ثمرة الكمأة "الترفاس" تعد بمثابة كنز من حيث قيمتها الغذائية والعلاجية أو من حيث ثمنها، فإلى جانب كونها علاج لأمراض العين منذ القدم عند العرب، تزايد الطلب والبحث عن ثمارها التي تحتوى على قيمة غذائية عالية، وتناولها بعد طهيها يعالج بعض الأمراض ويعد مقوي جنسي طبيعي، وهو ما يرفع سعره بشكل كبير، إضافة إلى ندرته، وهو معروف عند العرب القدماء كعلاج ومقوي عام لجهاز المناعة، لاحتوائه على الكثير من الفيتامينات والمعادن والسعرات الحرارية التي تساعد في تعويض الطاقة، كما أن ماء الكمأة أو الترفاس يقوّي البصر ويعالج بعض أمراض العين.
وتنبت درنات الترفاس على الأمطار الرعدية المبكرة فقط، التي تسقط خلال فصل الخريف، في بعض المناطق الصحراوية غرب محافظة مطروح ومناطق شرق ليبيا، ويكتمل نموه نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، ويخرج هواة ومحترفي البحث عن الترفاس في رحلات داخل مناطق معروفة لهم بحثاً عن الفطر الثمين، من أجل تناوله كوجبة ثمينة ونادرة أو بيعه بأسعار عالية داخل مصر أو تصديره لدول الخليج بأضعاف سعره.
ويُستخلص ماء الكمأة لعلاج أمراض العين، من خلال تنظيم الثمار بشكل جيد وعصرها وتصفية الماء جيداً، قبل تعبئته في عبوات قطارة، وبيعه للعطارين، وهناك من يقدمه كهدية أو يتبرع به مجاناً لمرضى العيون.
ويطلق أهالي مطروح، وبعض مناطق ليبيا أسم "الترفاس" على فطر الكمأة ويشتهر بأسماء أخرى في الدول العربية الأخرى، مثل الفقع أو بنت الرعد، وهو فطر ينبت طبيعياَ بدون تدخل في زراعته، وتحتوي ثماره علي نسبة عالية من البروتين والدهون والنشويات والسكريات والألياف والعناصر المعدنية من بينها البوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والفسفور والصوديوم والحديد وهو ما يجعله من أكثر الثمار الحاوية لمقومات غذائية عالية.
وتنمو ثمار الكمأة الدرنية تحت سطح الأرض الرملية، في مجموعات قد تصل إلى 20 ثمرة في مكان واحد، على أعماق تتراوح بين 2 إلى 5 سم وليس لها جذور أو سيقان أو أوراق تظهر فوق الأرض، وهو ما يزيد صعوبة العثور على الثمار، التي تشبه ثمار البطاطس أو البطاطا شكلاً، ولكنها تختلف من حيث الأنسجة، فالثمار رخوة وملمسها لحمي، ولها ألوان مختلفة، فمنها الأبيض ويسمى الزُبيدي وهو الأكثر قيمة غذائية والأعلى سعراً، والأحمر ويسمى الخلاصي، والأشهب، وغير ذلك، وجميعها ذات طعم لذيذ وشهي بعد طهيها بشكل جيد، ويحذر من تناولها دون طهي حيث تسبب عسر هضم وأضرار أخرى.
ويتطلب الحصول على فطر الترفاس، البحث عنه في مناطق محددة ينبت فيها بالصحراء، والخروج في رحلات قد تستغرق أياماً، ولا يعرف أماكن تواجده إلا ذوي الخبرة، حيث أنه لاينبت في أي تربة ويكون مخبأ تحت قشرة الأرض، ولا يظهر منه شيئا، ولا يستدل عليه إلال عند نمو الثمار، من خلال تشقق الأرض فوق الثمرة، لذلك يسمى نبات النفقع، وتستخدم طرق محددة لاستخراج ثمار الفقع، من خلال الكشف عنها والحفر حولها بحرص وبطريقة معينة، بحيث لا تخدش الثمرة لكي لا تفسد، لذلك لا تستخدم في استخراجه الآلات الحادة بشكل مباشر، وهناك أدوات خاصة للحفر واستخراج الترفاس غاباً ما تكون أدوات خشبية.
ويتفاخر هواة البحث عن الترفاس من بدو مطروح، بقدرته على معرفة أماكنه والكميات والأنواع التي يحصدونها، خلال رحلاتهم الشاقة، في البحث عن الفطر الثمين، ويحتفلون بنجاحهم في الحصول عليه، بإقامة ولائم يدعون إليها أحبائهم لتناول وجبة من الترفاس.
ويباع فطر الترفاس بأسعار غالية جداً، نظرا لقيمته الغذائية والصحية العالية، ولندرته في نفس الوقت، حيث يتراوح سعر الكيلو بين 1000 و 1500 جنيه، ويزيد السعر حسب النوع وحجم الثمار، وفي حال تصديره أو بيعه لزبائن من الخليج الذين يتواجدون في مصر، ممن يعرفون فوائد وقيمة هذه الثمار، يتجاوز سعر الكيلو الـ 100 دولار حسب النوع والحجم والكمية.
وتتضاعف أسعار الترفاس، خلال المواسم التي لا تسقط أمطار رعدية مبكرة بكميات كبيرة، فتكون الكميات قليلة والطلب عليها كبير وذلك بسبب قيمته الغذائية العالية، ويستخدم في علاج بعض الأمراض وتحسين الصحة ومقوي جنسي، لكونه غني بعناصر غذائية عالية.
الترفاس الزبيدي من اجود واغلى الانواع
طريقة شوي الترفاس
فقع سطح الارض دليل على وجود فطر الترفاس
ثمار الترفاس الكبيرة هي الأعلى سعرا
الترفاس او الكماة ينبت على الامطار الرعدية بصحراء مطروح
رحلات البحث عن فطر الترفاس في صحراء مطروح
الترفاس غني بمقومات غذائية نادرة وغالي الثمن
الترفاس كنز طبيعي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة