لقد تم تجاوز الخط الأحمر.. هكذا كانت ببساطة رؤية إدارة بايدن للهجوم بالمسيرة على موقع عسكرى بالأردن والذى أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين ، وإصابة نحو 34 آخرين. فمع سقوط قتلى أمريكيين، يجد رئيس الولايات المتحدة نفسه مضطرا للرد بقوة على الهجمات التى تستهدف قواته منذ أشهر، لكن تظل طبيعة الرد وحدته غير واضحة حتى الآن.
وعلقت صحيفة نيويورك تايمز على الهجوم على موقع البرج 22 فى شمال الأردن، وقالت إن هذا هو اليوم الذى كان يخشاه الرئيس بايدن وفريقه منذ أكثر من ثلاثة أشهر، عندما تتحول الهجمات الضعيفة نسبيا من قبل الجماعات المسلحة على القوات الأمريكية إلى أخرى أكثر دموية، وتزيد من الضغوط على الرئيس للرد.
وأشارت الصحيفة إلى أن استجابة بايدن لأكثر من 150 هجوم من قبل الجماعات المسلحة على القوات الأمريكية منذ 7 أكتوبر كانت حذرة، فتجاهل بشكل أساسى الأغلبية التى تم اعتراضها بنجاح أو لم تحدث ضررا كبيرا، بينما أمر بتوجيه ضربات تستهدف بشكل أساسى المبانى والأسلحة والبنية التحتيىة بعدما أصبحت الهجمات أكثر شدة، لاسيما ضد الحوثيين فى اليمن.
إلا أن سقوط قتلى أمريكيين سيتطلب مستوى مختلف من الرد، بحسب ما قال المسئولون الأمريكيون، وهو ما أجمع عليه مستشارو الرئيس فى مشورتهم له بعد هجوم أمس الأحد. لكن ما يظل غير واضح هو ما إذا كان بايدن سيأمر بتوجيه ضربات داخل إيران نفسها، كما يحثه خصومه الجمهوريون، الذين يقولون إنه من الجبن عدم فعل ذلك.
ونقلت نيويورك تايمز عن بريان كاتيلولس، الزميل البارز فى معهد الشرق الأوسط الأمريكى، والذى عمل فى مناصب تتعلق بالأمن القومى فى إدارة كلينتون، إن السؤال الذى يواجهه بايدن هو ما إذا كان يريد أن يرد على الأحداث فى المنطقة، أم أنه يريد إرسال رسالة أكبر فى محاولته استعادة قدر من الردع لم تشهده المنطقة منذ أشهر.
وأعرب كاتيوليس عن ثقته بأنه يجرى العمل على استجابة ليست بالقوة الشديدة التى يمكن أن تثير معها حربا شاملة، أو شديدة الضعف بما يمكن أن يطيل أمد الصراع، ولكنهم يبحثون عن شيئا يبدو صحيحا فقط، على حد قوله.
وفى تقرير سابق لها هذا الشهر، قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن البيت الأبيض يشعر بالقلق من الوصول إلى "نقطة تحول" فى ظل المواجهة بين الولايات المتحدة والجماعات المسلحة فى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن تزايد عدد الهجمات على القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط يزيد خطر الوفيات، وهو "خط أحمر" يمكن أن يؤدى تجاوزه إلى حرب أوسع.
من جانبها، قالت شبكة سى إن إن الأمريكية إن بايدن يخاطر بتعميق الصراع فى الشرق الأوسط فى ظل ضغوط من أجل الرد على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين فى هجوم على موقع عسكرى بالأردن مساء الأحد.
وأشارت الشبكة فى تقرير على موقعها الإلكترونى إلى أن مقتل الجنود الأمريكيين فى هجوم بمسيرة قد دفع الولايات المتحدة إلى عمق الصراع فى المنطقة، وزاد من الضرورة الملحة لجهود تأمين إطلاق سراح الأسرى فى غزة مقابل وقف طويل الأمد للحرب فى غزة.
ورأت سى إن إن، أن تضافر الأحداث المتشابكة، ما بين محادثات هامة بشأن الأسرى فى فرنسا كانت تجرى فى نفس الوقت الذى تعامل فيه المسئولون الأمريكيون مع مقتل القوات فى الأردن، أضيف إلى واحدة من أكثر اللحظات المشحونة منذ هجوم السابع من أكتوبر.
والآن، فإن القادة فى واشنطن والشرق الأوسط يبحثون خيارات يمكن أن تحدث تحولا كبيرا فى الموقف، فيما أصبحت آلاف من الأرواح ومستقبل المنطقة معلقا.
وقالت سى إن إن ، إن الرئيس بايدن، الذى تعهد بالرد على هجمات الدرونز فى توقيت وبطريقة من اختيار أمريكا، يواجه قرارا حول حجم الرد الأمريكى، والذى سيكون له تداعيات فى كلا من المنطقة، وأيضا داخل أمريكا مع دخول بايدن معركة صعبة لإعادة انتخابه.
وفى إسرائيل، يواجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضغوطا شديدة للتوصل إلى اتفاق لتأمين عودة أكثر من 100 من الأسرى الذين لا يزالوا فى غزة، وهى الخطوة التى ستتطلب توقفا طويل الأمد فى حرب إسرائيل على غزة.
وفى إيران، تقول "سى إن إن" إن على القادة أن يقرروا ما إذا كانت إستراتيجية زرع بذور "عدم الاستقرار" عبر وكلاء تقربهم من القتال المباشر مع الولايات المتحدة، وهى الخطوة التى يقول المسئولون الامريكيون إن إيران لا تريدها، والتى سعت البلاد إلى تجنبها.
وذهبت الشبكة إلى القول بأن الطريقة التى سيتصرف بها كل طرف فى الأيام المقبلة يمكن أن تغير بكشل كبير مسار الحرب فى غزة، والتوترات الأوسع التى أثارتها فى الشرق الأوسط.
وقال النائب أدم سميث، أرفع ديمقراطى فى لجنة الخدمات المسلحة بالنواب الأمريكة، إن الهجوم الأخير فى الأردن تصعيدا خطيرا، وكنا نحاول التأكد من ألا يتم تصعيد الصراع، لكن هذا يدفنا أكثر إلى تلك النقطة. وأضاف انه من الضرورى أن تستجيب الولايات المتحدة وتجد طريقة لوقف هذه الهجمات.
وقال سميث إن احتمالات اتساع نطاق الحرب لا يمكن فصلها عن الوضع فى غزة، حيث أسفرت الحرب الإسرائيلية عن استشهاد أكثر من 26 ألف فلسطينى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة