"جو" يطرق أبواب القاهرة.. اتصال السيسى ـ بايدن يعكس قناعة بالرؤية المصرية فى غزة.. "مخاوف انتخابية" تعزز رغبة خفض التصعيد.. 1.6 مليار دولار فاتورة الانتشار فى المنطقة تفاقم ضغوط أمريكا.. ورهان على جولة بيرنز

السبت، 27 يناير 2024 01:09 ص
"جو" يطرق أبواب القاهرة.. اتصال السيسى ـ بايدن يعكس قناعة بالرؤية المصرية فى غزة.. "مخاوف انتخابية" تعزز رغبة خفض التصعيد.. 1.6 مليار دولار فاتورة الانتشار فى المنطقة تفاقم ضغوط أمريكا.. ورهان على جولة بيرنز
كتب : محمود جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اتصال جديد تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من نظيره الأمريكي جو بايدن مساء الجمعة، تطرق إلى العديد من المحاور المفصلية في الحرب الممتدة التي تشنها قوات الاحتلال منذ أكثر من 4 أشهر على قطاع غزة ، مخلفة ما يقرب من 26 ألف شهيد غالبيتهم من المدنيين.

وتطرق اتصال الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي إلى الحرب في قطاع غزة، حيث ناقش الرئيسان تطورات الجهود الجارية للتوصل لوقف إطلاق نار إنساني، بهدف حماية المدنيين، وتبادل المحتجزين والرهائن والأسرى، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وبما يدفع في اتجاه خفض التوتر وإنهاء الأوضاع الراهنة.

وخلال الاتصال ، تعهد الرئيس السيسي بمواصلة مصر جهودها لتقديم الدعم لأهالي القطاع لتخفيف وطأة المأساة الإنسانية الجارية عليهم ، فيما أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالدور المحوري الذي تقوم به مصر في هذا الملف مؤكداً تقدير واشنطن لهذا الدور المهم في استقرار المنطقة. كما جدد الرئيسان تأكيدهما رفض أي محاولة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

 

القاهرة واشنطن .. شراكة استراتيجية محط آمال الجميع لوقف إطلاق النار

ويعكس الاتصال أهمية العلاقات المصرية ـ الأمريكية في دعم استقرار الشرق الأوسط ، كما يعكس ثقل القاهرة في هذا الملف لتمتعها باتصالات قوية بكافة مكونات الداخل الفلسطيني بجانب جميع الدول الفاعلة وليس فقط الولايات المتحدة، فضلاً عن قيمة دور الدولة المصرية المحوري علي مدار الأشهر القليلة الماضية لوقف العدوان ، وتمرير المزيد من المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، وقبل ذلك كله، التصدي وبشكل حاسم لمحاولات فرض سيناريو التهجير القسري علي أهالي غزة.

ويأتي الاتصال الأخير في وقت يستعد فيه مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA" وليام بيرنز لجولة في الشرق الأوسط تشمل مباحثات مع مسئولين مصريين وقطريين وإسرائيليين بهدف حلحلة الجمود في ملف تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار، وهي المفاوضات التي ستحظي بمزيد من الزخم ، خاصة بعد قرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة، والتي ستشكل المزيد من الضغوط علي الحكومة الإسرائيلية، التي واجهت ـ ولا تزال ـ سلسلة من الاحتجاجات من قبل أسر المحتجزين الإسرائيليين لدي حماس ، والتي شهدت رفع لافتات تطالب نتنياهو بطلب وساطة القاهرة.

ومنذ اندلاع الحرب ، جمعت القاهرة وواشنطن مباحثات عبر مستويات عدة بهدف خفض التصعيد، فقبل أسابيع ، وخلال يناير الجاري أجرى وفد من الكونجرس الأمريكي ضم ممثلين عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري زيارة هامة إلى مصر تطرقت بشكل مكثف لتطورات الأزمة في غزة.

وفى مباحثات مع وزير الخارجية سامح شكري، أعرب الوفد الأمريكي عن تطلعه لتعزيز كافة جوانب العلاقات بين البلدين، وشدد علي أهمية تكثيف التشاور والتنسيق للتعامل مع التحديات الدولية والإقليمية الراهنة وفى مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة، الأمر الذي قابله الوزير شكري بالتأكيد على أهمية مراعاة عنصر الوقت في التعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، وأولوية وحتمية التوصل لوقف فوري وشامل لإطلاق النار على نحو يُسهم بشكل فعال في التعامل مع الكارثة الإنسانية وإدخال المساعدات، ويفتح المجال السياسي لدعم جهود التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية بناء على حل الدولتين.

وتقدم الوفد الأمريكي حينها بالشكر للحكومة المصرية علي ما تبذله فى مجال إنفاذ المساعدات الإنسانية الي قطاع غزة، وما قدمته الجهات المصرية المختلفة من مساعدات طبية وإغاثية بسخاء كبير خلال الفترة الماضية، كما أعربا عن تقدير الولايات المتحدة للدور الهام الذى اضطلعت به مصر لتسهيل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين فى غزة.

التقارب المصري ـ الأمريكي في هذا الملف ، كان واضحاً في تقرير نشرته مجلة بولتيكو فى 6 ديسمبر الماضي ، والذي أكد وجود قناعة أمريكية بـ مقترح مصر لحل الأزمة فى غزة، وشدد نقلا عن مصادر أمريكية علي أن البيت الأبيض يرى فى الرؤية المصرية والتى طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسى لإدارة غزة وإنهاء الصراع حلًا مثاليًا قابلًا للتنفيذ.

وبخلاف التنسيق المصري ـ الأمريكي المستمر ، استطاعت الدبلوماسية المصرية على مدار الأشهر الأربع الماضية خلق رأي عام غربي داعم لثوابت القضية الفلسطينية، وبمقدمتها حل الدولتين ،  والتأكيد علي أن حل الصراع الدائر وتحقيق الأمن والاستقرار لن يتحقق إلا بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو، وهو المسار الذي قطع بدوره الطريق أمام محاولات الاحتلال فرض التهجير القسري على الفلسطينيين ، وكذلك قوض محاولات تقليص مساحة القطاع.

بايدن وغزة.. محاولات عاجلة لوقف "نزيف الشعبية"

وعكس اتصال بايدن مع الرئيس السيسي رغبه أمريكية متزايدة في انهاء الحرب بسبب حالة الاستياء السائدة داخل البيت الأبيض من ممارسات الاحتلال، حيث تزايدت في الأسابيع القليلة الماضية تحذيرات الدوائر المقربة من الرئيس الأمريكي من تداعيات دعم إسرائيل علي شعبيته قبل الانتخابات الرئاسية المقررة نوفمبر المقبل، ففي تقرير لها الجمعة ، كشفت شبكة "اكسيوس" نقلا عن أحد مستشاري بايدن قوله أن هناك "قلق من خسارة الناخبين الشباب" الذين يعارض الكثير منهم سياسة الرئيس بشأن حرب غزة.

ويعزز هذا الطرح ما نشرته تقارير أمريكية وغربية عديدة عن تصاعد حدة الخلاف بين بايدن ونتنياهو في الآونة الأخيرة، ومن بينها ما ذكرته اكسيوس  حول "شعور بايدن بالإحباط المتزايد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفضه لمعظم طلبات واشنطن المتعلقة بالحرب في غزة"، وتأكيدات مسئولين أمريكيين علي أن "الدعم الأمريكي الضخم لإسرائيل مستمر إلى حد كبير في العلن، لكن خلف الكواليس هناك دلائل متزايدة على أن بايدن بدأ يفقد صبره"، بحسب التقرير.

ولا تقتصر الدوافع الأمريكية لوقف الحرب علي وقف نزيف الشعبية الذي يعانيه بايدن فحسب ، حيث يشكل اتساع دائرة الصراع علي جبهات عدة ـ والذي حذرت منه القاهرة مراراً وتكراراً ـ ضغطاً متزايداً علي الإدارة الأمريكية ففي تقرير لها، رصدت مجلة بولتيكو الأمريكية قيمة تقديرية لتكلفة التعزيزات الأمريكية الإضافية في الشرق الأوسط والتي اضطرت للإقدام عليها منذ بدء العدوان الإسرائيلي علي غزة في 7 أكتوبر ، مشيرة إلى أنها تقدر بـ1.6 مليار دولار، وقد تصل لأكثر من 2.2 مليار دولار

 

وقدرت المجلة الأمريكية نقلاً عن مصادر لم تنشر أسمائهم تكلفة دعم العمليات غير المخطط لها بالشرق الأوسط والمرتبطة بفترة الـ 120 يومًا بين أكتوبر ويناير 1.6 مليار دولار، بواقع 29.2 مليون دولار تكاليف الأفراد العسكريين ، 708.6 ملايين دولار صيانة دورية للمعدات العسكرية ، 528.4 مليون دولار لحساب المشتريات ، 51.9 مليون دولار استطلاع وتقييم ، 248.5 مليون دولار للنقل.

 

ولا يمكن فصل فاتورة دعم إسرائيل "الباهظة" علي إدارة بايدن ، وما يمثله هذا الدعم من أهمية استراتيجية للبيت الأبيض، عن تأثر الرعاية الأمريكية لحليف آخر ، ربما يكون أكثر أهمية سياسيا وهو الحليف الأوكراني الذي يخوض حرب نفوذ ضد روسيا، بالإنابة عن الولايات المتحدة الأمريكية، والذي بات يعاني بشكل ملحوظ من تراجع التمويلات الغربية لكييف.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة