أهالى العوامية بالأقصر يحتفلون بالمولد السنوى للشيخ أبو الغطاس.. عروض مميزة للخيول بالمرماح والرقص ليلاً.. وحلقات تحطيب لنجوم الصعيد ومبارزة بالعصى وملاهى وألعاب مبهجة لإسعاد الأطفال.. صور

الأحد، 28 يناير 2024 12:00 ص

المولد السنوى للشيخ أحمد أبو الغطاس

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من البهجة والفرحة ارتسمت على وجوه الجميع فى منطقة العوامية بوسط مدينة الأقصر على مدار اليومين الماضيين احتفالاً بالمولد السنوى للشيخ أحمد أبو الغطاس، وهو أحد أولياء الله الصالحين الذين عاشوا في البلدة منذ عشرات السنين، وكانت له كرامات لا يزال يذكرها الجميع فى منطقة العوامية، وسط أجواء من البهجة والفرحة بين الجميع بقدوم المولد فى موعده فى منتصف شهر رجب من كل عام.

ورصد "اليوم السابع" على مدار الـ48 ساعة الماضية مظاهر احتفال أهالي قرية العوامية على كورنيش النيل شمال مدينة الأقصر، والتى تنوعت فى اليوم الأول ما بين مرماح للخيول ورقصات ليلية للخيول على الكورنيش، بجانب تنظيم حلقات التحطيب فى اليومين لنجوم وملوك لعبة التحطيب من فرق محافظات الصعيد، وكذلك انتشار الملاهى والألعاب المبهجة التى نشرت الفرحة والسعادة بين الأطفال خلال ليالي المولد السنوي.

وفى هذا الصدد، يقول أبو الحسن عبد الستار ابن قرية العوامية، إنه بدأت فعاليات المولد هذا العام فى ليلتين وتقلصت أيام الاحتفال كثيراً بعدما كانت تتم على مدار 15 يوماً من الاحتفالات، حيث بدأت بتنظيم فعاليات المرماح للخيول وسباقات الخيل في منطقة شاسعة وجاهزة لمثل تلك الفعاليات، كما تم ليلاً تنظيم فعاليات وعروض رقص بالخيول على أنغام المزمار البلدى، موضحاً أن تلك الفعاليات عادات وتقاليد سنوية يحتفل بها أبناء منطقة العوامية بالمولد السنوي للشيخ أبو الغطاس بالمزمار والعصاية ورقص الخيل والمرماح.

ويضيف أبو الحسن عبد الستار لـ"اليوم السابع"، أنه يتم الاحتفال كل عام فى منتصف شهر رجب بمولد الشيخ أحمد أبوالغطاس، عبر قيام كبار العائلات والأسر بدعوة جميع كبار العائلات والشباب من مختلف محافظات الأقصر وأسوان وقنا وسوهاج والوادى الجديد، وذلك للتعارف والتواصل بين الأحبة والأهل فى تلك المدن المختلفة، حيث إنه يحضر فى المولد عدد كبير من كبار لعبة التحطيب، حيث إنها لعبة فرعونية قديمة وجدت منقوشة على جدران مقابر القدماء المصريين، وأهل الصعيد قاموا بالحفاظ عليها والتجديد فيها، فهي قائمة على الاحترام والتقدير للكبار فى اللعبة حيث أنه لعبة حصرية للرجال فقط، موضحاً أنه يتحكم شيخ اللعبة فى تقديم العصا للمتبارين دون الأذي أو تعريض الآخرين للضرر، حيث أنها فى الأساس لعبة للتسامر والترويح عن البعض بأجواء رياضية مميزة، وتم تنظيم حلقات التحطيب الصعيدي من شيوخ وشباب اللعبة في الليلة الختامية لمولد الشيخ أبو الغطاس بالمزمار والعصاية في منطقة العوامية بوسط مدينة الأقصر.

كما رصد "اليوم السابع" خلال ليالي المولد المبهجة بمنطقة العوامية، أجواء البهجة والفرحة بين الأطفال في ملاهي بسيطة ومميزة تعيد لأذهان الجميع ذكريات الطفولة المميزة فى الموالد والمناسبات السعيدة، حيث قدم أصحاب الألعاب أجواء ممتعة لسعادة الأطفال، في لعبة المركب الشهيرة ولعبة النشان والساقية الدوارة، وسط فرحة كبيرة بين أطفال المنطقة، كما احتفل الأطفال بالمولد بارتداء الملابس الجديدة من الجلباب الصعيدي وهم يحملون العصى والشوم وسط بهجتهم بالمولد السنوى.

وعن ذكريات المولد السنوية يقول عبد الرحيم العوامى ابن المنطقة، على أنه كانت تقام تلك الاحتفالات فى التسعينات بحضور كبار المشايخ ورجال الإنشاد الديني والتراثى، حيث كانت تنظيم ليالي المولد بمشاركة كافة العائلات التي تفتح دواوين منازلها لمآدبات الغداء والعشاء طوال الأسبوعين فترة المولد، بجانب تنظيم ليلة بحضور الراحل الشيخ محمد فؤاد شاكر، وكذلك ليالي تراثية يحييها المنشد الراحل أحمد برين، والفنان الراحل محمد العجوز وكانت تضاهى الموالد الدينية الكبيرة ويحضرها عشرات الآلاف من حول الأقصر والصعيد، ولكن حالياً اقتصرت على الفعاليات للتحطيب والمرماح وعروض الخيول وتنظيم العشاء للضيوف وليلة ذكر صوفى في الليلة الختامية.

جدير بالذكر، أن الشيخ أحمد ابو غطاس، هو المشهور بالبلدة بإنه الشيخ "أحمد أبو مخدم"، وتم تأسيس مقام له في عام 1604 ميلادية، وعرف الناس عنه أنه كان يسير على المياه بنهر النيل عبر فرش منديل كبير يستخدمه على مياه النهر، والتي تتحول إلى قطعة خشبية تساعده على السير أعلى مياه نهر دون أن يتعرض لمخاطر الغرق، لذلك أطلق عليه عليه لقب "أبو غطاس"، ومن أشهر كراماته حسبما يتداولها الأهالى، إنه فى كل عام كان يحدث فيضان النيل قبل بناء السد العالى وترتفع المياه ولكن قرية العوامية لم تكن تتعرض للغرق المنازل كباقي القرى، حيث كان المهندسين فى الرى يتعجبون مما يحدث رغم المياه المرتفعة جداً وقت الفيضان، والأهالي كانوا يقولون لهم إنه فى تلك الأيام كانوا يشاهدون الشيخ أحمد أبو الغطاس وهو يمتطى جوادا يمر به حول البلدة أثناء الفيضان لحمايتها من الغرق.