أصبحت ولاية ألاباما أول من ينفذ حكم إعدام بالنيتروجين معروف فى الولايات المتحدة. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الحكم تم تنفيذه مساء الخميس على كينيث يوجين سميث، وهو سجين صدر بحقه حكم بالإعدام لدوره فى جريمة قتل قبل أكثر من 30 عاما.
أول حالة إعدام
وسبق إعدام سميث أشهر من المعارك القانونية حول إذا كان من الدستورى استخدام عملية الخنق بالنيتروجين فى تنفيذ عقوبة الإعدام. ولم يعرف أن تم استخدام هذه الطريقة من قبل فى تنفيذ العقوبة. وأحاط مسئولو سجن ألاباما عن كثير من التفاصيل المتعلقة بكيفية تنفيذ الطريقة الجديدة بالسرية.
ويحدث نقص الأكسجين بإجبار السجين على تنفس النيتروجين، وحرمانه من تنفس الأكسجين مما يتسبب فى وفاته. ويمثل النيتروجين 78% من الهواء الذى يستنشقنه البشر ولا يكون مضرا عندما يتم استنشاقه مع الأكسجين. وفى حين أن خصائص الطريقة الجديدة تفترض نظريا أنه سيكون بل ألم، فإن معارضيها يشبونها بالتجربة على البشر.
وأدين سميث بقتل إليزابيث سينيت فى عام 1988 فى مقاطعة كولبرت، بعد أن تم العثور عليها وقد تعرضت للضرب والطعن فى منزلها فيما بدا أشبه بالسطو. لكن المحققين وجدوا أن زوجها استأجر قاتلين مأجوريت لقتلها حتى يستفيد من أموال التأمين على حياتها لتغطية ديونه. وحصل سميث ورجل آخر يدعى جون فورست باركر على ألف دولار لكل منهما عن طريق وسيط أخر لتنفيذ القتل. وقتل تشارلز سينيت، زوج الضحية، نفسه، عندما أخبرته الشرطة بدوره فى المخطط. بينما حكم على الوسيط بالسجن مدى الحياة. وتم إعدام باركر، الشريك فى القتل، فى 2010.
وتم إعلان وفاة سميث البالغ من العمر 58 عاما فى الثامنة والنصف مساء بالتوقيت المحلى. ووصل العديد من شعود الإعلام إلى غرفة الإعدام، وشاهدوا سميث مقيدا على نقالة ومزودا بقناع يغطى وجهه بالكامل.
وقال سميث قد قال فى تصريح ختامى قبل تنفيذ إعدامه: الليلة، جعلت ألاباما الإنسانية تخطو خطوة للوراء، إننى أغادر بالحب والسلام والنور، وأشكركم على دعمكم لى، وأحبكم جميعا.
وبدا سميث واعيا لمدة دقيقتين على الأقل بينما تدفق الغاز عبر قناعه، وفقا لشهود وسائل الإعلام. وكان يرتجف ويتلوى لمدة دقيقتين أخرتين على الأقل على النقالة، تبع ذلك دقيقتين من التنفس العميق، ثم فترة من التوقف لم يتمكن خلالها شهود الإعلام من تحديد ما إذا كان يتنفس. وأغلق ستار الغرفة التى تم تنفيذ الحكم فيها قبل 10 دقائق من إعلان وفاته.
وبعد تنفيذ الإعدام، قال مفوض السجون فى ألاباما جون جيو كام أن ارتجاف سميث وتلويه كان "قسرى"، وقال أن تأجيل الإعدام لمدة 45 دقيقية كان بسبب عطل فى جهاز القلب كان يعيق القراءة الجيدة.
وكانت المحكمة العليا الأمريكية قد رفضت طلبا لوقف إعدام كينيث سميث بالطريقة التى انتقدها بعض الخبراء، ووصفوها بأنها محاطة بالسرية وسط مخاوف من أنها قد تسبب الألم المفرط أو حتى التعذيب.
وجاء تنفيذ الحكم بالطريقة الجديدة بعد إلغاء محاولة إعدام سميث السابقة فى عام 2022، عندما واجه المسؤولون صعوبة فى تأمين الوصول المطلوب إلى الوريد، وقاموا بوخز سميث بالإبر لساعات، وقد تم إلغاء إعدام سجين آخر على الأقل لأسباب مماثلة، ونتيجة لذلك، أوقفت ولاية ألاباما عمليات الإعدام فى الولاية مؤقتًا.
وتقول واشنطن بوست أن الولايات المتى لا تزال تنفذ عقوبة الإعدام تعانى للحصول على عقاقير الحقن القاتل، مع تبنى المشرعين ومسئولى السجن طرق بدية كخيارات دهم. وقد وافقت كل من ألاباما وميسيسيبى وأوكلاهوما على استخدام النيتروجين فى تنفيذ الإعدام، بينما أعادت ولايات أخرى فرق القتل التى كانوا قد توقفوا عن استخدامها منذ فترة طويلة.
وعلى الرغم من الطبيعة التاريخية لإعدام سميث، لم يحضر إجراءات التنفيذ سوء خمسة شهود مستقلين من وسائل الإعلام، بينهم وكالة أسوشيتدبرس. وحضرت عائلة سميث وعائلة الضحية إليزابيث سينيت.
وعلى مدار أشهر، جادل المتخصصون فى مجال الطب والمدافعون عن حقوق الإنسان بأن محاولات ألاباما لتنفيذ الإعدام بطريقة لم تختبر من قبل على سميث يرقى إلى مستوى التجارب البشرية، وهى المزاعم التى نقلها محاموه إلى المحكمة العليا الأمريكية.
لكن المحكمة رفضت طلب التدخل. وأشار القضاة الثلاثة الليبراليين فى هيئة المحكمة إلى معارضتهم للقرار، الذى لم يوضح المنطق وراء رأى الأغلبية. ووصفت القاضية الليبرالية سونيا يوتومايور الطريقة بأنها لم تختبر وقالت أن العالم يراقب. وأضافت أن ألاباما بعد أن فشلت فى محاولتها الأولى لإعدام سميث، اختارته كحقل تجارب لاختبار طريقة من الإعدام لم يتم تجربتها من قبل.
وكانت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة رافينا شامداسانى قد أعربت الأسبوع الماضى عن شعور المفوضية بالقلق إزاء إعدام سميث من خلال استخدام طريقة جديدة وغير مجربة وهو ما يمكن أن يصل إلى مستوى التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللإنسانية أو المهينة بموجب القانون الدولى لحقوق الإنسان.
وقالت شامداسانى، إن المفوضية دعت سلطات ولاية ألاباما إلى وقف إعدام سميث، والامتناع عن اتخاذ خطوات تجاه أى عمليات إعدام أخرى بهذه الطريقة. لفتت إلى أنه لم يتم استخدام غاز النيتروجين مطلقا فى الولايات المتحدة لإعدام البشر، موضحة أن الجمعية الطبية البيطرية الأمريكية توصى بإعطاء الحيوانات الكبيرة مهدئا عند القتل الرحيم بهذه الطريقة، فى حين أن بروتوكول ألاباما للإعدام بالاختناق بالنيتروجين لا ينص على تخدير البشر قبل الإعدام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة