اكتشف علماء البحار أكبر شعاب مرجانية معروفة في أعماق البحار ورسموا خرائط لها وذلك على مساحة تصل إلى 6.4 مليوم فدان، وهو نظام بيئي مخفي بحجم ولاية فيرمونت تقريبًا يمتلىء بأنواع جديدة، حيث كشف الباحثون أن هذا الاكتشاف كان نتاجًا لـ 23 عملية غوص و31 مسحًا لرسم خرائط السونار متعدد الحزم، كل ذلك عند رسم هضبة بليك العميقة في المحيط الأطلسي.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يمتد النظام البيئي المرجاني في أعماق البحار أو المياه الباردة في الهضبة لمسافة 311 ميلًا تقريبًا من ميامي بفلوريدا إلى تشارلستون بساوث كارولينا، ويصل عرضها من الشرق إلى الغرب إلى 68 ميلاً في بعض المناطق.
وقال الباحثون إنه "على عتبة الساحل الأمريكي مباشرة، من المتوقع أن تؤوي هذه الشعاب المرجانية المخفية مجموعة من الكائنات البحرية العميقة التي لم يعرفها العلم بعد".
وقال الباحث الرئيسي للدراسة الجديدة، عالم المحيطات ديريك سويرز، "كنا نعلم أنه سيكون هناك العديد من التلال المرجانية التي يجب رسم خريطة لها هنا".
ولكن في حين كان علماء الأحياء البحرية يدركون، منذ ستينيات القرن الماضي على الأقل، أن الأعماق السوداء في هضبة بليك يمكن أن تكون موطنًا للشعاب المرجانية في أعماق البحار، إلا أن سويرز وفريقه لم يحصلوا على التمويل والأجهزة اللازمة لذلك إلا مؤخرًا لمسح أعماق المحيطات بشكل صحيح.
ويتوقع هو وفريقه أنه قد يكون هناك عدد أكبر من الشعاب المرجانية في أعماق البحار مختبئة على طول مسارات التيارات المحيطية المماثلة في أماكن أخرى حول العالم.
ويبلغ الامتداد الكامل لهذه الشبكة المرجانية حوالي 6.4 مليون فدان، أي أكبر بمئات الآلاف من الأفدنة من ولاية فيرمونت، التي تبلغ حوالي 6.1 مليون فدان، وفقًا لخدمة الغابات الأمريكية.
وقالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) عن البحث الجديد الذي نُشر هذا الشهر في مجلة Geomatics: "توثق الدراسة النطاق الهائل للمقاطعة المرجانية".
وأضافت الإدارة في بيان لها: "إن النتائج تسلط الضوء أيضًا على كيف تظهر المناطق المختلفة من هضبة بليك اختلافات كبيرة في الكثافة والارتفاع ونمط تكوين التلال المرجانية".
في حين أن التلال المرجانية العميقة تغطي مساحة تقارب مساحة فلوريدا وبالقرب من ولاية صن شاين، إلا أن ظروفها المحلية تكاد تكون باردة كالثلج.
على الرغم من أنه من المعروف أن الشعاب المرجانية في أعماق البحار هي مضيفات حيوية للنظم البيئية المعقدة، حيث توفر المأوى والغذاء و"موائل الحضانة" للقشريات والأسماك وغيرها من الحياة البحرية، فإن هذه اللافقاريات التي تعيش في الظلام لا تزال غامضة في الغالب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة