اكتشف علماء الفلك باستخدام تلسكوب هابل الفضائي، أن الغلاف الجوي لكوكب صغير نسبيًا خارج المجموعة الشمسية غني ببخار الماء، ولكن سطح الكوكب ساخن بدرجة كافية لإذابة الرصاص، ما يعني أنه عالم مشبع بالبخار لكنه غير مضياف للحياة كما نعرفها.
ووفقًا لما ذكره موقع "space"، فإن وجود الماء على كوكب بهذا الحجم الصغير هو اكتشاف تاريخي، فهو يقترب أكثر من أي وقت مضى من توصيف عوالم تشبه الأرض حقًا.
ويقول الفريق الذي يقف وراء هذا الاكتشاف إن الكوكب خارج المجموعة الشمسية، أو الكوكب الخارجي، المسمى GJ 9872d يُظهر درجات حرارة تشبه كوكب الزهرة تبلغ 752 درجة فهرنهايت (400 درجة مئوية)، لكن هذا لا يجعل هذا الاكتشاف أقل إثارة.
على الرغم من أن العلماء اكتشفوا بخار الماء في الغلاف الجوي للعديد من الكواكب خارج المجموعة الشمسية من قبل، فإن ملاحظات تلسكوب هابل لهذا العالم الحار والبخاري، المسمى GJ 9827d، تمثل أصغر كوكب خارج المجموعة الشمسية تم العثور حوله على هذا العنصر الحيوي للحياة حتى الآن.
قالت لورا كريدبيرج، عضو الفريق ومديرة قسم فيزياء الغلاف الجوي للكواكب الخارجية بمعهد ماكس بلانك لعلم الفلك، "إن اكتشاف الماء على كوكب GJ 9827d أمر مثير لأنه أصغر كوكب حتى الآن حيث اكتشفنا غلافًا جويًا"، مضيفا "أنها تقترب أكثر من أي وقت مضى من توصيف عوالم تشبه الأرض حقًا."
يبلغ عرض GJ 9827d حوالي ضعف عرض الأرض ويدور حول نجم يسمى GJ 987، والذي يقع على بعد حوالي 97 سنة ضوئية منا باتجاه كوكبة الحوت.
وهذا الكوكب هو مجرد واحد من ثلاثة عوالم شبيهة بالأرض تدور حول هذا النجم، الذي يبدو أن عمره حوالي 6 مليارات سنة.
يقول بيورن بينيكي، عضو الفريق والعالم في معهد تروتييه لأبحاث الكواكب الخارجية في الجامعة: "ستكون هذه هي المرة الأولى التي يمكننا فيها أن نظهر بشكل مباشر من خلال الكشف الجوي، أن هذه الكواكب ذات الأجواء الغنية بالمياه يمكن أن توجد بالفعل حول نجوم أخرى".
لاحظ هابل GJ 9827d لمدة ثلاث سنوات وشاهد العالم يعبر وجه نجمه 11 مرة، ولأن العناصر والمركبات الكيميائية تمتص الضوء بأطوال موجية مميزة، فعندما يمر الضوء من النجم الأم عبر الغلاف الجوي للكوكب، فإنه يحمل بصمات العناصر التي يتكون منها الكوكب نفسه.