أكثر من 95% من المجهود انتهى لإظهار السحر والجمال بالنقوش والألوان الفرعونية لأول مرة منذ عشرات السنين بالألوان والنقوش فى قلب صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك، ويتبقى القليل خلال الفترة المقبلة فى المشروع القومى الأثرى الذى يتم بأيدى مصرية خالصة لترميم 134 عمودا فى صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك فى وسط مدينة الأقصر، حيث يجرى مواصلة مراحل العمل لإنهاء ترميمات الـ134 عمودا بالكامل وتجميلها أمام السائحين من حول العالم خلال زيارتهم للمعبد.
وتعتبر صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك أو بهو الأعمدة العظيم أكبر بهو فى العالم وفى تاريخ البشرية بأكملها، وذلك نظراً لمساحته الكبيرة فى قلب معابد الكرنك أكبر دور عبادة فى التاريخ، حيث إنه بعد الملك أمنحتب الثالث وإقامته الممرين الرئيسيين وبهما 12 عمودا، أكمل الملك سيتى الأول باقى الأعمدة والبالغ عددها 122 عمودا فى 14 صفا وفى كل جانب 7 صفوف، وذلك بإجمالى 134 عمودا فى صالة الأعمدة، وجاءت أعمدة الملك سيتى الأول أقل طولاً من أعمدة الملك أمنحتب الثالث، حيث إن العمود جاء بطول 15 مترا فى عهد سيتى الأول، وجميعها تتخذ شكر براعم البردى وفى البهو سقف على مستويين، وتم عمل شبابيك من الحجر تسمح بتسرب الضوء لتنير البهو بالكامل، وعقب ذلك جاء الملك رمسيس الثانى وقام بنقش اسمه على كافة الأعمدة داخل البهو، وذلك بحسب المؤرخين والآثاريين على مر العصور.
ومن جانبها، أوشكت وزارة السياحة والآثار ممثلة فى المجلس الأعلى للآثار، على الانتهاء من مشروع ترميم صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك بمدينة الأقصر، ما يأتى فى إطار حرص الوزارة على القيام بأعمال التنظيف والترميم والصيانة والحفاظ على تراث مصر الحضارى الذى هو إرث للبشرية كلها، حيث كشف الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن مشروع ترميم صالة الأعمدة الكبرى يعد أحد أهم المشروعات القومية التى توليها وزارة السياحة والآثار اهتماما كبيرا، لافتاً إلى أن هذا المشروع يتم بأيادى مصرية خالصة من فريق عمل يضم مجموعة من شباب المرممين والأثريين من المجلس الأعلى للآثار، بالتعاون مع عدد من خريجى أقسام الترميم بجامعتى الأقصر وجنوب الوادى ومعهد الترميم بالأقصر.
وأكد الدكتور مصطفى وزيرى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه لم يتبقى أمام المرممين إلا القليل خلال الفترة المقبلة، حيث إنه تم الانتهاء من أكثر من 95% من أعمال المشروع الذى يعد إنجازاً كبيراً، خاصة بعد إظهار الألوان الأصلية لنقوش صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك والتى لم يراها زائريها من زمن بعيد بسبب تراكم الاتساخات والتكلسات على النقوش مما أدى إلى طمسها، موضحا أن إنتهاء المشروع سوف يساهم فى النهوض بمنتج السياحة الثقافية خاصة فى ظل المنتج المتكامل الذى يجمع بين منتجى السياحة الثقافية والشاطئية، وهو ما تحرص عليه الوزارة حاليا من تقديم مقصد سياحى مصرى متكامل يجمع بين مختلف الأنماط السياحية.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال الترميم فى صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك تشمل 134 عمودًا، ارتفاع كل منها نحو20 متراً، بالإضافة إلى ترميم الزخارف والكتابات الهيروغليفية بها، وإظهارها بشكل واضح، مؤكداً على أن أعمال الترميم تتم وفقاً لدراسات علمية دقيقة قام بها فريق العمل، للوقوف على أنسب طرق الترميم التى تتناسب مع الحالة الراهنة للأثر، تتسق مع الأسس العلمية التى أقرتها المواثيق الدولية، مؤكداً على أن مشروع ترميم صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك بدأ فى يوليو 2021، حيث تم الإنتهاء من المرحلة الأولى منه والتى شملت ترميم وإظهار النقوش الأصلية لعدد 28 عمود من أصل 134 عمود بالصالة.
