جلسة ربما تكون الأخيرة تشهدها محكمة العدل الدولية الجمعة، في دعوي جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، والتي من المرجح أن تشهد حكماً بإدانة ممارسات الاحتلال الوحشية في قطاع غزة، لتشكل انتصاراً ولو معنوياً ضد حكومة بنيامين نتنياهو التي قتلت حتي كتابة هذه السطور ما يقرب من 26 ألف شهيد غالبيتهم من المدنيين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
وستصدر قرارات محكمة العدل الدولية قراراتها الملزمة قانونا بالأغلبية البسيطة، لكن المحكمة لا تملك آلية لتنفيذها، فبحسب خبراء ، فإن قرار المحكمة المحتمل بإصدار أمر بوقف العمليات الحربية سيكون ملزما ـ نظريا ـ لإسرائيل كطرف في اتفاقية منع الإبادة الجماعية ، إلا أن آليات التنفيذ ستظل في يد ما يتخذه مجلس الأمن من إجراءات.
وبجانب الزخم والاهتمام العالمي بجلسة الحكم المرتقبة من أعلي محكمة تابعة للأمم المتحدة ، ستشهد جلسة الجمعة تفصيلات جديدة حيث سينضم إلى عضوية أعضاء المحكمة الـ15 اسمان جديدان وهما الجنوب أفريقي ديكجانج موسينيكي، والإسرائيلى أهارون باراك فمن هما؟
ديكجانج موسينيكي.. رفيق السجن في رحلة كفاح مانديلا
ديكجانج موسينيكي (76 عاما) هو أحد كبار القضاة المتقاعدين في جنوب أفريقيا الذين ناضلوا ضد سياسة الفصل العنصري ولعبوا دورا رئيسا في تحول البلاد إلى الديمقراطية. وسجن عندما كان عمره 15 عاما بسبب احتجاجه على الفصل العنصري، وأمضى 10 سنوات في سجن جزيرة روبن سيئ السمعة في جنوب أفريقيا، حيث أصبح صديقا لنيلسون مانديلا.
ودرس موسينيكي للحصول على شهادته الجامعية خلف القضبان وعمل محاميا بعد إطلاق سراحه. وطلب منه مانديلا في وقت لاحق المساعدة في صياغة الدستور المؤقت لجنوب أفريقيا والإشراف على أول انتخابات ديمقراطية. وتم تعيينه في المحكمة الدستورية في جنوب أفريقيا عام 2002.
وفي عام 2005 تم تعيينه نائبا لرئيس المحكمة العليا، وهو المنصب الذي شغله حتى تقاعده عام 2016.
وفي مقابلة مع جامعة أكسفورد عام 2021 حول سيرته الذاتية، أشار إلى أنه كان لديه إحساس عميق بالصواب والخطأ عندما كان طفلا.
وقال بحسب رويترز، "كان الفصل العنصري بالفعل مُعلما كبيرا، مثل معظم الدول.. لقد علم الناس عدم المساواة".
ويقول فرانس فيلجوين، أستاذ القانون الدولي لحقوق الإنسان في جامعة بريتوريا، إن موسينيكي يتمتع بسمعة طيبة باعتباره "قاضيا منصفا صاحب رؤية واسعة يتتبع وقائع القضايا".
أهارون باراك
في المقابل ، يواجه أهارون باراك (87 عاما) مهمة شاقة لتبرير جرائم إسرائيل ، محملاً بميراث ما عاناه في طفولته من ويلات الحرب العالمية الثانية، فـ باراك هو أحد الناجين من المحرقة النازية الهولوكوست ، وولد في ليتوانيا عام 1936 وتقلد منصب رئيس المحكمة العليا في إسرائيل.
وكان أهارون باراك أحد الأطفال القلائل الذين نجوا من الحي اليهودي في مدينة كوفنو بوسط ليتوانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وقد وصف بقاءه بالمعجزة، وقال "منذ تلك الحادثة، لم أخف الموت قط".
وتم تهريب باراك إلى خارج الحي اليهودي عن طريق والدته التي أخفته في كيس للملابس الرسمية التي كان يتم تصنيعها هناك وهاجر إلى فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني في عام 1947، أي قبل عام من إعلان قيام دولة إسرائيل.
وشغل باراك بين عامي 1975 و1978 منصب المدعي العام الإسرائيلي وفي عام 1978 تم تعيينه في المحكمة العليا وشغل منصب رئيس المحكمة من عام 1995 حتى تقاعده في عام 2006.
ويُعرف باراك بأنه داعم كبير للمحكمة العليا، وكان من أشد منتقدي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أدت مساعيه لتعديل النظام القضائي العام الماضي إلى حالة من الاستقطاب العام.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية اليومية في نوفمبر الماضي، عبر باراك عن دعمه للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وقال "أتفق تماما مع ما تفعله الحكومة".
وردا على سؤال حول الاتهامات بأن إسرائيل تشن حرب إبادة جماعية في غزة، قال باراك إن هذا المصطلح يجب أن يستخدم لوصف هجمات السابع من أكتوبر التي شنتها حركة حماس "المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى"، على إسرائيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة