تزداد التعقيدات حول حرب غزة المستمرة منذ قرابة 3 أشهر الآن وسط تحذيرات من اتساع الصراع فى المنطقة بعد استهداف الجيش الإسرائيلى لـ صالح العارورى القيادى بحركة حماس فى العاصمة اللبنانية بيروت امس الثلاثاء.
قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن اغتيال العارورى على يد القوات الإسرائيلية يعد "توسع مميت" للحرب التى تشنها إسرائيل خارج قطاع غزة، واسفر هجوم الثلاثاء عن مقتل 7 أعضاء لحركة حماس فى بيروت من ضمنهم الأعضاء المؤسسين وكانت اول النتائج الفورية توقف مفاوضات المحتجزين التى استمرت لاسابيع.
تعهد قادة إسرائيل بملاحقة جميع قادة حماس فى جميع أنحاء العالم بعد عملية طوفان الاقصى فى 7 أكتوبر الماضى، ويبدو أن تحرك الثلاثاء هو أول توسع مميت لحملتها خارج قطاع غزة، وتسبب هجوم بيروت فى آثار فورية على جهود إسرائيل لتأمين إطلاق سراح أكثر من 100 محتجز تم أسرهم فى هجمات 7 أكتوبر حيث علقت الجماعة المحادثات لأجل غير مسمى.
وأعربت إسرائيل عن استعدادها، وقال مسئولين عسكريين إسرائيليين إنهم يستعدون لهجمات انتقامية من حزب الله وحماس فى لبنان، وقال دانييل هاجارى، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "نحن على استعداد لأى سيناريو، الشيء المهم الذى يجب أن نقوله هو أننا نركز ونواصل التركيز على محاربة حماس".
من المحتمل أن يؤدى هجوم بيروت إلى تعقيد الجهود الأمريكية للتوسط فى إنهاء دبلوماسى للقتال بين إسرائيل وحزب الله، حيث تحاول إدارة بايدن التوصل إلى اتفاق مع حزب الله لسحب قواته القريبة من الحدود الإسرائيلية.
كما آثار الهجوم أيضا مخاوف جديدة من أن الجماعة المدعومة من إيران سترد بضربات صاروخية أعمق على إسرائيل، خاصة أنه قبل الانفجار، تعهد زعيم حزب الله حسن نصر الله بالرد على أى هجوم إسرائيلى على القادة الفلسطينيين فى لبنان.
وقالت إدارة بايدن إنها تراقب التقارير المتعلقة بمقتل صالح العاروري وتعهد المسؤولون الأمريكيون بالمضى قدما فى الجهود الدبلوماسية لحل الصراع وأعربوا عن أملهم فى ألا يؤدى الانفجار إلى رد فعل استفزازى من حزب الله.
ونقلت الصحيفة عن بول سالم، رئيس معهد الشرق الأوسط - وهو مركز أبحاث فى واشنطن - وصفه للضربة بأنها تصعيد فى حرب إسرائيل ضد حماس، لكنه قال إنها لن تؤدى بالضرورة إلى توسع كبير فى الصراع مع حزب الله.
فى الوقت نفسه، يستمر القصف الإسرائيلى الذى أدى إلى نزوح نحو 85% من سكان غزة من منازلهم، على قطاع غزة، مما أجبر مئات الآلاف من الأشخاص على العيش فى ملاجئ مكتظة أو مخيمات مزدحمة فى المناطق الآمنة التى حددتها إسرائيل والتى قصفها الجيش رغم ذلك. وتقول الأمم المتحدة أن الحصار الذى تفرضه إسرائيل على القطاع جعل ربع سكان غزة يواجهون المجاعة.
وتأتى عملية الاغتيال قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إلى المنطقة، حتى فى الوقت الذى حاولت فيه الولايات المتحدة منع انتشار الصراع، وحذرت مرارًا وتكرارًا من تصعيد العنف
وقال مسئول امريكى لصحيفة نيويورك تايمز، إن اغتيال صالح العارورى هو الأول من سلسلة اغتيالات ستنفذها إسرائيل ضد قادة حماس فى الفترة المقبلة، أضاف أن العملية الأخيرة سيكون لها تأثير على محادثات التوصل لاتفاق بشأن الرهائن أو وقف اطلاق النار فى غزة
وفى تصريحات منفصلة لمسئولين أمريكيين أكدا فيها أن تل أبيب لم تبلغ واشنطن مسبقا بالهجوم على مكتب حماس فى بيروت، واكدا أنه على الرغم من أن إسرائيل وراء الهجوم، الا أنه لم يتم ابلاغ واشنطن قبل الضربة.