ولدعم أكبر للأعمدة وحماية الألوان والنقوش بعد ترميمها، كشف الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك، عن العمل فى مشروع مميز جنباً إلى جنب مع ترميمات الأعمدة، وهو تغطية صالة الأعمدة الكبرى بالخشب لحمايتها بعد الترميمات به، باستخدام نوع من الخشب هو نوع خاص جدًا من أنواع الخشب يتحمل الوزن وأشعة الشمس والأمطار ومقاوم لكل ذلك حتى الحشرات، ولذلك حرصت وزارة السياحة والآثار على أن يكون السقف من أجود أنواع الأخشاب حتى يتحمل كل ذلك.
وأضاف الطيب غريب فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن العمل على مشروع تغطية الصالة يأتى ضمن سلسلة أعمال تغطية بعض المواقع الأثرية بالأخشاب المصممة خصيصاً لحماية المعالم الأثرية وعدم الإضرار بها، ومثال لذلك حجرة الولادة المقدسة فى معبد الأقصر لحفظ الألوان ومناظر الولادة المقدسة الرائعة فى هذه الحجرة التى لا يمكن استعادتها بأى حال من الأحوال فى حالة فقد جزء منها، والمثال الآخر هى حجرة الملكة حتشبسوت والموجودة فى شمال مقصورة الزورق المقدس (قدس الأقداس) بالكرنك ولنفس الغرض، حيث تحتوى هذه الحجرة على ألوان غاية فى الروعة والجمال فكان لزامًا علينا حفظها وصيانتها من عوامل الجو المختلفة من حرارة ورطوبة وأشعة الشمس والأمطار.. ألخ، ولو تركت كما هى لما استمرت هذه الألوان حتى الآن تبهر زوار المعبد بسبب بهائها ورونقها.
جدير بالذكر، أنه قد خُصصت معابد الكرنك لعبادة المعبود آمون معبود طيبة، وتقع بالبر الشرقى بالأقصر، وقد كان محور المعبد، مثله مثل معظم المعابد المصرية القديمة (شرق - غرب)، لكنه تفرد بوجود محور (شمال - جنوب) مواجهاً لمعبد آخر وهو معبد الأقصر، وتم ربط المعبدين بطريق مصطف بتماثيل على هيئة أبو الهول والمعروف مجازاً باسم طريق الكباش، ويشتمل الكرنك على مجموعة معابد وعناصر معمارية وصروح، قام بتشييدها ملوك مصر القديمة بداية من عصر الدولة الوسطى حتى العصر البطلمى، ويحيط به سور ضخم من الطوب اللبن، ولقد كان الكرنك فى حقيقة الأمر عبارة عن مجموعة من المعابد، حيث يتضمن داخل جدرانه معبداً كاملاً للمعبود خونسو فى الركن الجنوبى الغربى، بجانب معبد المعبودة إيبت، الذى بُنى خلال العصرين اليونانى والرومانى، ومعبد المعبودة موت الذى يحيط به من نواحى الشرق والجنوب والغرب البحيرة المقدسة التى كان الكهنة يتطهرون منها قبل القيام بطقوس المعبد موجودة حتى اليوم.
إظهار ألوان ونقوش الفراعنة أمام سياح العالم من جديد
الألوان والنقوش تظهر لأول مرة فى أعمدة الكرنك
المشروع حقق نجاح باهر وأظهر ألوان ونقوش الفراعنة أمام سياح العالم
ألوان القدماء والنقوش المميزة على الأعمدة
ألوان ونقوش بديعة تظهر للجمهور
جانب من النقوش والألوان البديعة بالصالة
خراطيش مميزة على جدران أعمدة الصالة
ظهور النقوش على صالة الأعمدة بالكرنك
ظهور ألوان الفراعنة فى أعمدة صالة الكرنك
مشروع بأيادى مصرية خالصة فى صالة الأعمدة الكبرى بقلب معابد الكرنك
نجاح باهر وإظهار ألوان ونقوش الفراعنة أمام سياح العالم من جديد
نجاح كبير بأيادى مصرية خالصة فى صالة الأعمدة الكبرى
نقوش وألوان الفراعنة تظهر للسياح بصالة الأعمدة
