نظم الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ 55، ندوة أدبية حول الكاتب الكبير يحيى حقي، وذلك ضمن محور مشروعات السر العربي بالبرنامج الثقافي في المعرض، بمشاركة الدكتور يسري عبدالله، أستاذ الأدب والنقد بجامعة حلوان، والدكتور خيري دومة أستاذ الأدبي والنقدي الأدبي بكلية الآداب جامعة القاهرة، والكاتب منتصر القفاش، وقدمتها سارة حازم.
وبدأ الدكتور يسري عبد الله حديثه عن يحيى حقي مؤكدا أنه من أيقونات الثقافة المصرية وليس مجرد كاتب عابر في تاريخنا الثقافي بل إن استعادة يحيى حقي هو استعادة لتاريخنا الثقافي، كما يمثل واحدًا من الكتاب الذين لا يمكن النظر إلى إبداعه كتلة واحدة، فهو متنوع، حيث كتب المقال والقصة والرواية وكذلك كتب النقد الأدبي، وتميزت بعض كتبه بملامح سيرته الذاتية كما في كتابه "كناسة الدكان وخليها على الله".
وأوضح يسرى عبدالله: هناك تنوع فى أنماط الكتابة التي كتبها يحيى حقي، ولا يمكن النظر إلى كتابته بوصفها شيئا واحدا، مستشهدا بأن رواية البوسطجي ورواية قنديل أم هاشم ورواية صح النوم كل منها يدور في عالم مختلف عن الآخر، ويحيى حقي في البوسطجي يذهب لعوالم الصعيد في مكان قصيّ ومهمَش، بينما في قنديل أم هاشم نجد المكان ليس في الصعيد وإنما في أحد الأحياء الشعبية العريقة وهو حي السيدة زينب، وفي صح النوم أخذت الرواية نمطا مختلفا عن رواية البوسطجي ورواية قنديل أم هاشم، فهي رواية تحمل دلالات سياسية أكثر من قنديل أم هاشم والبوسطجي، وتدور الأحداث في قرية يصبح وصول البطل وهو شخصية الأستاذ نقطة تحول درامي لهذه القرية، والنقاد ربطوا بين الرواية وثورة 1952.
من جانبه قال الدكتور خيري دومة: كنا نحتفل فى عام 2005 بمرور 100عام على ميلاد يحيى حقي وكان الكاتب الكبير خيري شلبي هو من اختار عنوان الندوة "وجوه يحيي حقي"، موضحا أن هذا العنوان للندوة كان اختيار موفقا جدا لأن يحيى حقي مجموعة وجوه كثيرة متداخلة تلمسها فى أعماله.
وأوضح "دومة": يحيى حقى ظل يبحث عن الهوية المصرية ومعتد بها جدا لدرجة كبير، وهذا حاضر جدًا في أعماله وفى لغة الأعمال التى كتبها، حيث نجد كتاباته تظهر فيها روح العامية المصرية.
وأوضح "دومة" أن جوهر أعمال يحيى حقى مأساوى دائما لكنه يصيغها في أسلوب فكاهي يعده جزءا من الهوية المصرية، كما أن أعمال يحيى حقي في ظاهرها بسيط، لكنه عالم بالغ التركيب جدا وهذا يظهر بشكل كبير في كتاب أنشود للبساطة.
من جانبه قال الكاتب منتصر القفاش: قصص وروايات يحيى علامة مهمة جدا في الأدب العربي، كما أن كتاباته النقدية لا تقل ثراء عن كتاباته الروائية والقصصية.
وتابع أن يحيى حقي كان متنوعا في كتاباته النقدية وشديد الاهتمام بالفنون الأخرى، ولم ينطلق من من نظيرات جاهزة بل ينطلق من خلال خبره شخصية ذاتية، وهذا سبب بقاء هذه الكتابة حية حتى الآن.