كشفت دراسة حديثة براءة المستكشف الإيطالى كريستوفر كولومبوس من تهمة جلب أمراض تشبه مرض الزهري إلى الأمريكتيين، وأوضحت الدراسة أن المرض كان منتشرًا منذ آلاف السنين.
كريستوفر كولومبوس
وتم توثيق الظهور الأول لوباء مرض الزهري في أواخر القرن الخامس عشر في أوروبا، مما دفع المؤرخين إلى الاعتقاد بأن المرض انتقل إلى أمريكا عندما وطأت قدم كولومبوس القارة، إلا أن أدلة الحمض النووي كشفت الآن أن داء اللولبيات، وهو مرض قديم يشبه مرض الزهري، كان موجودًا في البرازيل قبل أكثر من 2000 عام من إبحار المستكشف إلى العالم الجديد، وفقا لصحيفة ديلى ميل البريطانية.
وقال كيرتو ماجاندر، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة بازل السويسرية: "حقيقة أن النتائج تمثل نوعًا متوطنًا من أمراض اللولبيات، وليس الزهري المنقول،وهو يترك أصل مرض الزهري غير مؤكد"، وقام الفريق بفحص عظام أربعة أشخاص ماتوا في منطقة سانتا كاتارينا الساحلية في البرازيل منذ آلاف السنين.
وتم العثور على مسببات الأمراض في البقايا التي أظهرت علامات مرض يشبه الزهري والذي من المحتمل أن يؤدي إلى تقرحات في الفم وآلام في قصبة الساق.
وقالت الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature، إن العظام تم التنقيب عنها في موقع Jabuticabeira II الأثري وتمت دراستها منذ عام 2016.
موقع اكتشاف البقايا التى تحوى المرض
وقام الباحثون بفحص 37 من أصل 99 عينة من بيانات التسلسل ووجدوا أن هناك ما بين سبعة إلى 133 نتيجة إيجابية لأمراض ناجمة عن عائلة اللولبية.
وقالت فيرينا شونيمان، من جامعة زيوريخ والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "على الرغم من أن أصل مرض الزهري لا يزال يترك مجالًا للخيال، إلا أننا على الأقل نعرف الآن بما لا يدع مجالًا للشك أن داء اللولبيات لم يكن غريبًا على السكان سكان الأمريكتيين، والكثير منهم مات قبل قرون من اكتشاف الأوروبيين للقارة".
يعد مرض الزهري أحد الأمراض الأربعة التي تشكل أمراض اللولبيات والتي تشمل أيضًا البجل والداء العليقي والبنتا والتي تسبب التهابات مزمنة في الفم والجلد.
وحتى الآن، لم يتمكن الباحثون وعلماء الآثار من العثور على أي دليل على أن هذه الأمراض التناسلية كانت موجودة قبل الوباء في أوروبا عام 1492، مما يمكن الباحثين من إعادة حساب تاريخ نشوء البكتيريا، ووضعها بين عامي 780 قبل الميلاد. و 450 م.
وأكدت شونيمان أن وجود أمراض اللولبيات يُظهر أن البكتيريا قد انتشرت بالفعل في جميع أنحاء العالم قبل أن يسافر أي شخص إلى الأمريكتين، وتابعت :"يبدو من المرجح أن العائلة البكتيرية كانت منتشرة بالفعل على مستوى العالم قبل إبحار كولومبوس إلى الأمريكتين".
وقال الباحثون في الدراسة إن هذه النتائج يمكن أن تلقي الضوء على "كيفية ازدهار السكان السابقين وتعاملهم مع المشكلات الصحية، مما قد يثير مخاوف مثل الوصم بسبب الأمراض.
وقال الباحثون إنهم يأملون أن يؤدي اكتشافهم إلى أصول مرض الزهري ويشرح في النهاية تاريخ جميع اللولبيات.
قالت بريندا بيكر، عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة ولاية أريزونا والتي لم تشارك في المشروع، لموقع Live Science: "إن استعادة مثل هذا الجينوم اللولبي القديم يشير إلى أننا قد نكون قادرين قريبًا على سد فجوات ضخمة في فهمنا للتطور والتوزيع".