزة، حيث ناقش الرئيسان تطورات الجهود الجارية للتوصل لوقف إطلاق نار إنسانى، بهدف حماية المدنيين، وتبادل المحتجزين والرهائن والأسرى، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وبما يدفع فى اتجاه خفض التوتر وإنهاء الأوضاع الراهنة.

وهو ما يؤكد على المواقف المصرية الثابتة من الصراع والحرب الدائرة فى غزة والذى يتلخص فى ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار ورفض كل الإجراءات الإسرائيلية التى من شأنها تصفية القضية الفلسطينية عبر مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء. 

وفى هذا الإطار، جدد الرئيسين السيسى وبايدن الموقف الثابت لمصر والولايات المتحدة برفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، مع التوافق على حل الدولتين باعتباره أساس دعم الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.

التأكيد على التوافق المصرى الأمريكى حول رفض أى تهجير للفلسطينيين ورفض احتلال إسرائيل لقطاع غزة أو حتى تقليص مساحته؛ يشير أيضًا إلى التوافق على أن السلطة الفلسطينية ستكون مسئولة عن إدارة الضفة وقطاع غزة، وهى من ثوابت السياسة المصرية، بأن منظمة التحرير الفلسطينية هى الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى وأن السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس (أبومازن) هى الممثل السياسى الشرعى للفلسطينيين أمام العالم. 

لقد حذر الرئيس السيسى مرارًا من خطورة استمرار هذا الصراع لأنه سينتج عنه وصول الأمور لمرحلة اتساعه لدرجة يصعب احتواء تأثيراتها على الأمن والسلم الإقليمى والدولي؛ ومن هنا كان تشديد الرئيس السيسى على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته للضغط على إسرائيل لتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى داخل قطاع غزة؛ وأن حل هذا الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار لن يتحقق إلا بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧.

هذه المكالمة المطولة، تؤكد على أن الاتصالات بين الجانبين المصرى والأمريكى لم تنقطع منذ بدء الجولة الحالية من الصراع، وأن القاهرة اعتمدت كثيرًا على الضغط الذى تمارسه واشنطن على إسرائيل لخفض التصعيد وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، ومن ثم فإن الجهود المصرية- الأمريكية مستمرة للوصول لوقف إطلاق نار إنسانى بهدف حماية المدنيين، وتحقيق إنجاز فى صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين. 

إن المبادرة والطرح المصرى الذى قدمته القاهرة منذ أسبوعين، هو المسار الأفضل لخفض هذا التصعيد، فمصر لا تزال تمارس الجهود والنقاش مع مختلف الأطراف للوصول لاتفاق شامل حول ملف الأسرى والمحتجزين ووقف اطلاق النار وإدارة قطاع غزة فى اليوم التالى لإنهاء الحرب. 

ولا يمكن إغفال إشادة الرئيس الأمريكى "بايدن" بالدور المحورى الذى تقوم به مصر، وجهودها الإيجابية على جميع المسارات ذات الصلة بالأزمة الحالية، حيث أكد للرئيس السيسى تقدير الولايات المتحدة للمواقف المصرية الداعمة للاستقرار فى المنطقة.

يأتى ذلك، فى الوقت الذى أشار فيه جون كيربى، المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى، إلى الزيارة الخارجية التى سيقوم بها وليام بيرينز، مدير وكالة المخابرات الأمريكية cia والتى سيلتقى فيها مع مسئولين من مصر وإسرائيل وقطر بهدف إحراز تقدم فى ملف الأسرى والمحتجزين.

هذا الاتصال الذى تم بين الرئيسين، يؤكد موقف القيادة المصرية منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وأن الولايات المتحدة التى تنظر بعين التقدير والاحترام لمصر وقيادتها، توقن جيدًا بأن التحذيرات المصرية من توسيع دائرة الصراع يمكن أن تلقى بظلالها على المنطقة والعالم، وهو ما يشير إلى أن الأيام والأسابيع القادمة ستحمل معها نتائج إيجابية نحو وقف التصعيد فى قطاع غزة وعودة القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات مرة أخرى وحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة، كما أن نا جرى خلال هذا الاتصال يؤكد على أن الجانب الأمريكى الذى كان داعمًا بقوة لإجراءات إسرائيل الأحادية تجاه الشعب الفلسطينى، ربما سيتخذ مسارات مغايرة لأن المنطقة والعالم لا يحتملان المزيد من اندلاع الصراعات والحروب.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة